طبقا للمزارعين والخبراء الزراعيين فإن الجفاف الحاد أصبح يهدد الزراعة السورية ويخفض من احتياطي القمح في البلاد. فيما تتوقع وزارة الزراعة الآن بأن البلاد ستعاني هبوطا حادا في إنتاج القمح لهذا العام, إذ يتوقع أن يتم إنتاج ثلاثة ملايين طن من القمح فقط من ال 4,7 مليون طن المتوقعة.
وكانت البلاد قد واجهت سابقا, حسب الخبراء, أسوأ موجات الجفاف المدمر في عامي 1990 و 1991 إذ دام الجفاف حينها لمدة عشرة أشهر. يؤثر الجفاف, بشكل رئيسي على المنطقة الشمالية الشرقية في سورية, وفي محافظة الحسكة بشكل خاص, وهي منطقة زراعية بامتياز, حيث تلقت هذه المنطقة ما يقارب 20% إلى 25% من المعدل السنوي للأمطار المتوقعة في عامي 2007 و 2008, وذلك حسب ما ذكرت صحيفة الثورة الحكومية التي قامت بإجراء تحقيق حول ذلك في شهر أيار. وحسب تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية, فإن زراعة القمح تمتد إلى مناطق أخرى, فيما انخفضت معدلات الأمطار بين 15% إلى 30% من معدلاتها الطبيعية, ويشير أيضا إلى أن القمح يشكل 80 % من محاصيل الحبوب السورية, ويتركز 75% من إنتاجه في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد.
الجفاف المستمر اقترن بموجة جفاف قد ضربت البلاد الربيع الفائت ودمرت العديد من المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى تأثيرها على الماشية, التي تعتمد على علف الحبوب بشكل رئيسي, ومما زاد في خطورة الوضع أن هنالك 30% من السكان في سورية يعملون في الزراعة. الحكومة كانت قد قررت في وقت سابق من هذه السنة رفع أسعار الحبوب في الأسواق المحلية, فيما كان العديد من المزارعين يستعدون لمواجهة البطالة بسبب الجفاف. "محصول القمح دمر كليا هذا الموسم" يقول عمر محمد, مزارع قمح, 50 عاما, من محافظة الحسكة, "هذا الموسم سيء ولكنني أظن أن الموسم القادم سيكون أفضل", ويضيف" سنصلي كي يسقط المطر في الخريف".
في 29 حزيران ذكر موقع داماس بوست المقرّب من الحكومة أن سوريا تستنفذ احتياطي القمح الاستراتيجي بسبب الجفاف, وكان نائب وزير الاقتصاد عبد الخالق العاني أعلن في شباط أن سوريا لديها احتياطي كافي حتى آخر عام 2009, لكن هذا الاحتياطي تقلص حاليا ليغطي فقط بضعة أشهر. فيما يؤكد الخبراء الزراعيون من ناحية أخرى أن الجفاف يضرب سورية بشكل متكرر بسبب أنظمة الري السيئة جدا.
وتَقُولُ وزارة الزراعةُ الأمريكيةُ أن 45 بالمائة فقط مِنْ المساحة المزروعة بمحصول القمح مروية، بينما المركز السوري الوطني للسياسات الزراعية أعلن في عام 2005 بأنّ خُمس المنطقةِ الصالحة لزراعة القمح مروية.ُ
وفي الوقت الذي تنضب فيه الآبار والأنهار بسبب الطلب المتزايد على المياه في المدن, فإن المتاح للري من المياه يتناقص يوما إثر يوم. حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من اعتماد الزراعة في سورية على المياه الجوفية وأنظمة الري غير الكفوءة, وعدم العمل من أجل تحديث مشاريع الري للوصول إلى ما ترجوه الحكومة من نتائج.
وفي مقابلة مع تلفزيون الدنيا في شهر نسيان دعا وزير الري نادر البني إلى ضرورة العمل من أجل إقامة أنظمة ري جديدة, وخاصة في المنطقة الشمالية الشرقية.
فيما نوهت أخيرا الدكتورة سوسن سليمان, من كلية الزراعة جامعة تشرين, أن المحاصيل الأخرى المزروعة, كالذرة الصفراء, لا تتأثر بالجفاف كما يحصل للقمح, وذلك لأنها مروية بشكل كاف.
ترجمة: ربا الحمود، عضوة فريق عمل نساء سورية، (الجفاف يدمر محصول القمح)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon