عندما يصبح العنف لغة الحوار

عندما يصبح العنف لغة الحوار

 لم تعد لديَّ القدرة على التحمل... الحياة أصبحت كابوساً يطاردني في أي لحظة. كيف أنتهي من آلامي!! أشعر بحاجة إلى من يساعدني.. ولكن من!! وكيف؟ !!

هذه العبارات والتساؤلات أسمعها يومياً على لسان الكثير من الناس عندما يصبح العنف معهم لغة الحوار...

فالمرأة الشرقية تتعرض للعنف بكل أشكاله أو تعيش المحنة ثائرة تارة أو محتجة... يعلوا صوتها.. تبكي... فهي تعرف كيف تعبر عن غضبها.. وكيف تفكر باتخاذ قرار يخلصها من آلامها لكن لا تعرف كيف تنفذ هذا القرار!!!

هي.. كالبركان الثائر ينفجر فجأة ثم لا يلبث أن يخمد ليتحول إلى رماد.. وهكذا المرأة عندنا تهدد وتتوعد ولكنها لا تلبث أن تهدأ وكأن شيئاً لم يكن تعود لتمسح دموعها وتضغط على الجرح وتجمع الحطام من حولها وتلملم بقايا أحزانها وتتعود مستسلمة لقدرها من جديد.. لماذا؟!!

- هل لأنها ضعيفة جسدياً ولا تستطيع منافسة قوة الرجل الذي بدوره يستغل ضعفها ليمارس عليها العنف!!

- أم لأنها تخشى الفضيحة... فإن فكرت باللجوء إلى الشرطة ستجد نفسها عرضة للشبهات والتساؤلات وربما لاستغلال وضعها...

- هل لأن المرأة الشرقية اعتادت أن تستمر أحزانها وتجتر آلامها وهمومها لأنها لا تجد المكان المناسب الآمن لتلجأ إليه.

- أم إن احتجاجها يعني الطلاق والطلاق يعني العودة للانتماء إلى كنف العائلة.

- وهنا تنشأ مشكلة أكبر هي خوفها من المجتمع ونظرته للمرأة المطلقة.

- ولا بد لنا من وقفة لنتساءل عن السبب الذي يدعو الرجل ليكون عنيفاً؟؟

- لدى سؤال عديد من النساء من كافة الأعمار والفئات الاجتماعية والثقافية تبين أن الأسباب تعود إلى:

1. إحساس الرجل بالنقص سواء المادي أو الاجتماعي أو الثقافي.. الخ.

2. الفارق الثقافي أو المادي أو الاجتماعي عن زوجه.

3. الضعف الجنسي عند الرجل.

4. ضعف الشخصية عند الرجل. (كعدم قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة أو تناقضه مع نفسه بين أقواله وأفعاله.) مثل ادعائه بالتحرر وبداخله رجل شرقي..

5. عندما تكون المرأة أقوى أو أذكى.

6. عندما تتمكن المرأة من اكتشاف عيوبه وتتحدث عنها علناً.

7. تشبث الرجل الشرقي برأيه حتى ولو كان على خطأ.ورفضه المناقشة ولغة الحوار لا سيما حول الأمور الحياتية الموروثة (خروج الزوجة من البيت أو اتخاذ أي قرار يخص الأولاد دون التشاور معه.)

- عموماً تختلف أسباب العنف بين رجل وآخر. فما يثير الرجل العادي قد لا يؤثر على المثقف. فما يثير المثقف (وهو شخصية غاية في الهدوء والاتزان والمستوى الثقافي) كما لو ألقت زوجته بإحدى الأوراق التي تخصه خطأ أو قاطعه أحدهم وهو يتحدث أو يقرأ جريدته أو عبث أحدهم بالكمبيوتر قد يتحول إلى رجل آخر يضرب ويشتم.

بينما نجد مثل هذه الأمور لا تثير الرجل العادي الذي يغضبه خروج زوجته من البيت دون إذنه أكثر من أمور أخرى.

ونجد لدى عدد من النساء رأياً لافتاً للنظر إذ يعترفن بأن المرأة هي التي تسبب لنفسها العنف لأنها استفزازية وعصبية بطبعها وهي التي تدفع الرجل إلى تعنيفها.

كما أن هناك العديد من النساء ممن ينظرن إلى الرجل العنيف على أنه قوي الشخصية وتعتبره رجلاً بمعنى الكلمة!! بل تُعجب برجولته هذه.

إضافة إلى من يشعرون بالفخر والزهو لأنهن يستطعن الدفاع عن أنفسهن لامتلاكهن عضلات قوية ولساناً سليط يستخدمنه كسلاح دفاع يجعلهن سيدات الموقف في كثير من الحالات.

ولدى سؤالنا لأحد القضاة المختصين بالأحوال الشخصية تبين أن كثيراً من حالات الطلاق التي يرى الرجل فيها أن السبب هو القسمة والنصيب وعدم التفهم مع زوجه إن السبب الرئيسي هو تعرضه للعنف من قبل زوجه ولكن رجولته لا تسمح له بالاعتراف بذلك.

- كما أن هناك آراء كثيرة تدل على أن المرأة المثقفة عرضة للعنف أكثر من المرأة العادية التي نجدها تعرف كيف تتكيف وتتخلص من ثورة زوجها بطرقها الخاصة.

كما لاحظنا أيضاً أن المرأة وخاصة العاملة هي التي تشتكي وتظهر ستضعفها وتتحدث عن آلامها إلى زميلاتها في العمل ومن حولها أكثر من الرجل الذي أكثر مثالية وحضارية خارج المنزل لأن الرجل العنيف لا يفتخر أو يعترف بأنه يضرب زوجته ويعنفها.

وهناك تساؤلات حول العنف اللفظي الذي يبدو أسوأ وأبشع من الجسدي والسؤال هنا: إن وجدت المرأة المكان الآمن الذي يحمها من العنف الجسدي فأين تجد الحماية من العنف اللفظي!!!
 
رابطة النساء السوريات

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon