جمعية أم البنين بالمغرب: الدعم للجماعات "المنبوذة"

أم البنين جمعية مغربية تدعم النساء المعرضات للمحن والعنف، أسست عام 2001 وتقع في مدينة أغادير جنوب المغرب إنها جمعية مستقلة وغير حكومية، إنها الهدف الأساسي للجمعية هو دعم الجماعة المنبوذة (المرفوضة) اجتماعياً في المجتمع المغربي: النساء الحوامل غير المتزوجات الأمهات العازبات وأولادهن.

خلفية:
- يعرف المغرب غالباً كنموذج متطور في المنطقة وهذا صحيح وغير صحيح في نفس الوقت، ففي غالب عام 2004 تبنّ المغرب قانون الأسرة الحديث (المدونة) التي فيها عدّلت الشريعة وأعيدت صياغته فمثلاُ حقوق النساء في الزواج والطلاق قد دعّمت والنساء المغربيات الآن تتمتعن بأفضل الحقوق بالنسبة للنساء في باقي بلدان العالم العربي، ولكن من جهة أخرى فغن منظمات حقوق الإنسان (منظمة العفو الدولية – مراقبة حقوق الإنسان) جاء في تقاريرها السنوية أن القوانين الجديدة غلباً ما يتم تجاهلها، وإن كثيراً من النساء غير مدركات لحقوقهن القانونية.
صدقت دولة المغرب على كافة الوثائق الدولية الهامة المتعلقة بحقوق الإنسان،كوثيقة الأمم المتحدة حول النساء CEDAW (اتفاقية إلغاء كل أشكال التمييز ضد النساء) ولكن في المغرب فإن المساواة الجندرية بعيدة كل البعد عن ذلك.
- لقد وُقع على اتفاق سيداو ولكن مع العديد من التحفظات التي تعني ان المواد المتحفظ عليها يمكن أن تطبق فقط عندما لا تتعارض مع قوانين الشريعة.
ما زالت النساء تواجه تمييزاً في التشريع وفي المجتمع، ما يزال هناك عدم وجود الإدارة أو الرغبة في التحدث عن حقوق النساء، إن ثلثي النساء المغربيات ما زلن أميات، وبالطبع لا يعملن خارج المنزل، عن تقاليد العار والشرف ما تزال تحكم حياة الكثير من النساء المغربيات: فمن بين النساء المنبوذات جداً في المجتمع المغربي هن النساء الحوامل دون زواج.
- طبقاً للقانون المغربي لا يمكن للمرأة أن تكون أماً (قانونياً) قبل الزواج، فإذا حملت المرأة غير المتزوجة فعليها أو تواجه عواقب هذا الفعل، فعند الولادة يسجل اسم الأم فقط وبذلك يكون الرجل متحرراً من المسؤولية، وبسبب تقاليد عميقة الجذور حول شرف العائلة، تُجبر تلك النساء على ترك عائلاتهن، والكثير منهن يخفن على حياتهن ولا يمكنهن العودة إلى بيوتهن أبداً فالمرأة الحامل غير المتزوجة ليس لديها مكان تلجأ إليه ولكن بعض النساء يحالفهن الحظ ويجدن طريقهن إلى جمعية أم البنين. عن الجمعية تقدم دعماً مباشراً للنساء وتعمل لتحسين حقوقهن على مدى طويل.
بعض النساء في جمعية أم البنين مطلقات، ولكن معظمهن لم يتزوجن، بعضهن خُدعن من قبل رجل وعدها بالزواج، ومنهن من اغتُصبت أو ظُلمت أو أسيئت معاملتها أو في حالات أخرى تجبر على ممارسة الجنس.
- إن معظم نساء أم البنين شابات، من عائلات فقيرة ومن قرى صغيرة في الريف أو جبال أطلس، معظمهن غير متعلمات أبداً، إن الأمية منتشرة بشكل واسع بينهن، وبدلاً من التعلم فإن الكثير منهن يعملن منذ نشأتهن، هذا عن معظم هؤلاء النساء في أم البنين إلا أنه هناك نساء أيضاً م كل طبقات المجتمع، بعضهن لديه ثقافة جيدة، من عائلات غنية حيث هربن أو طردن منها، إلا أن هناك شيء مشترك بين كافة النساء في أم البنين: حملن دون زواج لذلك هن مهمشات ومنبوذات من عائلاتهن ومن المجتمع.
بيت النساء:
- إن جمعية أم البنين تملك بيتاً حيث يمكن للنساء العيش به قبل وبعد الولادة ويدعى هذا البيت بالفرنسية (la roger) وهو عبارة عن شقة من طابقين تقع في منطقة داكلا في أغادير فيها غرفة لعشرين امرأة وهي غالباً ممتلئة، النساء عادة تأتين إلى البيت في الشهر الأخير من الحمل , وبعد الولادة يمكنهن الإقامة أربعين يوماً، في الجمعية تحصل النساء على مساعدة اقتصادية وطبية ونفسية وعند الحاجة يمكن الحصول على مساعدة في المجال القانوني والإداري أو الحكومي.
- وفي الجمعية مكانSludio أو موقع حيث تستطيع النساء تعلم الحياكة أو صناعة منتجات مختلفة والتي تباع لكسب المال للجمعية كما يوجد غرفة في المبنى تقدم فيها المعلومات حول الولادة والأمراض المنتقلة للنساء عن طريق الممارسة الجنسية.
إن هدفنا الأساسي هو أن نشعر النساء في هذا البيت وكأنهن في بيتهن قدر الإمكان، وحيث أن النساء في هذا البيت يجبرن على مغادرة عائلاتهن، فإن النساء الحوامل الأخريات (ممن سبقنهم) يكونون مساعدات لهن.
- لسوء الحظ فإن البيت في حالة سيئة والشقة التي تقيم فيها النساء لا تلبي حاجات الجمعية، ومع ذلك فإن أم البنين تحاول وتنجح في إيجاد (خلق) بيئة آمنة للنساء وأطفالهن، بعد الولادة تهيأ النساء للعيش كأمهات عازبات فيتم تعليمهن القراءة والكتابة ويمكن أن يحصلن على معلومات أخرى.
تهيئهن للعمل، لاحقاً تساعد النساء وأيضاً في البحث عن عمل وعن مكان (شقة) للسكن، حيث يمكن لأي منهن أن تستأجر شقة لوحدها أو أن يستأجرن شقة لعدة أمهات عازبات ويتشاركن في التكاليف وفي المسؤولية، العديد منهن يمكن أن يحصلن على عمل في معامل السمك العديدة في أغادير، في مطابخ بعض المطاعم أو كمدبرات للمنازل.

مركز الرعاية اليومية:
- يمكن للأمهات العازبات،أثناء العمل أو التعلم أن يتركوا أطفالهم في مركز الرعاية اليومي لأم البنين، ويفتح يومياً ن الساعة السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً (ماعدا أيام الآحاد حيث معظم الناس لا يعملون في هذا اليوم) يوجد حوالي 25 طفل في المركز تتراوح أعمارهم ما بين الشهر والسنتين ن والبيئة متواضعة وبسيطة لكن هناك الكثير من مربيات الأطفال وأسرّة للأطفال والألعاب وفرشات للعلب عليها ويوجد ست ممرضات عاملات في مركز رعاية الأطفال في أم البنين، يعطى الأطفال طعام صحياً والأطفال الأصغر سناً يقدم لهم بديل عن حليب الأم واللبن والموز ومزيج من الفاكهة الأخرى.
- لا يمكن لأطفال الأمهات العازبات البقاء مع أمهاتهم دون جمعية أم البنين، فقد كان يتم التخلي عن الأطفال عند الولادة لينشأوا في الشوارع أو في الميتم أو المشفى. والبعض منهم ليس حباً الآن، إن جمعية أم البنين تتحمل المسؤولية الأساسية للأطفال حتى سن السنتين، فإذا كانوا مرضى يتلقون العناية الصحية وتدفع الجمعية أجرة الفحوص الطبية أو إذا احتاج الأطفال لعمليات جراحية أو أشكال أخرى من العلاج، وتعمل الجمعية أيضاً لتسجيل الأطفال رسمياً.
- التطورات القانونية والطموحات على المدى الطويل،إن جمعية أم البنين تعمل مع محامين وترفع أحياناً قضايا إلى المحكمة للدفاع عن النساء والأطفال وتنجح الجمعية كل عام في الدفاع عن عدد من القضايا المتعلقة بالاغتصاب والسفاح والعديد من الحالات الأخرى كسوء المعاملة وغيرها.
- إن المعلومات حول المواضيع الجنسية ممنوعة في المدارس المغربية وغالباً تنقص الشباب معلومات أساسية وصحيحة حول مواضيع الولادة أم حول انتقال الأمراض عن طريق الجنس، لذلك نقوم جمعية أم البنين بزيارة المدارس وتقدم معلمات حول هذه القضايا وحول الحقوق القانونية الرئيسية في مثل حالات الاغتصاب أو الحمل، وتقدم المعلومات أيضاً بشكل خاص للنساء الشابات والفتيات المعرضات للخطر.
- لدينا في الجمعية طموح وهدف بعيدي المدى بأن ندعم (نقوي) حقوق النساء ونعمل من أجل تشريع يحميهن بشكل أفضل وأكثر من كل ذلك من أجل تطبيق القوانين الموجودة وتغيير العادات والتقاليد القديمة التي تميز النساء وتعتبرهن من الدرجة الثانية.

للمزيد من المعلومات عن أم البنين:
 Oeb.administration@menara.ma


ترجمة فاديا نصرة، (جمعية أم البنين بالمغرب: الدعم للجماعات "المنبوذة")

خاص، نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon