وصل ابني إلى البيت متلهفا.. خلع (صدريته) وقذف بحقيبته في الغرفة وقال رشاً (بابا بابا حطلي على محطة طيور الجنة)، لم أكن قد سمعت بهذه المحطة من قبل فأنا (جزيراوي وسوريالي) أي أتابع الجزيرة وسورية بأقنيتها الثلاث.. ونزولا عند رغبة ابني السريعة والتي غلبت رغبته بالطعام غيرت إلى (طيور الجنة)، كانت المحطة تبث أغنية لمطرب شاب يغني لابنته وثمة فوتو مونتاج بين الطفلة (تسع سنوات) المحجبة وبين صورتها وهي بدون حجاب ..كلمات الأغنية تمتدح الطفلة الصغيرة التي تحجبت وهي بحجابها أحلى وأجمل وعلامات الرضا تكتسي وجه الأب المبتهل إلى الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى هدى الطفلة البريئة إلى الفروض (الإلهية)... تنتهي الأغنية بغلبة الحجاب لتبدأ تراتيل يغنيها أطفال من أعمار مختلفة.. أخبرني ابني (ثماني سنوات) أن معلمته طلبت من التلاميذ في صفها متابعة محطة طيور الجنة فقط لأنها حسب قولها تناسب الأطفال وتساهم في تربيتهم تربية صالحة.... في نفس اليوم سألني ابن عديلي (عمو أحمد هل وضع المصاري في البنوك حرام)؟ سألته من قال لك هذا، قال: معلمة الديانة!! وأضاف أن المعلمة هذه طلبت منهم أيضا إزالة صور الأشخاص من على الجدران لأنها تمنع دخول الملائكة إلى البيت...!!؟ أما ابنة الجيران فطلبت من أمها وضع الحجاب معنفة إياها لكونها تكشف رأسها وهذا ما سيجلب لها عذاب النار في الآخرة... مدارسنا مع ما سبق تعلم التلاميذ علوم الرياضيات والأحياء والفيزياء...في لخبطة مناهجية وأساليب (عصملية) تقذف بأبنائنا إلى وظائف الخمول وشوارع الجريمة هذا غير التناقض الفكري بين علوم تجريدية وأفكار خرافية تلغي العقل وتؤبد الماضي يقوم بنشرها معلمين مازالت طرق الكتاتيب والمشايخ هي المثلى بالنسبة لهم في حين يلغي المعلمون دروس الموسيقى والرسم وكل ما يمت إلى تنمية الذوق الجمالي والإنساني لدى الطفل بصلة مما ينمي لديه حب القبح والعدوانية وكره الآخر...وبهذا نحن نبني أجيالا متلاحقة من محبي العنف وبلاطات الإيمان التي (تربي) الناس على الصراط المستقيم! وبعد كل ذلك نتساءل من أين يأتي كل هذا العنف والجرائم رغم أننا خير أمة أخرجت للناس!
أحمد الخليل، (طيور الجنة والحفاظ على الصراط المستقيم!)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon