حرمت الحرب الكثير من السوريين والسوريات من بيوتهم، أراضيهم، أعمالهم، وحتى أفرادا أعزاء من أسرهم. لكنها لم تستطع أن تحرمهم من حقهم المطلق بالحياة، وبإبقاء أوجهها المختلفة نابضة في تفاصيل حياتهم وأنهرها المتعددة.
آنجي مراد، صبية سورية دخلت عالم الدراما منذ وقت قصير، وعملت كـ"موديل"، وهي الآن في بيروت غارقة في كواليس مسابقة "ملكة جمال آسيا" التي ستنعقد في العاصمة اللبنانية الشهر في منتصف حزيران المقبل. شاركت في بعض الأعمال الدرامية، كما شاركت في مساب "توب موديل سورية 2008"، لكنها المرة الأولى التي تتجه فيها إلى مسابقة خارج حدود بلدها.
لا تجد آنجي مشكلة في أنها تشارك في مسابقة جمال، بينما بلدها غارق في حرب وجود ضد من يريد تدمير الجمال فيه قبل الحياة، وتدمير الحياة كلها بكل ما فيها. "كلما ذكر اسم سورية خارج بلدنا أرفقت بـ(داعش) و(الإرهاب)، تقول آنجي لـ"آسيا". لكن بلدنا ليس داعش ولم يكن يوما إرهابيا. "بلدنا بلد حضارة وجمال، لكنهما لم يعودا ظاهرين في الخارج بسبب الحرب.. فلماذا لا أحاول فعل ما أستطيع لتقديم صورة حقيقية عن بلدي؟".
تريد آنجي أن ترفع اسم بلدها، فسورية "حلوة كتير.. بركي بنقدر نغير نظرة العالم ولو شوي"!
بمسابقة جمال؟ نعم، ولما لا؟ "حتى في وقت الحرب بلدنا جميل شعبا وأرضا، وأريد أن أقول ذلك بمشاركتي بهذه المسابقة".
اعتراض آخر: العديد من الأشخاص، خاصة الذين يصفون أنفسهم بمناصري قضايا المرأة، يهاجمون مسابقات الجمال جميعها بالقول أنها "إتجار بالنساء" لأنها تركز على الجسد. ترفض آنجي هذا الإدعاء: "من يفكر بأن المرأة هي فقط جسد لا ينتظر مسابقة جمال. هو شخص بتفكير حيواني. وسينظر إلى المرأة هكذا بمسبة جمال أو بدونها".
تصف آنجي المرأة بأنها "عضاضة البيت"، أو عموده الرئيسي الذي يسند سقفه ويمنعه من الإنهيار، "بيت بلا إمرأة، بيت بلا أم.. هو بالتأكيد بيت مفكك". وأن تكون المرأة في المرتبة الثانية بعد الطفل في الدول الأوروبية هو دلالة تحضر ورقي، كما ترى آنجي: "لماذا إذا لا نمشي بالإتجاه الصحيح؟ يجب أن نخرج من مستوى التفكير الحيواني والداعشي الذي يفكر به البعض تجاه النساء".
لذلك، تشجع أنجي أن تقام مسابقات جمال سنوية في سورية. بل تدعو أن تقام برعاية الحكومة وعلى أعلى المستويات، "فنحن شعب جميل لا بلد إرهاب.. ومن حقنا أن نبرز جمالنا.. يجب أن تقام مثل هذه المسابقات وتتلقى الدعم من الجميع".
لا يبدو أن "الجميع" يرغب بالدعم. فأحد المواقع الالكترونية سخر من ترشح آنجي واتهمها بأنها "كومبارس"، وأنها "تحاول تشويه صورة الجمال السوري"! لكن آنجي ردت مبتسمة وبهدوء قائلة لـ"آسيا": "لا أحد بدأ من القمة. الناس كلها تبدأ من الصفر وتتجه نحو القمة بالعمل والجهد والتعلم.. توقعت من الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي دعما مميزا، ليس لجمالي ولا لشخصي، بل لأنني أحمل اسم بلدي.. الكثيرون فعلوا ذلك.. أما البعض الآخر فله رأيه". وتتابع بثقة: "ما يهمني الآن أن رفع علم بلدي في هذا المجال".
آنجي مراد بدأت طريقها الفني عام 2008. شاركت في مسلسل "الغريب" وفي "بقعة ضوء 13" وفي "شو القصة"، وغيرها.
وهي، إلى جانب نشاطها الفني، تمضي بعضا من وقتها في مزرعة تحولت إلى "ملجأ" للحيوانات الأليفة التي فاقمت الحرب من أزمة تشردها، كما فاقمت من عسف البشر تجاهها، بعد أن أثبتوا قدرتهم "الفائقة" على قتل بعضهم بعضا!
بسام القاضي
2017/5/8
آنجي مراد، صبية سورية دخلت عالم الدراما منذ وقت قصير، وعملت كـ"موديل"، وهي الآن في بيروت غارقة في كواليس مسابقة "ملكة جمال آسيا" التي ستنعقد في العاصمة اللبنانية الشهر في منتصف حزيران المقبل. شاركت في بعض الأعمال الدرامية، كما شاركت في مساب "توب موديل سورية 2008"، لكنها المرة الأولى التي تتجه فيها إلى مسابقة خارج حدود بلدها.
لا تجد آنجي مشكلة في أنها تشارك في مسابقة جمال، بينما بلدها غارق في حرب وجود ضد من يريد تدمير الجمال فيه قبل الحياة، وتدمير الحياة كلها بكل ما فيها. "كلما ذكر اسم سورية خارج بلدنا أرفقت بـ(داعش) و(الإرهاب)، تقول آنجي لـ"آسيا". لكن بلدنا ليس داعش ولم يكن يوما إرهابيا. "بلدنا بلد حضارة وجمال، لكنهما لم يعودا ظاهرين في الخارج بسبب الحرب.. فلماذا لا أحاول فعل ما أستطيع لتقديم صورة حقيقية عن بلدي؟".
تريد آنجي أن ترفع اسم بلدها، فسورية "حلوة كتير.. بركي بنقدر نغير نظرة العالم ولو شوي"!
بمسابقة جمال؟ نعم، ولما لا؟ "حتى في وقت الحرب بلدنا جميل شعبا وأرضا، وأريد أن أقول ذلك بمشاركتي بهذه المسابقة".
اعتراض آخر: العديد من الأشخاص، خاصة الذين يصفون أنفسهم بمناصري قضايا المرأة، يهاجمون مسابقات الجمال جميعها بالقول أنها "إتجار بالنساء" لأنها تركز على الجسد. ترفض آنجي هذا الإدعاء: "من يفكر بأن المرأة هي فقط جسد لا ينتظر مسابقة جمال. هو شخص بتفكير حيواني. وسينظر إلى المرأة هكذا بمسبة جمال أو بدونها".
تصف آنجي المرأة بأنها "عضاضة البيت"، أو عموده الرئيسي الذي يسند سقفه ويمنعه من الإنهيار، "بيت بلا إمرأة، بيت بلا أم.. هو بالتأكيد بيت مفكك". وأن تكون المرأة في المرتبة الثانية بعد الطفل في الدول الأوروبية هو دلالة تحضر ورقي، كما ترى آنجي: "لماذا إذا لا نمشي بالإتجاه الصحيح؟ يجب أن نخرج من مستوى التفكير الحيواني والداعشي الذي يفكر به البعض تجاه النساء".
لذلك، تشجع أنجي أن تقام مسابقات جمال سنوية في سورية. بل تدعو أن تقام برعاية الحكومة وعلى أعلى المستويات، "فنحن شعب جميل لا بلد إرهاب.. ومن حقنا أن نبرز جمالنا.. يجب أن تقام مثل هذه المسابقات وتتلقى الدعم من الجميع".
لا يبدو أن "الجميع" يرغب بالدعم. فأحد المواقع الالكترونية سخر من ترشح آنجي واتهمها بأنها "كومبارس"، وأنها "تحاول تشويه صورة الجمال السوري"! لكن آنجي ردت مبتسمة وبهدوء قائلة لـ"آسيا": "لا أحد بدأ من القمة. الناس كلها تبدأ من الصفر وتتجه نحو القمة بالعمل والجهد والتعلم.. توقعت من الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي دعما مميزا، ليس لجمالي ولا لشخصي، بل لأنني أحمل اسم بلدي.. الكثيرون فعلوا ذلك.. أما البعض الآخر فله رأيه". وتتابع بثقة: "ما يهمني الآن أن رفع علم بلدي في هذا المجال".
آنجي مراد بدأت طريقها الفني عام 2008. شاركت في مسلسل "الغريب" وفي "بقعة ضوء 13" وفي "شو القصة"، وغيرها.
وهي، إلى جانب نشاطها الفني، تمضي بعضا من وقتها في مزرعة تحولت إلى "ملجأ" للحيوانات الأليفة التي فاقمت الحرب من أزمة تشردها، كما فاقمت من عسف البشر تجاهها، بعد أن أثبتوا قدرتهم "الفائقة" على قتل بعضهم بعضا!
بسام القاضي
2017/5/8
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon