مسلمات ومسيحيون هل هذه الحالة صرخة تجاه الزواج المدني

لا تخلو جلسة حوار ديني من تعليقات حول زواج المسيحية بمسلم وزواج المسلمة بمسيحي، ولايقترب أحد الفريقين من هذا الجانب إلا عندما يشعر بالإفلاس أو عدم الإقناع، فيتم الهروب من الحوار المجدي، ويقول فريق للآخر لماذا لاتسمحون لنا بالزواج من بناتكم؟! وللعلم الذي لا يخفى على أحد أن كلا الفريقين يرفض تزويج بناته لأبناء الآخر، وما نشهده من حالات مخالفة ناتج عن حالات خاصة، أو تيارات ثقافية بلغت من الوعي درجة عالية.‏

المسلم والمسيحية‏
زواج المسلم بمسيحية لا يختلف في العرف الاجتماعي في شيء عن زواج المسلمة بمسيحي، فكلاهما مرفوض من أهل الفتاة، ولكنها لا تأخذ في الظاهر فقط تلك الهالة والأحاديث، لأسباب كثيرة لعل من أهمها: أن المرأة غير مجبرة على تغيير دينها في هذه الحالة، أولأن الذين يتم زواجهم بشكل طبيعي ينتمون إلى طبقات فكرية أو اجتماعية مختلفة، أو لأن المجتمع بعمومه في بلادنا يخضع للقوانين الإسلامية التي تبيح زواج المسلم بغير المسلمة، ولا تعدّ ذلك مشكلة، بينما تكون المشكلة في الجانب الآخر المسيحي. فقد يقبل الأهل ذلك بتفهم – إن كانوا ممن أشرنا إليهم – وقد يقبلونه على مضض إن كان أمراً واقعاً.‏

المسلمة والمسيحي‏
إن قضية زواج وارتباط المسلمة بمسيحي ليست جديدة، فهي موجودة وقديمة، طالما أن الجانبين يعيشان معاً، ويتبادلان الحياة المشتركة، وقد تحدث الفقهاء المسلمون حول هذه القضية منذ قرون بعيدة، فبعضهم من جوّز هذا الزواج، ولكن بشروط، وبعضهم من أنكره، ولكل جانب من الجوانب تسويغاته المقنعة، فالذين أجازوا بشروط انطلقوا من الواقع المشترك والضرورة التي تفرض نفسها أحياناً، والذين رفضوا الموضوع بتمامه رفضوه لأسباب قد تكون وجيهة كذلك، ومستخلصة من التجارب الاجتماعية، ومنذ أشهر أطلق الدكتور حسن الترابي فتاواه والتي منها جواز زواج المسيحي بمسلمة، وقد تمت مناقشة آرائه في صفحات جهينة آنذاك، وأدلى سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتورأحمد بدر الدين حسون برأيه الفقهي، وكذلك الأستاذ الدكتورعبد الفتاح البزم، والدكتور محمد حبش، وأجمعت الآراء التي انطلقت من النصوص الفقهية على أن ما يمنع زواج المسلمة بمسيحي شيء واحد، وهو الاعتراف بالإسلام وكتابه ونبيه، وقد قال سماحة المفتي في أكثر من مناسبة: عندما يأتي المسيحي الذي يؤمن بالإسلام والقرآن ومحمد نزوجه بناتنا، لأن أهم شرط من شروط الزواج في العقيدة احترام عقيدة الآخر والإيمان بها، لأن هذا الاحترام لن يمنع المرأة من ممارسة عقيدتها وشعائرها باحترام.‏

هل تغيير دين الرجل شرط للتزوج من مسلمة؟‏
المسلم والمسيحي اليوم، يعيش في زمن مختلف، وقد لانجد ذاك الالتزام من كلا الطرفين، وليست هذه الحالة من الاقتران قائمة بين جهات دينية من الطرفين، ولكنها غالباً ما تكون بين جهات منفتحة واعية، وبما أن الإسلام -حسب وجهة المتدينين- دين دعوي، وجاء بعد الديانتين السماويتين اليهودية والمسيحية، فهو يسعى إلى الدعوة وكسب الأنصار منذ عهد الرسول وإلى اليوم، وليس لديه من مانع أن يتحول أحد إليه، ولكن الغريب أننا نجد هذا الأمر ليس مطروحاً من رجال الدين من الطرفين، وإنما يصدر عن أشخاص لا يملكون أدنى مسكة في الفقه والدين، فيسيؤون في الطرح والعرض، ويعطون فكرة خاطئة عن التسامح والمحبة في المسيحية والإسلام معاً.‏
فالجانب المسلم يقول : نحن نعترف بطهارة العذراء ونبوة عيسى عليه السلام، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بمارية القبطية أم ابراهيم، ولم تغير عقيدتها، والمسلمون يجلونها ويحترمونها، ويعدونها أمهم، وليس لدينا من شرط سوى التعامل مع الإسلام بالطريقة ذاتها التي تعاملنا فيها مع المسيحية.‏
والجانب المسيحي يقول: كما توافقون على تزويج شبابكم من بناتنا، يجب أن توافقوا على زواج بناتكم من شبابنا، فبماذا تتميزون عنا؟ وبماذا تتميز الفتاة المسلمة؟‏
ولماذا يشترط على المسيحي أن يغير دينه؟ والجانبان يتناسيان أن المشكلة الوحيدة التي تمنع أو تسمح هي الاعتراف بالآخر وحريته وعقيدته، ولذلك يبقى الحوار غير مجد على الإطلاق.‏

بين الطوائف المتعددة في الدين الواحد
المشكلة في الحقيقة لا تختصربزواج الفتاة من رجل ينتمي إلى دين آخر، ولو كانت متوقفة عند هذا الحد لهان الأمر، ولو نظر رجال الدين نظرة دقيقة لعرفوا أن الزواج، هذه المؤسسة الدائمة، والتي ينشأ عنها أفراد سيدفعون الثمن، من المفترض أن تكون منسجمة مع الأنظمة والقوانين الاجتماعية، وألا تحمّل طرف دون آخر وزر هذه العلاقة، فزواج المسلم بمسلمة تنتمي إلى طائفة مختلفة قد يقع تحت محاذير كثيرة تصل إلى القتل أحياناً، وزواج المسيحي من مسيحية لاتنتمي إلى طائفته قد يصل إلى نتيجة مماثلة، وفي أثناء إعداد هذا الحديث كان صديقان يتحدثان أمامي، أحدهما بروتستانت كان يقول لصديقه، فلانة بعد أن تحاورنا طويلاً تركتها، فهي كاثوليكية متزمتة!‏
فالأمر برمته ليس خلافاً دينياً بين دينين، وإنما خلاف بين فكرين، وبين مجتمعين غير جاهزين لتقبل كل منهما للآخر،سواء أكان بين دينين أو طائفتين.‏

الزواج المدني هل هو الحل؟‏
الزواج المدني اليوم صار دعوة من عدد كبير من الناس الذين يتواصلون مع العالم الآخر، أو يدعون إلى مجتمعات مدنية متحررة من السلطة الدينية، ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يتم طرحه:‏
هل ينهي الزواج المدني مشكلات مجتمعاتنا؟‏
هل في مجتمعاتنا القدرة على تقبل الزواج المدني؟‏

نحن هنا نعرض الواقع والحلول المقترحة ولا نقترحها، فالمجتمع الغربي صار جاهزاً للزواج المدني وتوابعه بعد ثورة كبيرة في الفكر، تم فيها إقصاء الفكر الديني وتحييده كسلطة مؤثرة في الحياة الاجتماعية، ودفع المجتمع الغربي ضحايا لا يمكن عدهم في سبيل الوصول إلى مجتمعات مدنية.‏
أما في مجتمعاتنا، فالأمر الغريب والمختلف أن المجتمع المدني ينحصر في قضية الزواج إكراماً لعشق، أو في بعض الرؤى السياسية.. لكن الزواج المدني حتى يكتسب شرعيته المجتمعية يجب أن يكون مقونناً، ولا يمكن لمجتمع يعيش في قرون قديمة أن يختار من المدنية الزواج ويترك بقية القضايا، ولابد من تهيئة المجتمع لتقبل القوانين المدنية في كل الجوانب عند ذاك يصبح بإمكان الأسرة الناتجة عن المجتمع المدني والزواج المدني أن تحيا حياة طبيعية، أما غير ذلك فالأمر يكون أحلاماً فردية قد تتحقق وتنجح على نطاق ضيق، ولكنها على الغالب تخفق، ويدفع ثمن الإخفاق الأولاد، فهل نبحث في الضحايا!.‏

نماذج من الزواج المدني‏
قد يشكل هذا الكلام مفاجأة للكثيرين، لكنه أمر واقع لا يجهله إلا من عاشوا في أبراج عاجية، ابتعدوا عن الناس، ورأوا الدنيا تسير كما يشاؤون ولا مشكلات فيها، وفي مجتمع مثل المجتمع السوري المتعدد الطوائف والأديان، هناك عشرات، بل مئات من الأسر المختلطة والتي نعرف عدداً منها، تزوج مسلم بمسيحية وعاشا معاً بعيداً عن المجتمع الذي يمنع، وتزوج المسيحي بمسلمة في رحلة علمية، أو في مغترب، أو في حالة فكرية محددة، سافرا إلى الخارج، وعقدا زواجاً مدنياً، وعادا بعده إلى تشكيل أسرة، وانطلاقاً من الواقع، فإن كلا الزواجين ليسا بهذه السهولة، فما نجده مرفوضاً لدى المسلمين مرفوض كذلك لدى المسيحيين انطلاقاً من البنية المجتمعية، ولعلّ هذا من أهم الخلافات بين الفكر المسيحي الغربي والفكر المسيحي الشرقي، وبين فكر المسلمين الذين يعيشون في الغرب، والمسلمين الذين يعيشون في الشرق، وهذا يؤكد أن الخلاف في بنية المجتمع أكثر من أي شيء آخر.‏
وهذه الأسر التي تشكلت نتيجة الزواج المدني الخارجي تعيش بطريقتين:‏
1- منسجمة ومقبولة بسبب قناعات فكرية راسخة لدى الأهل والزوجين في الوقت نفسه، ولا يكفي أن يكون الزوجان متفاهمين، بل يجب أن يمتد هذا التفاهم ليشمل الأسرة ومن ثم المجتمع.‏
2- أسر تشكلت وبدأت تدفع نتائج هذا الزواج المدني أو غير المعروف لدى المجتمع، والذي يدفع الثمن الأولاد والأسرة برمتها،- هذا الكلام ليس دراسة وإنما أخذ من أفواه المجربين، لكنهم رفضوا مجرد ذكر قصصهم بالتفصيل- فكيف يتم دفع الثمن؟!.‏

أولاد مرفوضون اجتماعياً!‏
قبل الدخول في الزواج بين دينين مختلفين نضرب الأمثلة للزواج المرفوض أو غير المتكافىء في الطائفة ذاتها، فالسيد محمد يقول: تقدمت لخطبتها فرفضني أهلها، خطفتها وتزوجنا، وعشنا سنواتنا الأولى على كف عفريت، ننتقل مثل القطط من مكان إلى آخر حتى ننجو بأرواحنا، وعندما كبر الأولاد دفعنا ثمناً غير متوقع، فكل من حولنا ينظر إلى بناتنا على أنهن بنات الخطيفة، والبنت تكون لأمها! اعتذر السيد محمد عن المتابعة فأزمته أكبر من أن يحدثنا بها.. لكنه قال: لو عدت إلى الماضي لما خطفتها ولاتزوجت أصلاً...‏
أما بين الدينين، فالسيد "ط" قال: أنا مسيحي تزوجت مسلمة مدنياً، كللتها في الكنيسة إكمالاً للإقناع، ولاأحد يعرف زوجتي سابقاً، وعشنا حياة هانئة، لم يتعرض لنا أحد، حتى إن أهلها المسلمين يزوروننا دون أي إشكال، ولكن عندما كبر ولدي أحب فتاة مسيحية، رفض لأنهم عرفوا أن أصل أمه مسلم!! ودفعت ثمناً لا أستطيع تحمله!‏
سألناه عن رأيه، فقال: أي رأي؟ لاذنب لزوجتي أو أهلها بل لاذنب للدينين فيما حصل لي، الذنب هو ذنب المجتمع الذي يحتاج إلى ثورة تضرب هيمنة الأفكار الاجتماعية المتخلفة فيما بيننا..‏
فإلى متى تبقى فكرة أن المرأة السافرة غير جيدة، والمرأة المحتشمة سهلة المنال لسذاجتها؟! نحن في أزمات وليس في أزمة واحدة.‏

المخفي أعظم‏
أحد المعنيين بالشأن الاجتماعي السيد عماد ليوس قال لنا: إن حالات زواج المسلمات بمسيحيين ليست قليلة- واعتذر عن ذكر الاسم او الأمثلة- وأضاف: إن القضية أعقد من ذلك ولاتتعلق ببعض الأسر، فقد يجد أحدهم طفلاً رضيعاً مرمياً وعليه إشارة مسيحية أو إسلامية، فهذا الطفل ضحية من؟ هل هو ضحية الدين؟ لاأظن أن أي دين يقبل مثل هذا المصير للطفل. إنه ضحية المجتمع الذي لايقبل الآخر إلا نظرياً، وفي واقع الحال يمارس أقصى درجات الرفض، والذي يدفع الثمن أبناؤنا وبناتنا، والقضية ليست متعة جنسية طارئة، ولكنها أسرة تتشكل أو تريد أن تتشكل، ومن الصعب أن تجد أرضاً صالحة في ظل القوانين الاجتماعية المتزمتة.‏

حالات تنذر بالخطر‏
هذه الحالات التي سنذكرها لا تنذر بالخطر الفردي، فالفرد لا يشكل شيئاً، وإنما تنذر بالخطر الاجتماعي لما سيترتب عليها، والأستاذ أنطون محام يقول: المشكلة أن عدداً من الشباب المسيحيين والمسلمين، ومن كلا الجنسين لم يجدوا حلولاً لمشكلاتهم العاطفية فلجؤوا إلى المعاشرة خارج إطار المؤسسة الزوجية، ونتج عن ذلك عدد من الأطفال لاأحد يعرف ما ينتظرهم، وأكد السيد عماد ليوس وجود المشكلة، سألنا إحدى الفتيات ولم نرد معرفة هويتها فقالت: إذا أحببت شخصاً فلا يعنيني أي شيء، ويمكن أن أتزوجه بالشكل الذي أريد.‏
وهنا عدنا إلى تحقيق للسيد نيوف والذي يتحدث عن حالات عدة من المعاشرة الجسدية الكاملة بين فتيات مسلمات وشباب مسيحيين، وهذه الحالات نتج عن بعضها أطفال، وسألنا أحد الشباب وهو طالب تعليم مفتوح كان يقصد الجامعة يوم السبت فقال: إن أي تواصل جسدي خارج إطار المؤسسة هو حرام سواء أكان بين مسلم ومسلمة أو بين مسيحي ومسيحية أو مسلم ومسيحية أو مسيحي ومسلمة، ولايجوز بأي حال من الأحوال أن تناقش مثل هذه الحالات فليست العلاقة القائمة بين مسلم ومسلمة أفضل حالاً من العلاقة بين اثنين من دينين مختلفين.. إنهما لايعنياني في شيء لأنهما اختارا طريقاً لاأتفق معهما فيه.‏
تجنبنا سؤال رجال الدين الإسلاميين والمسيحيين، لأن الإجابات محددة سلفاً، وعرضنا في البداية لآرائهم في الزواج الرسمي- ولاأقول الشرعي تمشياً مع ما قالوه- ونكتفي بآراء الشباب الذين يعنيهم الموضوع أولاً وأخيراً.‏
أما السيدة هالة فقد قالت لنا: ما دامت المرأة أو الفتاة اختارت أن تقيم علاقة فهي أدرى بعواقبها، كما هي أدرى بأسبابها، والعلاقة خارج إطار الأسرة علاقة غير قانونية وغير شرعية، فمن العبث أن نبحث لها عن قوانين وأسباب ومسوغات، إنها نزوة عابرة ستنتهي، لكنها قد تكون مؤلمة، وأنا أعرف حالات مماثلة كانت خالية من الحب، فهي مجرد أن أحدهم يريد أن يقيم علاقة مع فتاة من دين آخر، وأنا لاأرحب بهذه العلاقات لأن نتائجها كارثية.‏

المرأة تدفع الثمن‏
عدنا للسيد أنطون الذي قال لنا: أنا أنظر إلى القضية نظرة قانونية، ولاأتعامل معها عاطفياً وحسب انتمائي، فنحن في مجتمع ذكوري محكوم بعلاقات اجتماعية معقدة، وعلاقات دينية أكثر تعقيداً، ومن خلال تجربتي والقضايا التي أراها أقول: إن المرأة هي التي تدفع الثمن غالياً، فسمعتها هي التي ستلاك، وإن أنجبت من علاقة من مثل هذه فإنها إن تخلصت من المولود فقدت إحساس الأمومة الغالي، ولا أقول إن احتفظت، فليس بإمكانها الاحتفاظ بالمولود، ولو أرادت التحايل وإعادته على سبيل التبني، فالأمر مرفوض في مجتمعنا.‏

حالات موجودة في كل مكان‏
أحد طلبة العلم الشرعي سألناه فقال: إن هذه الحالة لا تعنيني فهي حالات زنا، ولو كان طرفاها من دين واحد، فإن كانا من دين واحد فلا مسوغ لمثل هذه العلاقات، ويجب ألا ننظر إلى هذه الحالات على أنها مشكلة، بل هي تصرفات فردية لأشخاص تحللوا وأرادوا أن يعيشوا حياتهم بطريقتهم، فهل أغضب وأبكي إذا أقامت فتاة مسلمة علاقة مع مسيحي؟ أغضب إن كان في ذلك اعتداء أو اغتصاب، أما في هذه الحالة فأنظر إلى الأمرعلى أنه علاقات فردية مثلها مثل العلاقات التي يقيمها طلابنا الذين تحللوا عندما يذهبون للدراسة في الخارج.‏
الأمر لا علاقة له بالدين، له علاقة بالشخص فقط، فالشخص إما أن يكون واعياً أو لا يكون، والزواج المدني لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً.‏

وفي الدراما أيضاً‏
عالجت الدراما العربية، خاصة السورية مسألة الزواج بين شخصين مختلفي العقيدة، ولكنها في الأعم الأغلب اختارت حلولاً سحرية هادئة وادعة تظهر المشكلة أسهل مما يتوقع المشاهد سواء أكان مثقفاً أم لا، مع أنه من المفترض أن تعالج هذه القضايا على وجه الحقيقة، فكم من امرأة فارقت أهلها من أجل حبها، وجاء زوجها ليتزوج عليها ضارباً عرض الحائط بكل ما قدمته من أجله، واليوم تحمل لنا وسائل الإعلام خبراً عن فيلم سوري يتم إنجازه، ويعرض لقصص عديدة منها صدمة أحد رجال الدين الإسلامي بحب ابنته لشاب مسيحي، فماذا تفيد هذه المعالجة؟!‏
إن شأن الزواج المدني يماثل قضايانا الشخصية كلها.‏

القوانين والأنظمة‏
لايشك أحد من المتابعين، ولا ينفي المسؤولون وجود مشكلات اجتماعية تحتاج إلى حلول، ووجود ثغرات في قانون الأحوال الشخصية يلزمها ترميم سريع، فعلى صعيد الطائفة نفسها، والدين نفسه هناك معضلات لا تجد من يقوم بمعالجتها، فما بالنا بالقضايا الأصعب والأكثر تعقيداً؟!‏
وإلى أن تتم الدراسة المتأنية والمستعجلة لمجمل القوانين والأنظمة يبقى أي تنظير في هذه المسائل من باب تبييض الآراء وتجميلها، ومن يتحدث بها يتحدث بها لأنه غير معني بالمشكلة مباشرة. أما الحالات التي يتحدث عنها المتحدثون فلا تعدو أن تكون حالات فردية ناتجة عن تصرفات شخصية وحرية يمارسها فاعلوها.‏

مجلة جهينة- (مسلمات ومسيحيون هل هذه الحالة صرخة تجاه الزواج المدني)

مجلة جهينة (3/2007)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon