في سابقة هي الأولى من نوعها: امرأة في إدلب تقود جمعية لرعاية المساجين وأسرهم ..

تعد جمعية رعاية المساجين وأسرهم في محافظة إدلب واحدة من الجمعيات الخيرية الرائدة على مستوى المحافظة في مجال العمل الخيري التطوعي،  والساعية بما تملك من كادر على تحقيق جل أهدافها المتمثلة بالاهتمام بالإنسان السجين كونه إنساناً بعيداً عن أنه قد خالف القانون والتقليد الاجتماعي وارتكب جرماً يعاقب عليه القانون وينظر إليه المجتمع من خلاله نظرة الشك والريبة لدرجة فرض العزلة عليه.

وهذه النظرة الإنسانية لهذا الإنسان المخلوق الإلهي. والكلام هنا لرئيسة جمعية رعاية المساجين في محافظة ادلب  تجعلنا نهتم به جسدياً ونفسياً و عقلياً حتى نعيده إلى سويته التي فطر عليها، والتي تؤسس للخير والعطاء للمجتمع ككل. وحتى نكون صادقين، إن العمل في جمعية كهذه يتطلب الصبر والعمل الدؤوب المضاعف نظراً لضعف الوعي بضرورة رعاية السجين وأسرته، وكم ينقذ هذا العمل أناساً من مهاوي الرذيلة وينقلهم إلى مصاف البيئة الصالحة لرفد المجتمع بكل ما هو خير وحق..
وتقول السيدة (ناهد معلم) التي تبوأت رئاسة مجلس إدارة جمعية رعاية المساجين في سابقة هي الأولى من نوعها:
"ربما في سورية، لا نخفي عنكم أن أهداف جمعيتنا كثيرة منها التربية والإصلاح والصحة للسجين وأسرته وتحت عناوين كبيرة وتحتاج إلى عمل مستمر لا يعرف الكلل وإلى نظرة التفاؤل التي لا تشوبها سخرية ساخر.
 
‏ وتضيف المعلم:
" يكمن دور الجمعية في عدة قضايا منها..
 دراسة أحوال المساجين من الناحية التربوية والنفسية والاجتماعية..
وتوفير الوسائل اللازمة لمعالجة أوضاعهم الصحية وشذوذهم العقلي والنفسي.. والعمل على رفع مستواهم الأخلاقي والاجتماعي والمهني داخل السجن وخارجه.. والسعي لتوجيههم توجيها صحيحاً يضمن وقايتهم من التكرار في الإجرام..
وتقديم المعونة المادية والاجتماعية لأسر السجناء..
ومساعدة المساجين بعد خروجهم من السجن..
وتهيئة السبل لجعلهم مواطنين صالحين..
وإحداث حوانيت في سجن إدلب المركزي تتولى بيع وتقديم كل لوازم السجناء بأسعار منخفضة بهدف التخفيف مما يعانونه من الصعوبات في الحصول على حاجاتهم الضرورية. ‏

أنشطة متنوعة ‏
من جانبه لخص السيد (بشار غنام) المدير التنفيذي للجمعية ابرز الأنشطة التي قامت بها الجمعية والتي توجت بتقديم الرعاية الصحية للسجناء وتؤمن كل الوصفات الطبية الخاصة بهم وبأسرهم بشكل دائم، وتحسين وضع إقامة السجناء داخل الغرف من إنارة وشفاطات الهواء والخزن والمغاسل وإصلاح دورات المياه وإصلاح وصيانة كل المرافق، وقبول طلبات توكيل محامٍ من قبل الجمعية عن طريق محامي الجمعية وذلك للسجناء الذين ظروفهم المادية تمنعهم من توكيل محام لهم ويقدم الإرشاد القانوني.
 وتقوم الجمعية بدفع كل النفقات والرسوم المترتبة على النزلاء، وتقدم الجمعية كل مواد الصيانة والإصلاح والشراء المتنوعة لمرافق السجن وبالسرعة العاجلة، وشراء أربع حصالات إضافية للسجن وذلك بناء على رغبة السجناء وإدارة السجن، وشراء نشافة غسيل لورشة الغسيل في السجن وذلك بناء على رغبة السجناء وإدارة السجن، ومنح رواتب شهرية للعمال من السجناء لقاء خدماتهم داخل السجن
 (عمال حصالات ـ عمال مطبخ ـ عمال نظافة ـ وكل عمال الورشات) إضافة إلى ذلك تقوم الجمعية بتقديم الإعانات المختلفة (صحية ـ سنية ـ دراسية ـ أسرية ـ فقراء) بشكل مستمر للفقراء داخل السجن كما تقدم الألبسة في بعض الأحيان.
 كما تقوم الجمعية بدراسة كل طلبات الإعانة الأسرية المقدمة من السجناء وأسرهم وتقدم الجمعية رواتب شهرية للأسر الفقيرة حيث بلغ عدد المستفيدين حوالي 50 أسرة كما تقوم الجمعية في بعض الأحيان بتقديم المساعدة الطبية لبعض الأسر حين الطلب. ‏

مشيرا إلى أن الجمعية تدفع رسوم التسجيل وثمن الكتب للراغبين بإكمال دراستهم الإعدادية والثانوية والجامعية منوها بأن الجمعية تقوم بتأمين كل مستلزمات النساء ومستلزمات أبنائهم الصغار. ‏

صعوبات ومقترحات
 وختمت السيدة (ناهد معلم) حديثها وهي تستعرض الصعوبات والمقترحات قائلة:
" يشكل لنا ضيق السجن المركزي بإدلب - الحالي القديم-  إعاقة بالغة لتنفيذ النشاطات والفعاليات ونقترح رفع توصية إلى وزارة الداخلية للإسراع في استلام السجن الجديد، فالسجن الحالي لا يصلح أبداً وهنالك معاناة بالغة من ضيق المكان وقلة التهوية والمرافق الأخرى والازدحام الشديد في أعداد السجناء، وإيجاد نظام يحدد أبواب الصرف على السجن من قبل الجمعية (المسموح والممنوع) لسد أبواب الخلاف بين إدارتي الجمعية والسجن، وإيجاد آلية معينة لتأمين وساطة نقل للجمعية عن طريق الاتحاد أو الوزارة، وتحديد العلاقة بصيغة مفهومة بين الجمعيات وإدارة السجون، ولحظ مقر الجمعية ومتابعة ذلك من الاتحاد في السجن الجديد، واهتمام وزارة الصحة بالأطباء ورفع المستوى الصحي للسجناء.
 وإحداث صيدلية، وإحداث شبكة للحصالات وربطها على الحاسوب..
 وافتتاح مركز للرعاية اللاحقة أسوة بجمعية حلب لأبناء المساجين..
 وتسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام على عمل الجمعيات..
 والسعي لتأكيد دور القضاء في الإشراف على السجن..
 وإحداث مكتب خاص داخل السجن للقاضي من أجل أن تكون لديه الصورة المباشرة لطريقة تنفيذ الأحكام..
 ومتابعة الدعاوى القضائية وإعطاء دور للجمعيات في مناقشة القضاء في الأمور المتعلقة بالسجين..
 وإحداث جناح خاص بالسجناء الداخلين خارج الدوام ‏ الرسمي للسجن..
 وعدم فرزهم إلى الغرف والأجنحة قبل إجراء المسح الطبي لهم..
 وعزل من يظن بأن لديه أمراضاً معدية في غرف خاصة..
 وعزل المدخنين عبر تخصيص غرفة من كل جناح خاصة بالسجناء المدخنين..
ومخاطبة الجهات المعنية لإصدار طابع خاص باسم جمعيات رعاية المساجين وأسرهم يكون حاصل وارداته من أجل تأمين تمويل خاص لتحسين أحوال المخلى سبيلهم..
 وتأمين مصدر رزق مناسب لهم لضمان عدم انحرافهم وعودتهم إلى السجن تحت وطأة الحاجة المادية..
 وتشكيل لجنة من القضاء وإدارة السجن والجمعية غايتها بحث موضوع السجل العدلي للسجين (محكوم وغير محكوم) عند خروجه من السجن..
 واعتماد آلية لإصدار ما يلزم من قرارات والسعي لإصدار مرسوم بذلك لحجب عبارة السجين محكوم من السجل العدلي مؤقتاً أو بشكل دائم وخاصة بالأحكام البسيطة وذلك للذين قد تأكد إصلاحهم حتى لا يكون سجلهم العدلي مانعاً من عملهم خارج السجن وليكون ذلك دافعاً لأن يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع بعد أن نالوا العقوبة المقررة..
والطلب من وزارة الداخلية إرسال مندوب من إدارة السجون واتحاد الجمعيات لعقد اجتماع مع مجلس إدارة الجمعية وإدارة السجن لتبادل الآراء وطرح المشكلات والعمل على حلها وإرسال تقرير إلى وزارة الداخلية وإلى الاتحاد العام لجمعيات رعاية المساجين أيضاً، ويجب أن تكون هناك ثقة بالتعامل بين إدارة السجون والجمعيات وتغليب المصلحة العامة على تصرفات الطرفين وأن تقوم إدارة السجن بتسهيل عمل الجمعية كون عمل الجمعيات عملاً خيرياً تطوعياً وبالتالي فإن وضع العراقيل أمام هذا العمل يؤدي إلى عزوف العديد من الناس عن العمل في مجال جمعيات رعاية المساجين..
 والعمل على إصدار مجلة خاصة باتحاد جمعيات رعاية المساجين وأسرهم تساهم في إيضاح دور الجمعيات الإنساني وتوزيع المنح التي تأتي من الخارج على الجمعيات بالقطر بالتساوي وحسب الأولوية والحاجة إلى تعديل القوانين الخاصة بالجمعيات بحيث تواكب عملية التطور ومتطلبات الحياة لأن بعض المواد أصبحت قاصرة والتنسيق بين الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية لوضع برامج بزيارات الاختصاصين لديها لمؤسسات السجون وتأهيل كوادر الجمعيات بدورات تدريبية داخلية وخارجية للاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في مجال الرعاية. ‏


علام العبد، (في سابقة هي الأولى من نوعها: امرأة في إدلب تقود جمعية لرعاية المساجين وأسرهم..)

عن جريدة تشرين، (3/2009)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon