توفيت السيدة (م. ن) (من حمص)، في مشفى الباسل بطرطوس إثر تعرضها لعنف شديد من قبل زوجها الموقوف الآن بانتظار التحقيق والمحاكمة.
الضحية (م. ن) أم لثلاثة أطفال. وكانت قد تزوجت قبل نحو عشرة أعوام أمضت مدة طويلة منها في بيت أهلها هرباً من العنف والتعذيب اليومي الذي يمارسه الزوج. ورغم حصولها عدة مرات على تقارير من الطبابة الشرعية تؤكد الأذى الواقع عليها بسبب عنف الزوج، إلا أنها لم تتقدم بأية شكوى ضدها نتيجة ضغوط الأهل والمجتمع. وخاصة أن الزوج المعنف، كما هي سيرة أغلب المعنفين، غالباً ما يعود ليتودد ويعتذر من زوجته، ضاغطا بوجود الأطفال وحاجتهم إلى أن تعود إلى بيتها، ليعود التعذيب من جديد.
وأخيرا تقدم الضحية (م. ن) بدعوى طلاق من زوجها المعنف، وحين وصلت الدعوى إلى مراحلها النهائية، كان الزوج قد تزوج من امرأة أخرى. إلا أنه استمر بالضغط على زوجته الأولى (قيد الطلاق)، عبر استغلاله حاجة الأطفال لها، فعادت إلى بيت زوجها.
وبسبب عودتها غادرت الزوجة الثانية المنزل، اعتبر الزوج المعنف أن خروج زوجته "الجديدة" هو بسبب عودة الأم، وحملها مسؤولية ذلك مستخدما شتى أنواع الشتائم والضرب على كافة أنحاء جسمها. وبصعوبة بالغة استطاعت أن تصل إلى الهاتف لتتصل بأهلها الذين سارعوا إلى إنقاذها، لكن الزوج كان أسرع بسحبه مجرفة وضربها على رقبتها مما أدى إلى دخولها في غيبوبة.
إلا أن الزوج سارع إلى أخذها وهي في غيبوبة إلى بيت أخيه الذي رفض بقاءها عنده، فاضطر الزوج إلى الذهاب على المشفى حيث ادعى أن "عجلاً" قد رفسها فتسبب لها بما هي فيه.
وبعد وصول الأهل على المشفى، رفعوا دعوى قضائية ضد الزوج بتهمة التسبب بالأذى والغيبوبة للضحية (م. ن)، فألقت الشرطة القبض عليه، وأقر بأنه ضربها بسبب خلافات زوجية، وهو الآن قيد المحاكمة، بينما الأطفال في رعاية عمهم، والزوجة قضت ضحية للعنف الأسري في 16/12/2007.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon