بعد سنوات من الحب.. اختار البيت والسيارة!

أربع سنوات في الجامعة أمضيناها معا سنة بسنة حتى تخرجنا. وربطتنا علاقة حب قوية يعرفها القاصي والداني من السنة الثانية. ورسمنا خلال هذه السنوات من العشق تفاصيل عشنا الصغير الذي سنبنيه معا. وحلمنا حتى بألوان عيون أطفالنا!!

وحين تخرج من الجامعة كان عليه أن يمضي فترة الخدمة العسكرية. وقفت إلى جانبه طوال هذه الفترة العصيبة. حتى مصروفه الشهري كنت أزوده به لأنني وجدت عملا فور تخرجي.
ولكن...
ما ان انتهى من عسكريته حتى بدأ يتغير بسرعة شديدة. ويختلق الأعذار تلو الأعذار حتى لا نلتقي. وحتى على الهاتف صار يتهرب دون أن يقول كلمة واحدة!
سألته مرات كثيرة إذا كان هناك أي مشكلة؟ أو إذا كانت مشاعره تغيرت؟ أو أي شيء يجعله يتعامل معي بهذه الطريقة الغريبة. لكنه كان يؤكد دائما أنه لا توجد مشكلة، وأنها فترة مؤقتة لأنه صار الآن أمام مسؤوليات الحياة وهو مشغول بالتفكير فيها....
الحقيقة المرة أنه لم يكن مشغولا بالتفكير بمسؤوليات الحياة كما ادعى... بل كان مشغولا بترتيب زواجه المفاجئ من ابنة عمه التي لم تحصل إلا على شهادة أعدادية.. ولكنها ورثت عن أبيها الثري بيتا كبيرا.. وسيارة.. ومجموعة بساتين!! ولا يوجد من ينافسها في ملكيتها لأن أخوتها جميعا يعيشون ويعملون خارج البلد!!
في الصيف القادم سوف يتزوجان!! وأنا غارقة في الكآبة لأنني لا أستطيع أن أخرجه من رأسي.. ولا أستطيع أن أشفي الجرح الذي فتحه في قلبي... ولا آثار طعنته في ظهري..
ماذا أفعل؟ أريد أن أنساه من كل قلبي وأمسح تلك الفترة كما لو كانت كابوسا.. لكنني لا أستطيع.. وأفكر فيه ليل نهار... وألوم نفسي على الأيام التي أعطيته إياها بينما هو لا يستحق ذلك.

المعذبة أمل


عزيزتي أمل..
أنت قلتيها: أنه لا يستحق ذلك..
لكنك أنت اتبعت قلبك الكبير الذي كان مليئا بالحب.. وهكذا يفعل المحبون: يقدمون كل شيء من أجل الحبيب.. لأن الحب هو هذه المشاركة الرائعة بين قلبين في تفاصيل الحياة اليومية...  وفي الأحلام أيضا..
أنت فعلت ما كنت سأفعله أنا لو كنت محلك.. لأن قلبك قد أحب.. وأعطى بمقدار ما أحب..
لكننا لا نستطيع أن نعرف الآخر دائما إلا في اللحظات الحاسمة، عند القرارات المصيرية.. عندها يظهر المعدن الأصيل من المعدن الزائف.. وحين نكتشف أن معدن من أعطيناه كل شيء هو معدن زائف، لا نكون نحن أغبياء أو مخدوعون لأن معدن الشخص الأخر زائف.
ما عليك أن تقوليه لنفسك الآن: لقد قمت بما أملاه   علي قلبي وعقلي.. وأنا فخورة.. وأما من تبين أنه لا يستحق ذلك، فهو أيضا لا يستحق أن أصرف عليه ذرة واحدة أخرى من مشاعري.. ولا قلقي.. ولا اهتمامي..

صديقتك سميّة....


زاوية "أسرار سميّة"، (بعد سنوات من الحب.. اختار البيت والسيارة!)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon