دراسة طبية ألمانية تحث على استخدام الواقي أثناء ممارسة الجنس

أطباء ألمان يوصون ممارسي الجنس بإفراط بضرورة استخدام الواقي الذكري والخضوع بشكل منتظم لاختبار خاص بالكشف عن الإيدز. الأرقام المعلن عنها في العالم العربي لا تمثل سوى 5 بالمائة من الواقع الحقيقي لحجم الإصابة بالمرض.
إن اللجوء إلى الأرقام الرسمية والدراسات الدولية بغرض إجراء مقارنة سريعة بين المناطق التي ينتشر فيها مرض المناعة المكتسبة (إيدز) يشير بوضوح إلى أن منطقتنا العربية تعتبر من أقل المناطق في العالم التي ينتشر فيها المرض الفتّاك. بالطبع، تعتبر هذه الدراسات والأبحاث مشجعة للوهلة الأولى، ولكن الخبراء يجزمون بأن الأرقام التي يعلن عنها في العالم العربي لا تمثل سوى 5 بالمائة فقط من الواقع الحقيقي للمرض.
وفي حين يعزو خبراء هذا الفرق الشاسع بين الأرقام الرسمية والواقع الحقيقي إلى كون 95 بالمائة من الأشخاص الحاملين للفيروس يجهلون إصابتهم به بسبب القصور في إجراء التحاليل، يقول آخرون إن التكتم على الإصابة بالمرض واعتباره من المحرمات يعتبر من الأسباب الرئيسة لهذه الفروقات.

أرقام غير دقيقة
 وتؤكد الدراسات أن عدد الإصابات في العالم العربي ليست معروفة بشكل دقيق، حيث إن تقديرات منظمة الصحة العالمية تقول إنها تتراوح ما بين 200 ألف ومليون ونصف المليون، أي أن المتوسط يبلغ حوالي 700 ألف. وإذا قارنا طرق تعامل الجهات الرسمية في الدول العربية مع المرض وسبل وآليات مواجهته مع الدول الأوروبية ونخص هنا ألمانيا، فإن المراقب يستطيع استشفاف أن الجهات الألمانية المختصة تتعامل مع المرض الخطير بكثير من الواقعية والتعقل، فهي لا تخفي الأرقام الحقيقية لانتشار المرض ولا تكف عن الترويج لخطورته والتحذير منه وعن تنظيم حملات دعائية موجهة بغرض إرشاد الناس وخاصة الشباب منهم.
فالشوارع الألمانية والمرافق العامة تكثر فيها الملصقات الدعائية التي تحذر من المرض وخطورته وتنصح باستخدام الواقي أثناء ممارسة الجنس. علاوة على ذلك، لا تكف الجهات الألمانية عن إجراء الدراسات والبحوث الهادفة إلى استقصاء الحقائق بخصوصه ودراسة سبل محاربته.

تزايد عدد المصابين
فعلى سبيل المثال، ذكرت مجلة ألمانية خاصة بالأطباء فى تقرير لها عن مؤتمر عقد في الآونة الأخيرة، أن عدد حالات الإصابة بالإيدز في ازدياد. وقالت بريجيته شميت، نائبة رئيس المؤتمر الألماني النمساوي الثالث بشأن المرض إنه يتعين على كل شخص نشط جنسيا أن يعرف وضعه فيما يتعلق بالفيروس المسبب له، في إشارة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر قبل ممارسة الجنس. وأضافت أن الأشخاص الذين مارسوا الجنس دون واقٍ ذكري من أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض.
وفي لغة الأرقام، تشير الدراسات إلى أن عدد الأشخاص الذين أظهرت الفحوصات أنهم أصيبوا بمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) في العام الماضي بلغ 2611 مقابل 2500  حالة عدوى جديدة في عام 2005 و1443 في عام 2001.

أعراض المرض
وتقول شميت إنه يتم اكتشاف حالات العدوى بالمرض متأخرا جدا وأحيانا بعد عشر سنوات من الإصابة تقريبا. ويكون الأشخاص المصابين بالعدوى قد مارسوا الجنس دون واق ذكري  مع أناس كثيرين خلال هذا الوقت. ويلاحظ هؤلاء الأشخاص بصفة عامة علامات وجود الفيروس عندما يصابون بعدوى في الجهاز التنفسي تسببها فطريات معينة.

والعلامات الأخرى للعدوى بالمرض هي قصر التنفس الذي يصبح أمرا سيئا على نحو مطرد والسعال الجاف. وقالت شميت إنه غالبا ما يكون من الصعب اكتشاف عدوى حادة بالمرض. ويعانى الشخص بعد الإصابة من مشاكل في المعدة والهضم والحمى وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي. ولا يدرك الأطباء غالبا هذه الأعراض على الفور وأنهم يشتبهون في البداية في مرض وحيدات النواة في الدم المعدي والذي يتم فيه زيادة كرات الدم البيضاء في الدم.
- (دراسة طبية ألمانية تحث على استخدام الواقي أثناء ممارسة الجنس)

دويتشة فيلة، (10/7/2007)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon