"لا شيء".. في بريدها!!!

هكذا.. وبكل بساطة..
نحن نفعل.. "لا شيء"..!!

كم نحن قساة إذ نصر على دحرنا بهذه الطريقة البربرية..
كم نحن ، لا شيء فعلاً.. عندما نقرر أن نكون .."لا شيء"
لاشيء؟؟؟؟؟!!
هذا "اللاشيء" الذي جعلك تحكمين على نفسك بالقهر المؤبد، هو كل شيء بالنسبة لي.. ولست مستعداً لمشاطرتك اليأس..
هل أخطأت إذ فعلت؟!!!
ربما ترين ذلك، ولكنني لن أعتذر.. لأننا إن قررنا الاعتذار عن كل حماقة نرتكبها، فسنمضي العمر كله في مستنقع الاعتذار، دون أن نحصل ، حتى على "لا شيء"..
هل ثمة جدوى من الكتابة؟!! 
لِمَ الكتابة.. طالما أننا نستطيع الحوار والتعبير المباشر عما يعتمل في ذواتنا، و"التناطح" إذا لزم الأمر..؟!!!
لا لا .. الحوار يعني الاحتكاك المباشر.. الاصطدام.. التصادم.....
ثمة شعور طاغ بأنني منهزم أمامك.. لا محالة.. هكذا أنا.. أضعف ـ رغم قوتي الظاهرة ـ أمام الذين قدر لي أن أحبهم.. وأنا بطبعي لا أحب الهزائم، رغم أنني تجرعت مراراتها إلى ما بعد الشبع بكثير..
(بالمناسبة، هناك كثير من الأمور التي لا نحبها، ولكننا مجبرين على التعايش معها.. وعلى رأسها فقد من نحب!!).
لعل أشد الهزائم مرارة، هي تلك التي نقوم نحن ، دون غيرنا، بإلحاقها بنا.. تلك التي نهزم أنفسنا بها، وعن سبق الإصرار ..غالباً..
لن أصطدم بك.. لأنك باختصار.. وبمنتهى الوضوح.. وبكل قهر "حبيبتي"..
أعرف.. لن تريحك تلقائيتي.. بل ستسخطك ـ على الأغلب ـ جرأتي، التي قد تنحدر ـ بنظرك ـ إلى مستوى "الولدنات"..
ليكن..
لن أصطدم بك.. لأنني سأبدو كمن يضع مبضعه في جثة لا حياة فيها..
لن أفعل.. كي لا أتهم بالبله.. وترفعين القهقهة عالياً.. من بلهي.. وخيبتك...
لن أشتبك معك.. لأننا متحدران من سلالة واحدة... "المقهورون في الأرض"..
فكرت طويلاً.. واكتشفت أنه لامناص من الكتابة.. سأكتب كي لا أنفجر.. سأكتب .. ليس لك.. ولا إليك.. 
سأكتب... لأنه لا شيء لدي أفعله، للتخفيف من خيبتي ، سوى الكتابة..
خيبتي التي أعني، لا تتعلق بك وحدك، بل بي أولاً.. فلعله كان علي أن أحترم نفسي أكثر..
يا للسخرية...!!!
لا يستطيع المرء في بلادنا أن يحترم نفسه، إلا بكبتها والكذب عليها.. وتأنيبها على ما تقترفه من حماقات ما يسمى "الحب"...
خيبتي التي أعني، لا تتحملين مسؤوليتها، ولم تشاركي بصنعها...
هو الحب إذن.. الحب الذي هزمني دائماً... ودائما... ألهث خلفه..
خيبتي التي أعني.. هي كل هذا الكم الهائل من سوء التقدير.. المرافق لي منذ الشهقة الأولى، لما يخاله الناس فيّ وعياً... و أخاله حماقةً عن سبق الإصرار....
لا أعرف ما الذي قذف بروحي التواقة للظلال،  إلى صحرائك القاحلة الموحشة..
أيتها الحمقاء..
ثمة في الحياة، ما هو أهم من اختراع بطولاتٍ جوفاء.. فقط كي ننسبها لأنفسنا..
أيتها الــ ...
ثمة في الحياة.. شيء.. وشيء حقيقي جداً، يستحق أن نلحظه في حلكة أيامنا القاحلة.. هذا الشيء.. هو نحن..
نحن الذين لا يمكن لنا أن نكون "لا شيء" إلا إذا أردنا ذلك.. عندها فقط سيكون انتحارنا ..
وسنسطر بأحرف سوداء ، حماقتنا الأخيرة ..
القمم العارية.. دائماً، تناطح العواصف، لا لشيء، إلا لتحتفظ بعريها...
والقمم المكسوة بأخضر الشجر، تستقبل العواصف، كي تخفف من غطرستها.. وتحيلها إلى نسائم ، وحسب..
ما كنت أحسبك موغلةً في العري..!!
وما كنت أحسبني .. فائق الحماقة...
كي أرتكب الـ "لاشيء"!!!

محمد سعيد حسين-  وإلى موعد آخر- "لا شيء".. في بريدها!!!


خاص: "نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon