أثارت التوقعات السكانية للفترة مابين 2000-2025 تخوفا كبيرا وتحديا أكبر أمام جميع المستويات التخطيطية والتنفيذية في سورية ذلك أنها تشير إلى أن عدد سكان سورية سيرتفع من (16320000) نسمة إلى (2866000) نسمة أي بزيادة قدرها 74%
ما يعني مزيدا من الفقر والبطالة واللامساواة وهذا ما تحذر منه معظم الدراسات العربية والعالمية التي تعنى بالسكان. من هنا كانت أهمية الحملة الإعلامية التي أقامتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة، والتي أرادت من خلالها بث رسائل توعية عن طريق الإعلام إلى كافة أبناء المجتمع السوري، وخصوصا الفئات المستهدفة وهي النساء المتزوجات في سن الإنجاب والأزواج كفئة أساسية، وجميع أفراد المجتمع كفئة ثانوية. وتهدف الحملة إلى تحسين نوعية الحياة لأفراد الأسرة وخاصة الأم وخلق وعي سكاني حول ضرورة خفض معدلات الزيادة السكانية، بالإضافة إلى أهداف أخرى كتعريف المجتمع بشكل عام والسيدات المتزوجات بشكل خاص بالأثر الايجابي للمباعدة بين الحمول وتنظيم الأسرة على صحة الأم وعلى الأسرة ككل والتعريف بمخاطر الولادات المتكررة على صحة الأم وانعكاسات ذلك على الأسرة، وستعتمد الحملة بشكل أساسي على التلفزيون والإذاعة والجرائد والإعلانات الطرقية من خلال سبوتات تلفزيونية و برامج حوارية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية ومقالات في الصحف والمجلات ورسائل إذاعية وإعلانات طرقية. هذا وفي دراسة حديثة قامت بها الهيئة السورية بالتعاون مع وزارة الصحة عام 2006 حول مواقف ومعتقدات السيدات في سورية حول تنظيم الأسرة كشفت أن 43% من السيدات يرغبن بإنجاب مزيد من الأطفال، وأن متوسط عدد الأولاد الذي ترغبه السيدات هو 4.89 طفل، و أيضا أن 17.5% من السيدات اللواتي وضعن حديثا كن غير راغبات بالحمل، و9.2% من السيدات الحوامل منزعجات من الحمل الحالي. أما بالنسبة لمعارف السيدات فقد أعربت 22.1%عن أنهن سمعن عن معتقدات خاطئة في المجتمع عن وسائل تنظيم الأسرة،وأعربت 24.8% من السيدات عن أنهن سمعن عن شائعات خاطئة عن وسائل تنظيم لأسرة. ما يدل على ضرورة التوجه نحو النساء والأزواج عن طريق حملات التوعية المختلفة بالإضافة إلى الوصول إلى المراكز الصحية لمساعدة النساء والرجال للوصول إلى طرق ووسائل تنظيم الأسرة. أخيرا تؤكد الحملة أن لتنظيم الأسرة فوائد كثيرة لا تعود فقط على الأم لكنها تصل إلى الأطفال والأسرة بأكملها فالمباعدة بين الحمول تحمي حياة الأطفال وتعطيهم الفرصة بالرعاية الوالدية الكاملة نفسيا وجسديا، وتعطيهم فرصة الاستفادة من الإرضاع الوالدي، أما فوائده على الأم فهو يساعدها على حماية نفسها من حمل غير مرغوب فيه وخاصة الحمول عالية الخطورة التي قد تودي بحياة السيدة وكذلك يحميها من الاجهاضات المحرضة التي تكون غير آمنة واختلاطاتها محددة لحياة الأم. وإذا هل ستستطيع الحملة الوصول إلى أهدافها؟ وما هي المدة التي تتوقعها الهيئة السورية مع شركائها من وزارات الإعلام والصحة والتعليم العالي والأوقاف والقطاع الخاص وجمعية تنظيم الأسرة والاتحاد النسائي ضمن قوانين تعاقب على تداول وسائل تنظيم الحمل، وضمن عقلية ذكورية تشبعت بها المجتمعات العربية التي ترى بأن الولد تأتي وتأتي رزقته معه، و أن الأولاد عزوة وكلما ازداد عدد الأولاد كلما خلدت العائلة أكثر وأن مئة بنت لا تكفي إن لم يأتي الصبي وما إلى ذلك من آراء وأفكار تربت عليها أجيال؟ قد نحتاج لوقت طويل لكن يجب أن نبدأ.
رهادة عبدوش، عضوة فريق عمل نساء سورية- (أسرة أصغر.. مستقبل أفضل - أسرة أصغر.. أمومة أفضل)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon