أنتِ قلبي

الألم يمتد من يدي إلى قلبي, إلى كل جزءٍ من جسدي, يمتحن قدرتي على التحمل, يمتحن دموعي النازفة, ويقتل كل جمال الحياة في داخلي.. وتبقين أنتِ فقط مزروعةً كشجرة سنديانٍ دائمة الخضرة..يركض حبك مع دمي ويغذي قلبي المريض, يقدم له أفضل علاج.. وأشعر بفؤادي ينكمش على نفسه, يتقلص من ألمه ويخبئ في طياته صورتك.

متى تنتهي هذه الجلسة الدوائية التي تعزلني عنك؟
عن صوتكِ سحري النغمات, عن أنفاسك التي تصل أذني عبر المسافات, فأشعر بها تدغدغ وتعلمني القوة.. تعلمني الصبر.
يا أنتِ.. يا بعيدة.. لا تقاومي حزنكِ علّي أكثر, قولي لي أنك غاضبةٌ دائماً عليّ لا مني.. قولي أن موسيقا الألم التي تنطقين بها اسمي هي خوفك على صحتي, على عمري الذي قد يضيع مني في لحظةٍ يقرر بها قلبي التوقف, في لحظةٍ يعتزل فيها جسدي الخدمة ويتركني روحاً بلا بيت. قولي لي أني لست أنانياً بمحبتي.. أخرجيني من قوقعة شعوري بالذنب, فأنا أعلم كم تتعذب روحك لأجلي, أعلم أن حبي كانَ هماً تريدينه بقدر ما ترفضينه, أدرك مأساة قلبك يوم سلمني الراية وملّكني على مفتاحه الألماسي, وأعرف أنني أخطأت يوم انحرف قلبي مجدداً إلى طريقه الوحيد.. طريقك أنتِ, يوم سألتكِ أن تعيشي بين ضرباتِ قلبي المتلاحقة.. أن تسكبي عطر هواكِ فوق فؤادي المريض, لعله يزهر حباً وكلمات, يوم طلبت منك أن تمنحيه قليلاً من حب يطيلُ بقاءه معي.
لا تحزني حبيبتي فأنا لا أتألم, لحظة أنظر من النافذة إلى السماء وأنا أقدم ذراعي هديةً كل يوم لإبرةٍ تحمل ذاك السائل المغذي إلى جسدي الضعيف.. أفقد كل شعورٍ مؤلم, لأن السماء تضمنا معاً.. لأن روحي معي كانت أم لم تكن ستبقى قربكِ أنتِ, تسمعينَ همساتها وأنتِ هناكَ في منزلكِ تنظفين, تطبخين, تقرأين.
أنظر إلى الساعة, هاهي ساعةٌ زمنيةٌ قد مضت وبقي من الوقت ساعة ليتوقف دمي عن استقبال الدواء وأعود إليكِ, أحادثكِ فيأتيني صوتكِ غاضباً, حزيناً, وأسألك كما دائماً.." ما بكِ؟ " وتجيبين كما دائماً.. " لا شيء! "


د. لين غرير، زاوية "بين السطور"، (أنتِ قلبي)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon