بيت بالتقسيط.. سيارة بالتقسيط المريح.. أراضي بالتقسيط المريح جداً...تنزيلات على البضائع والألبسة تصل إلى ال75% في بعض الصالات... اي وبعدين ..الجمل بقرش وقرش ما معنا..
قبل نهاية العام ينتظر الآلاف وأوّلهم محدودي الدخل ومعدوميه الإصدار السنوي لليانصيب الدولي والذي تصل الجائزة الكبرى فيه إلى الستين مليون، ليجربوا حظهم لعلهم يكونوا من الرابحين، ربما الجائزة الكبرى أو حتى الصغرى لكن شيء ما يعينهم في شراء ملكية ما، وتدور الدواليب لتعود الأحلام إلى مكامنها لتخرج مرة أخرى في عام قادم.
وهذا اعتيادي بين المواطنين المنتظرين فرجاً من عند الله. واليوم تلعب الأقدار لعبة جديدة فهاهي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تطلق دراستها الاجتماعية، المسح الاجتماعي الذي تفوم به، لتطلق العنان للأحلام مرة أخرى ولأنها لم توضح المقصد من هذا المسح تهافت جميع من استوفى الشروط ليتقدموا بالطلبات، والازدحام عند أبواب المراكز المخصصة يوضح الأعداد الهائلة للمواطنين الذين يعانون من الفقر والعوز والذين ينتظرون راتبا يعينهم أو إعانات من الدولة.
وبالرغم من أهمية ما تقوم به الوزارة والذي تهدف على حسب ما ذكرت إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية للمستويات المعيشية للأسر المستهدفة خلال خمسة أشهر اعتبارا من بداية كانون الأول 2008 والتي تحقق شروط التقدم للبدء بالدراسة، بغية المساعدة في تصميم وتطوير برامج وشبكات الحماية الاجتماعية واستهداف المستفيدين من خدماتها، بطريقة موضوعية وعلمية، لتحقيق أكبر فاعلية وكفاءة ممكنة لتلك البرامج الموجهة إلى الأسر التي تلاقي صعوبة في تأمين احتياجاتها الضرورية والأساسية..
هذا إن قامت بما هو مخطط له وهو تصميم وتطوير برامج وشبكات الحماية الاجتماعية، لمساعدة الأسر التي تلاقي صعوبة في تأمين احتياجاتها... وهو طبعاً مشكك به من خلال الخطط والاستراتجيات التي سبق وأن قامت بها الدولة ولم يتم تحقيق أيا منها.
وتهافت الجميع أبو عزمي وأم مروان وقصي وخالد ومرزوق وجورج والهام وباسمة وسنية وغيرهم ممن تتوافر لديهم الشروط الموضوعة بلا عمل ولا راتب ولا سجل تجاري ولا راتب تقاعدي وبلا وبلا ما يجعلهم في الفقر المدقع، وهم حسب إحصائيات غير معلنة يقاربون الخمسة ملايين مواطن... وكل كان يبلغ جاره وزميله وجارته وأخوته وأقاربه لعلهم يستفيدون من الراتب الممكن أن تقدمه الوزارة وأمام أبواب المراكز ركنوا يسجلون ويضعون أوراقهم ضمن المغلف البلاستيكي ذو الكبسة، متأملين بالفرج.
وأي فرج عندما علموا أن هذه السجلات ليست من أجل رواتب الإعانة إنما من أجل المسح الاجتماعي والذي في المستقبل سيؤمن لهم طريقة عيش أفضل.
وعل الوعد ياكمون.. جرجر الجميع أذيال خيبتهم وعادوا إلى ما يشبه البيوت، التي يعيشون فيها في عش الورور والكباس وكشكول وعشوائيات الشام وضواحيها بعد أن ملأوا الأوراق ومنهم من رفض أن يملؤها بعد أن فهم وبعدهم الآخر لم يرد تصديق ما سمع فهو واثق أن نالك راتبا ستقدمه الدولة للإعانة.
وضاعت الأحلام مرة أخرى فلا اليانصيب ولا المسح صابا...
رهادة عبدوش، (بين أوراق اليانصيب والمسح الاجتماعي ضاعت الأحلام )
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon