يعرض هذا التقرير لفاعليات مؤتمر "نحو تعزيز الشراكة لمساهمة أكبر للمرأة العربية في الحياة العامة "، والذي عقد بالقاهرة، يوم الأحد الموافق 16 ديسمبر 2007. حيث يعرض كلمات المتحدثين، والمناقشات التي دارت أثناء المؤتمر، والتي ناقشت إسهام المرأة العربية في الحياة العامة، والتحديات التي تعوق مساهمة المرأة في تنمية وتحديث المجتمع العربي، إضافة إلى آليات تعزيز مساهمة المرأة في تنمية وتحديث المجتمع العربي.
الجهة المنظمة: جمعية نهوض وتنمية المرأة.
التاريخ: الاثنين – 4 فبراير 2008
المكان: قاعة طيبة – فندق سميراميس انتركونتنتال
أهداف المؤتمر:
- دراسة أوجه التشابه والاختلاف في طبيعة مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
- الوقوف على إسهامات المرأة العربية في الحياة العامة.
- الوقوف على العقبات التي تعوق مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
- الخروج بتوصيات من شأنها تعزيز مشاركة المرأة على كافة المستويات.
عدد المشاركين:
حضر المؤتمر 83 فرد من البرلمانيين المصريين والعرب، والباحثين والناشطين بالعمل الأهلي وحقوق المرأة، فضلاً عن الإعلاميين من مصر والدول العربية.
فعـــاليات المؤتمر
أولاً: الجلسة الافتتاحية
المتحدثون:
*- د. إيمان بيبرس – رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة
*- د. د.على الدين هلال – أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي
*- السفيرة ميرفت التلاوي - منسق القمة الاقتصادية – الاجتماعية بجامعة الدول العربية
كلمة د. إيمان بيبرس – رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة
تناولت د. إيمان في حديثها عدد من النقاط الفرعية كالتالي:
*- مشروع مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
*- بحث مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
*- إطار ومنهجية المؤتمر.
مشروع مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة:
- أوضحت د. إيمان أن المؤتمر الذي يعقد اليوم، يأتي في إطار مشروع ”مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة“، والذي تنفذه الجمعية منذ عامين، وتهدف منه إلى:
- تحديد الأسباب الرئيسية وراء انخفاض مستوى مشاركة المرأة العربية، في الحياة العامة، وقد أشارت د. إيمان إلى أن المشروع، لم يركز على الأسباب التقليدية، ولكنه ركز على معنى جديد للمشاركة في الحياة العامة، وهو مشاركة المرأة في صنع القرار، بداية من المرأة في المناطق العشوائية، والريفية، ووصولاً إلى مشاركة المرأة على مستوى الوزارة. وأوضحت د. إيمان أن عمل المرأة في الجمعيات الأهلية، هو مشاركة تشبه مشاركتها في مجلس الشعب، فطالما أسهمت المرأة في صنع القرار، أو في الضغط لصنع القرار، فهي تشارك في مجتمعها.
كما أضافت د. إيمان إلى أنه بالرغم من الانجازات والإصلاحات التي تمت، في معظم البلاد والدول العربية، فإن هناك بعض المشكلات التي ماتزال تعوق المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة، ومن هنا فنحن نهدف إلى تحديد ماهية هذه المشكلات، وتحديد إذا كانت هذه المشكلات، مؤسسية أم ثقافية أم اعلامية.
- رفع مستوى الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية للمرأة، وكذلك بأهم الأسباب المؤدية إلى محدودية مشاركتها. تسائلت د.إيمان عن نظرة المجتمع العربي للمرأة، وهل يؤثر ذلك على مشاركتها في الحياة العامة. وأضافت إنه أثناء عمل الجمعية في هذا المشروع، وفي المشروع الذي سبقه، في عدد من الدول العربية، وبالرغم من التفاوت الثقافي والاجتماعي بين هذه الدول، فإن المشكلات التي تواجه المهمشين، عامة، والمرأة على وجه الخصوص متشابهة، في معظم الدول العربية.
وأكدت د. إيمان على أننا عندما نتحدث عن المساواة، فإننا ننادي بالمساواة في الحقوق والواجبات، أي مساواة في الفرص.
- توحيد مفاهيم كل من القطاع العام، والخاص، والمدني بالعالم العربي، بهدف توحيد برامجهم وجهودهم المبذولة. حيث أوضحت د. إيمان أن الجمعيات الأهلية وحدها، غير قادرة على التصدي لكل المشكلات التي تواجه المرأة، ولكن يجب على قطاع المواطنة ككل، بجميع فئاته (الحكومة- القطاع الخاص- الإعلام- الأحزاب) أن تعمل في شراكة من أجل تفعيل دور المرأة في الحياة العامة.
- تصميم برنامج موحد، على مستوى الدول العربية، لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، عن طريق مشاركة الجمعيات، والمؤسسات والناشطات أنفسهن، من الوطن العربي. وقد أكدت د. إيمان على أن برنامج موحد، يعني إطاراً موحداً للبرامج، تعمل من خلاله البرامج المختلفة التي تتناسب مع كل فئة من السيدات على حدة.
- ثم أضافت، د. إيمان، وقالت إن المشروع يعتمد اعتماداً كلياً على الشراكة بين الجمعيات الأهلية، في الوطن العربي، حيث يشارك فيه 120 جمعية أهلية، من 14 دولة عربية، وقد تم اختيار جمعية نهوض وتنمية المرأة، لتكون الجمعية المنسقة والمسئولة عن المشروع في الوطن العربي، وقد تم هذا الاختيار بناءاً على نشاط الجمعية في مشروع سابق، قامت به الجمعية بالتعاون مع UNDP عن الوجود القانوني للمرأة في الوطن العربي.
- وبالنسبة لأنشطة المشروع، أوضحت د. إيمان أن الجمعية قامت، بالشراكة مع مؤسسات وأفراد من الوطن العربي بإجراء عدد من لقاءات العمل، في الدول العربية، لمناقشة التحديات التي تعوق مشاركة المرأة في الحياة العامة.
بحث مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة:
- أشارت د. إيمان إلى البحث الذي تم إجرائه في إطار مشروع ”مشاركة المرأة في الحياة العامة“، وهو البحث الذي مزج فيه بين الجانب الأكاديمي، وبين الخبرة الواقعية مع السيدات. فقد توصل البحث، إلى عدد من العوامل التي تقف عائقاً أمام مشاركة المرأة، ومن ثم تم اقتراح عدداً من الآليات التي من شأنها تعزيز هذه المشاركة. بالإضافة إلى أن البحث قد عرض للدور المنوط بالجمعيات الأهلية، في سبيل تعزيز مشاركة المرأة في كافة المجالات.
- وأكدت د. إيمان أن النتائج والآليات التي سيتم اقتراحها، خلال المؤتمر اليوم، سيتم إضافتها إلى نتائج البحث، ليكون وثيقة متكاملة، بها آراء مختلف الجهات والأفراد.
المؤتمر الإقليمي " نحو تعزيز الشراكة لمساهمة أكبر في الحياة العامة":
- قالت د. إيمان إن المرأة المرأة العربية قد حققت، خلال السنوات الماضية، العديد من الإنجازات التي تعزز من مكانتها، وتدعم مشاركتها في إدارة شئون المجتمع، وذلك بدءاً من وصول العديد من السيدات إلى مراكز صنع القرار، فالمرأة الآن تولت الوزارة في معظم الدول العربية، وتعد دولة المغرب هي أكثر دولة عربية بها وزيرات. كما وصلت المرأة إلى منصة القضاء في العديد من الدول العربية، فـ36% من قضاة الجزائر سيدات، بالإضافة إلى أن 3% من رؤساء المحاكم الجزائرية أيضاً من السيدات. وذلك فضلاً عن زيادة عضوية النساء في الأحزاب والنقابات، بالإضافة إلى مساهماتهن في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، حيث وصل نسبة السيدات في مجلس الشعب بسوريا إلى 11%.
- وأشارت د. إيمان أن في مصر، وصلت المرأة لمنصة القضاء بقرار سياسي، حيث أن القيادة السياسية العليا، والمتمثلة في السيد محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية، والسيدة الفاضلة حرمه، هم أكثر المساندين للمرأة، وقد ظهر ذلك في البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس، وفي كافة خطبه. ومع هذا نجد أن هناك مشكلات أثارها البعض، عند صدور قرار تولي المرأة منصب القاضي. بدعوة أنها قد تكون خلوة، وهناك أيضاً مشلكة تولي المرأة منصب المأذون، والمثارة حالياً في مصر، فبالرغم من كون وظيفة المأذون وظيفة مدنية وليست دينية، فإن البعض يرفض ذلك. وأشارت د. إيمان أن الجمعية ستقف وراء أمل، التي تسعى لتولى هذه الوظيفة، حتى وإن وصل الأمر إلى المحكمة الدستورية العليا. وطالبت د. إيمان الإعلام بالوقوف إلى جانب الجمعيات الأهلية في تبنى حق المرأة في تولي وظيفة المأذون.
- ثم أضافت أنه بالرغم من هذه الإنجازات التي حققتها المرأة العربية، فإن هناك مجموعة من التحديات الأساسية، التي ينبغي على المرأة أن تواجهها، فحتى اليوم البطاقة الشخصية المغربية، والتي يطلق عليها اسم بطاقة الأسرة، تكون باسم الزوج، وإذا طلقت المرأة، تجد صعوبة بالغة في استخراج بطاقة منفصلة.
- أضافت د. إيمان أن مؤتمر اليوم يعتمد على فكرة الشراكة بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية العربية، للوقوف على الإنجازات التي حققتها المرأة العربية، وبحث التحديات التي تواجهها، والعمل على التغلب عليها. وأشارت د. إيمان إلى نقطة هامة جداً تتعلق بالشراكة، حيث قالت: إن المشروع واجه عدد من المشكلات بسبب عدم قدرة الجمعيات على التعامل مع الانترنت، وأكدت أنه إذا كنا نسعى لشراكة حقيقية، وغير مكلفة، بين الجمعيات في الوطن العربي، علينا تحديث الجمعيات الأهلية، وتطوير امكانيتها، وتدريبها على التعامل مع الانترنت.
- تطرقت د. إيمان بعد ذلك لأهداف المؤتمر، التي أوجزتها في النقاط التالية:
- دراسة أوجه التشابه والاختلاف في طبيعة مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة في دول عربية مختلفة
- الوقوف على إسهامات المرأة العربية في الحياة العامة، من خلال الاستماع إلى السيدات أنفسهن، وعرض الدراسات المختلفة من الوطن العربي.
- الوقوف على العقبات التي تعوق مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
- الخروج بتوصيات من شأنها تعزيز مشاركة المرأة على كافة المستويات.
- أما منهجية المؤتمر فقد أوضحت د. إيمان أنها تعتمد، كعادة جمعية نهوض وتنمية المرأة، على جمع كافة الأطراف ذات الصلةً، لطرح وجهات النظر المختلفة، ومناقشة الموضوع من كافة الجوانب.
- عرضت د. إيمان سيناريو اليوم، فقالت إن الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر اليوم، سيتم تناولها من خلال جلستين، الجلسة الأولى، ستتناول واقع المرأة العربية المعاصرة، وسيتم فيها تقييم إسهام المرأة العربية في الحياة العامة، وأشارت د. إيمان إلى أن البعض يتسائل، عند المطالبة بمقاعد أكثر للمرأة في مجلس الشعب، عن الانجازات التي حققتها السيدات في المجلس، واللاتي يمثلن 1.7% فقط من أعضائه، وأنا بدوري أتسائل عن انجازات الرجل في المجال نفسه، وهو يمثل 98.3% من الأعضاء.
- أما الجلسة الثانية، فقد أوضحت د. إيمان أنها ستناقش آليات تعزيز مساهمة المرأة في تنمية وتحديث المجتمع العربي.
- وفي النهاية أكدت د. إيمان بيبرس على أهمية دور الشريك الإعلامي، في توصيل صوت الجمعيات الأهلية إلى المجتمع وصناع القرار، في وقت واحد، وأوضحت أن الإعلام هو بمثابة المراقب للحكومة وللجمعيات، ومن ثم فإن دوره هام جداً في التنمية.
- وأشارت د. إيمان إلى أن جمعية نهوض وتنمية المرأة، كانت من الجمعيات التي اهتمت بالخطاب الإعلامي، منذ بداية عملها، وأن الجمعية كان لها دور بارز في تغيير الخطاب الإعلامي الخاص بحق الأم في إعطاء جنسيتها لأبنائها، وأشأرت د. إيمان كذلك إلى دور رابطة المرأة العربية، في الدعوة لموضوع تولي المرأة منصب القضاء.
- وأخيراً، طالبت د. إيمان من الإعلاميين أن يقفوا بجانب الجمعيات الأهلية، ويهتموا بنشر النماذج الجيدة منها، حتى يشجعوا عملية التطوع، وحتى يبثوا الأمل في نفوس الشباب.
كلمة د.على الدين هلال – أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي
تناول د. علي في كلمته عدد من النقاط كالتالي:
*- المواطنة، وقضايا المرأة.
*- العقبات التي تقف في طريق تفعيل مشاركة المرأة.
*- دور التشريعات في تفعيل مشاركة المرأة.
*- دور الإعلام في تفعيل مشاركة المرأة.
*- دور الأحزاب في تفعيل مشاركة المرأة.
المواطنة، وقضايا المرأة:
- بدأ د. علي كلمته بتأكيده على اهتمامه بموضوع المرأة منذ أن كان طالباً في الدراسات العليا، في سيتينيات القرن الماضي، وقت بزوغ حركات التحرر فى العالم، ومن ثم بزوغ حركات الفكر النسوي، وأضاف أنه عندما بدأ في التدريس كانت أغلب الطالبات من الفتيات، وهو ما جعله أقرب لأفكارهم.
- ودلل د. علي على اهتمامه بالمرأة، بأنه عندما تولى منصب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كانت 2 من أصل 3 وكلاء للكلية من السيدات. وأضاف أن عند توليه وزارة الشباب، عمد إلى إنشاء نوادي للمرأة في مراكز الشباب، والأكثر أنه أصدر قرار بتخصيص عدد من مراكز الشباب في الصعيد للسيدات فقط، أثناء الفترات الصباحية.
- وقد أوضح د. علي أن اهتمامه بالمرأة وقضاياها ينبع من ايمانه بموضوع المواطنة، فالمواطنة هي التى تؤسس للمساواة بين الجميع الرجل والمرأة، بين المسلم والمسيحى واليهودي، بين الأبيض والملون.
- وأضاف، د. علي أن بالمواطنة تقوم على المساواة بين الناس، وتمكين الفئات المستضعفة، وإعطائها الفرصة، حتى تستطيع أن تواكب باقي فئات المجتمع.
- وأكد د. علي أن المشكلة لا تكمن في أن هناك معارضون لمبدأ المواطنة، فالمعارضين لأي فكرة أو مبدأ موجودين دوماً - فحتى الآن لاتزال هناك قضايا مرفوعة أمام المحاكم الأمريكية لمنع تدريس نظيرة داروين في المدارس- ولكن السؤال الرئيسي، هو سيظل مبدأ المواطنة هامشي، أم سيكون هو المبدأ الرئيس.
العقبات التي تقف في طريق تفعيل مشاركة المرأة
- رأى د. علي أن هناك أربع عقبات تقف في طريق تفعيل مشاركة المرأة في الحياة العامة، هي:
- تنامى فكرة الأصولية المتعصبة فى الأديان المختلفة، وهذا النوع من الأفكار، يكون من أهدافه تحديد دور المرأة فى المجتمع.
- التحول لاقتصاد السوق، دائماً ما يشهد، في مراحله الأولى، اضطهاد للمرأة، بسبب ظروف الحمل والولادة، والاجازات المسموحة لها.
- تزايد المظاهر السلبية فى الانتخابات (استخدام العنف) ، ما يؤدى إلى خوف المرأة من المشاركة.
- استمرار الصراعات والحروب، والتي تجعل وضع المرأة أكثر سوءاً من غيرها.
- وقد أوضح د. علي أنه تعمد أن تكون العقبات الأربع، بعيدة عن الموروث الثقافي؛ لأن الموروث الثقافي، برأيه، وهم خلقه المثقفون لعدم قدرتهم على تفسير هذه لظاهرة.
دور التشريعات في تفعيل مشاركة المرأة
- أكد د. علي، على أهمية التشريعات والقوانين، لرفع درجة مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة، وشدد على دور الإرادة السياسية لدى النخبة الحاكمة، وأضاف أنه لا يقصد بالنخبة الحاكمة الرئيس أو الحاكم، ففي الكويت، على سبيل المثال، حاكم الدولة أعطى حقوق المرأة، ولكن نواب الشعب ألغوا القرار، أي أن الإرادة السياسية يجب أن تتوفر لدى النخب الحاكمة كلها (الإدارة السياسية، الوزارة، المجلس التشريعي) .
- ثم ضرب د. علي مثالاً أخر، على أهمية الإرادة السياسية لدى النخب الحاكمة، حين تم رفض تعيين د. عائشة راتب في القضاء، من قبل النخبة الحاكمة، فتعالت الأصوات التي تنادي بأن المرأة لا تصلح لتولي القضاء، ثم عندما صدر القرار السياسي في العام الماضي، انتهى كل هذا الجدل.
دور الإعلام في تفعيل مشاركة المرأة
- شدد د. علي على أهمية دور الإعلام، في كل القضايا المجتمعية، وخاصة تلك التي تتعلق بالمرأة، وأضاف أن الإعلام يجب أن يراجع الصورة النمطية التي يعرضها عن المرأة، كما يجب أن يركز على صورة المرأة النموذج التي نريد للمرأة العربية أن تحتذي حذوها.
دور الأحزاب في تفعيل مشاركة المرأة
- أكد د. علي على أن الأحزاب السياسية يقع على عاتقها دور كبير، في تفعيل مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، فهي بمثابة المطبخ الأولى الذي يفرز القيادات، وضرب د. علي بالحزب الوطني مثالاً، حيث قال إن قضية المرأة فى الحزب الوطنى قضية رئيسية في الحزب، ففي انتخابات الوحدات الحزبية، والتي يبلغ عددها 6500 وحدة حزبية، يشترط أن يتم ترشيح سيدتان ضمن كل وحدة. بما يضمن وجود 13000 سيدة في الوحدات الحزبية المختلفة.
كلمة السفيرة ميرفت التلاوي - منسق القمة الاقتصادية – الاجتماعية بجامعة الدول العربية
بدأت معالي السفيرة كلمتها بالإثناء على موضوع المؤتمر، لأنه يأتي في الوقت الذي تتزايد فيه الدعاوى بعودة المرأة للمنزل، وأضافت أننا الآن بحاجة لمثل هذه المؤتمرات والندوات، لأنها بمثابة رمز في مواجهة هذه الدعاوى. ثم تناولت معالي السفيرة، عدد من النقاط هي:
*- الانجازات التي تحققت للمرأة في الفترة الأخيرة.
*- العقبات التي تواجه مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة
*- آليات تفعيل مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
الانجازات التي تحققت للمرأة في الفترة الأخيرة:
- وجهت معالي السفيرة تحياتها للجمعيات الأهلية، لأنها تقوم بدور هام جداً في دعم قضايا المرأة، كما أنها تتفاعل بشكل رائع مع الحكومة والرأي العام، وهو الأمر الذي أدى لتحقيق عدد من المكاسب للمرأة المصرية والعربي.
- كما اشادت بوجود عدد كبير من الرجال بين الحاضرين، لأن القضية التي يناقشها المؤتمر لا تخص المرأة وحدها، بل هي تهم المجتمع ككل.
- ثم توجهت معالي السفيرة بالشكر للدوائر الحكومية العربية، وأشارت إلى أن الحكومات في الوطن العربي تقف إلى جانب المرأة، وتصدر القوانين التي تدعمها، ففي المغرب والسودان والأردن، يطبق نظام الكوتا في الانتخابات، وهناك قوانين رائعة للأسرة في المغرب، وهناك العديد من الوزيرات في مختلفة أنحاء الوطن العربي
- أشارت معالي السفيرة لدور الأمم المتحدة، فمنذ عام 1957، (المؤتمر الأول للمرأة في المكسيك) ومعايير تقدم الدول مرتبطة بتقدم المرأة، كما أن اتفاقية سيداو (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) تعكس اهتممام الأمم المتحدة بالمرأة وأوضاعها، فكل تقارير الفقر والأمية والبطالة، تضع المرأة في الأساس، فالنهوض بامجتمع لن يتحقق سوى بالنهوض بالمرأة.
العقبات التي تواجه مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة:
حددت معالي السفيرة، العقبات التي تواجه مشاركة المرأة في الحياة العامة في عدد من النقاط، هي:
- العرف، والتقاليد، والعادات: فالقوانين، والقرارات بدأت بالفعل في التغيير، ولكن المشكلة تكمن في الأفكار والتقاليد، والصورة الذهنية للمرأة. وهنا يأتي دور الإعلام، والذي يجب أن يسهم في تغيير المفاهيم حول قضايا المرأة.
- النظام الاقتصادي: فالعولمة، والخصخصة، وإعادة الهيكلة، كلها تؤثر على البرامج الاجتماعية المقدمة للمرأة والأسرة. وهو ما يجب أن تنتبه له الحكومات، فعندما سئل رئيس النيرويج عن أفضل المنتجات التي تقدمها بلاده، كانت الإجابة: دولة الرفاهة، فهو يعي تماماً أن الاهتمام بالقضايا الاجتماعية هو أساس لتقدم الاقتصاد.
- العوامل السياسية: فالكوادر السياسية، ليست على درجة كافية من التطور والوعي، فما يتماشي مع القوانين والقرارات الجديدة، وهنا تأتي أهمية تدريب القيادات والموظفين على كل قانون جديد، حتى يحقق المطلوب منه على أرض الواقع. وتسائلت د. ميرفت عن كيفية قبول وزارة التضامن الاجتماعي لتسجيل جمعية تدعى "سي السيد"، حيث قالت إن أهداف هذه الجمعية يتعارض مع مبادئ الدستور، وأرجعت موافقة الوزارة لعدم وعي الموظفين بمواد الدستور والقانون.
آليات تفعيل مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة.
- العمل مع المرأة نفسها، عن طريق توعيتها بحقوقها، وواجبتها، وبأهمية الدور الذي تلعبه في المجتمع.
- الاهتمام بالإعلام والفن، وبالصور التي يقدموها عن المرأة.
- الاهتمام بالرقابة الشعبية من الجمعيات الأهلية، على الإعلام والصورة التي يقدمها.
- وضع برامج وسياسات، من قبل الحكومة، لمساندة المرأة، لأنها في الوقت الحالي هي القطاع الأضعف في المجتمع، وهذا ما تطبقه معظم دول العالم، ففي استراليا، على سبيل المثال، تقوم الدولة بتعليم اللغة للمهاجرين مجاناً، حتى يستطيعوا التوائم مع المجتمع.
- قيام الأحزاب بدورها في بناء قاعدة سياسية من الشباب والشابات.
- تفعيل مفهوم المسئولية المجتمعية، وقيام رجال الأعمال بدورهم في دعم برامج التنمية.
المنـاقشــــات
أ.فاطمة العلي – الكويت: المعوق الأساسي لمشاركة المرأة في الحياة العامة يأتي ضمن مفاهيم التربية الخاطئة، لأنها تجنح إلى التفرقة بين الولد والبنت منذ الصغر، ومن هنا يجب الاهتمام برفع وعي الأم أولاً، لأنها الأساس والمدرسة الأولى للمجتمع.
د. ميسون الدخيل – السعودية: كيف يمكن تحويل الجمعيات الخيرية إلى جمعيات تنموية، دون التصادم مع مسئوليات الدولة، ماهو دور الجمعيات التنموية، وما هو دور الدولة؟
أ.ماضي الخميس – الكويت: المشكلة الرئيسية أن المرأة تقف ضد المرأة، ففي أول انتخابات شاركت فيها المرأة بالكويت، نزلت ستة مرشحات في دائرة واحدة، وهو ما أدى إلى سقوطهن جميعاً، فلماذا لم يقفن سوياً لتنجح احداهن.
أ. لطفية القبائلي- ليبيا: في مانينات وتسعينيات القرن الماضي، كانت قضايا المرأة تحتل اهتماماً كبيراً، ولكن مع العولمة أصبح وضع المرأة أكثر سوءاً، فالوضع الاقتصادي أثر أول ما أثر على المرأة.
أ.حسن يوسف – مصر: أوجه تحية للمرأة العربية، في فلسطين والعراق لأنها تعاني أعباءاً مضاعفة. وأرى أنه على جميع المستويات لا توجد برامج حكومية وطنية للنهوض بالمرأة. أما عن التحديات، فهناك تحديات كثيرة منها النزاعات المسلحة، والفقر، والدولة البوليسية التي تفتقر إلى الديمقراطية.
أ.أماني الصياد – الإذاعة المصرية: الوضع الاقتصادي الراهن يؤثر على وضع المرأة بشكل كبير، ومن هنا أوجه سؤال عن هدف القمة الاقتصادية القادمة في جامعة الدول العربية؟
د.سعيد صادق – الجامعة الأمريكية: هناك اتهامات موجهة للأنظمة العربية، بأنها لا تستطيع مواجهة التقاليد، لذلك تصدر بين الحين والآخر قانون أو قرار ينصف المرأة لتجميل نظامها.
د. علي الشقيري – مصر: التنسيق بين الجمعيات الأهلية هام جداً في هذا المجال، ويحسب لهذا المشروع أنه يقوم على التعاون بين أكثر من جمعية في أكثر من دولة عربية.
أ. محمد راشد – مصر: العمل والانجاز الخاص بالمرأة المصرية مزدهر جداً خلال السنوات الماضية، ف80% من الجمعيات الأهلية تقوم عليها سيدات، ومن خبرتي في العمل في القطاع الخاص أجد أن المرأة الآن أصبحت مطلوبة أكثر لأنها تسعى لإثبات وجودها، وتعمل بجد واضح.
أ. ألفت عبد البديع العربي – مصر: صورة المرأة في الإعلام مشوهة جداً، إما راقصة، أو امرأة خارقة للعادة، لا يوجد نموذج للمرأة المتوازنة العادية. وبالنسبة للدعاوى التي تقول بأن الشارع المصري لا يقبل مشاركة المرأة كمرشحة، فأنا أرى أن أسلوب البلطجة، وسطوة رأس المال في الانتخابات هي السبب في عزوف السيدات عن المشاركة.
أ.هدى المهدي – الأهرام: يجب التفرقة بين الصحافة والفضائيات عند الحديث عن الإعلام، فالصحافة تقف إلى جانب المرأة إلى أبعد الحدود، ولكن الفضائيات هي التي تعمل على تشويه صورة المرأة، لجذب الاهتمام.
الأنبا بسنتي – أسقف حلوان والمعصرة: النهضة التي قامت في المصرة، قامت على أكتاف المرأة، ففريق العمل بالدير أغلبه من الفتيات المتطوعات، اللاتي يرغبن في مساعدة مجتمعهن، فإحداهن من إخميم المشهورة بصناعة السجاد، ذهبت إلى بلدها خصيصاً لشراء أنوال، وحضرت وقامت بتدريب العديد من السيدات على صناعة النسيج، ثم اتصلت بمصانع النسيج وأحضرت مكنات بأسعار مخفضة، ومن هنا قامت صناعة كبيرة بالمنطقة على أكتافها.
السفيرة/ مرفت التلاوي: أكدت معالي السفيرة على أنه لا تعارض بين دور دولة الرفاهة، والجمعيات الأهلية، فالدولة دورها مؤسسات كبيرة تضمن الصحة، والتأمينات والمعاشات. أما بالنسبة للقمة الاقتصادية- الاجتمعية القادمة، فقد قالت معالي السفيرة أنها تأتي بمبادرة من سمو أمير الكويت، والرئيس محمد حسني مبارك، فقد بادرا باقتراح قمة عربية خاصة بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، بعيداً عن السياسية التي تطغى دوماً على القمم العربية، وهذه القمة تهدف إلى زيادة التعاون بين الدول العربية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتنموي. وسيكون للمجتمع المدني دور كبير في هذه القمة، حيث سيحضر ممثلين عنه هذه القمة، لأول مرة، وفي مارس القادم سيكون هناك اجتماع تحضيري للجمعيات الأهلية لمناقشة دورها في هذه القمة.
وقد وافقت معالي السفيرة على أنه لا وجود لبرامج رسمية لتقدم المرأة، أو زيادة مشاركتها، وقالت إن هناك بعض القوانين، أو تعيين لبعض السيدات في مناصب قيادية، ولكنها أرجعت ذلك لكون الموضوع جديد، أي أن هناك نية لدعم المرأة أو تطبيق برامج خاصة بها، ولكن لا توجد آليات واضحة لتنفيذها.
د. إيمان بيبرس: رأت د. إيمان أن دور الصحافة بدأ في التراجع، فصفحة المرأة في الأهرام أصبحت نصف صفحة، كما أن ملحق محبوبتي بالجمهورية أصبح صفحتان داخل الجريدة.
الجلسة الأولى
رئيسة الجلسة:
*- د. ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة
المعقبة علىالجلسة:
*- د. منى مكرم عبيد، رئيسة مجلس إدارة جمعية النهضة بالتعليم
المتحدثين:
*- كلمة أ. ماضي الخميس - الأمين العام – الملتقى الإعلامي العربي بالكويت
*- كلمة د. ميسون الدخيل – الكاتبة والباحثة السعودية
*- كلمة الأستاذة أمينة شفيق – الكاتبة الصحفية
*- كلمة الأستاذة سيادة إلهامي جريس – عضوة مجلس الشعب
كلمة د. ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة
- ترأست د. ليلى هذه الجلسة، وبدأت حديثها بالترحيب بالمتحدثين الموجدين على المنصة، ثم أشارت إلى أن هناك بالفعل العديد من الانجازات التي تحققت في مجال مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة، وإن كانت هناك اختلافات بين كل دولة عربية، وأخرى، نظراً للظروف التاريخية، وتأثير الثقافات الفرعية.
- ورأت د. ليلى أن الثقافة السائدة هي أكثر ما يؤثر على المرأة العربية، ولذا فمن المهم الاجتماع اليوم للوقوف على الانجازات، ورصد التحديات التي تقف في طريق تفعيل مشاركة المرأة، وأضافت أنه من المهم الاجابة عن سؤال ما هي تطلعاتنا لتحقيق اسهامات أكثر للمرأة العربية.
كلمة د. منى مكرم عبيد، رئيسة مجلس إدارة جمعية النهضة بالتعليم
تناولت د. منى في كلمتها عدد من النقاط، كالتالي:
*- دور التشريعات والقوانين
*- دور الإعلام في تفعيل مشاركة المرأة في الحياة العامة
- وقد بدأت د. منى حديثها بقول "إن الراقصة والفنانة فيفي عبده أجابت حين سألوها عن ثروتها، أنها لو كدست الرزم الورقية فوق بعضها لتجاوز ارتفاعها على الهرم- اللهم لا حسد- فقط يا حسرة على من يهزون عقولهم بدل بطونهم".
- ثم أضافت أن الربط بين هذه المقولة ومؤتمر اليوم، هو أن التداعيات التي ربطت بين الأوراق العلمية التي قدمناها، وبين راقصة مصر الأولى، هي أننا لو كدسنا أوراق وبحوث، ومقررات المؤتمرات حول المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، وتحسين وضعها وتعزيز حقوقها، لجاوزت بالتأكيد ارتفاع الهرم مثل ثروة فيفي عبده.
- وعلقت د. منى على ذلك، بأن المشكلة تكمن في أن هذه البحوث لم تركز بطريقة جادة، أو كافية على العراقيل التي تقف حائلاً دون تمكين النساء ومساهمتهن في الحياة العامة، وهي بعض المواد التشريعية.
- ورأت د. منى أن ربط قوانين الأحوال الشخصية من طلاق ونفقة..إلخ بالشريعة، دون غيرها من قوانين معاملات الحياة اليومية، مثل قانون العقوبات، هو أساس لمشاكل المرأة لأن المشرع والمطبق لهذه القوانين هو الرجل، الذي يفسر، في كثير من الأحيان، وفق فهمه وتربيته وتجاربه، وتختلط في تكوينه النفسي الموروث بالنص، لهذا تكون الأحكام في معظمها في غير صالح النساء.
التشريعات والقوانين:
- أوضحت د. منى أن هناك عرقلة لدور المرأة التنموي، في التشريعات الوطنية التي لها علاقة مباشرة بحقوق المواطنة - في أغلب الدول العربية- ما يدعو الحكومات العربية لأخذ زمام المبادرة لمراجعة هذه القوانين وتعديلها، وأضافت أن هناك انتهاكات عدة تمارس ضد المرأة وحقوقها الأساسية، ما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين ما تقره المباديء الدستورية والقوانين وممارسة المرأة لحقوقها.
- وأرجعت د. منى هذا التعارض لغياب المرأة عن صناعة القوانين والنظم والتشريعات العربية، فالرجال هم من وضعوا القوانين وسنوا الأحكام، وهؤلاء الرجال يملكون سلطات دينية أو سياسية أو اقتصادية، وقد تمخض عن ذلك عدد من القضايا المتعلقة بمبدأ سيادة القانون، من حيث أن بعض القوانين قد تتعارض مع نصوص الدستور، غير أن هناك عددا من القوانين التي تستند إلى استثناءات وليس إلى أصول.
- أما الدساتير العربية، فقد أشارت د. منى إلى جميعها فيما عدا لبنان – ربما لوضعه الخاص- تنص على أن الشريعة مصدر رئيسي، أو مصدر وحيد، أو أحد مصادر التشريع. وبالرغم من أن القوانين جميعا قد أدخل عليها تطوير– كما أنها طبقت بما يتفق مع بعض الخصوصيات الخاصة بهذا البلد العربي أو ذاك- فإن القوانين الخاصة بوضع المرأة لم تشهد أي تطوير يذكر.
- أوضحت د. منى أنه بالرغم من أن هذه القوانين جميعا مستندة إلى الشريعة الإسلامية، فإنها تتناقض فيما بينها، ففي الجزائر مثلا، يحق للمرأة أن تطلق زوجها بعكس ما هو موجود في قوانين كثيرة في الدول العربية الأخرى.
- أكدت د. منى على مسئولية الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، في نشر الثقافة القانونية، لأن الثقافة السائدة تعتبر شكوى المرأة في مراكز الشرطة أو اللجوء إلى القضاء عار، وهو ما شاهدناه في مسلسل " قضية رأي عام " للفنانة يسرا، وأول من يقول ذلك هم أهل المرأة المشتكية بل أن المرأة تعاقب إذا تمسكت بحقها، حتى من جانب المجتمع، وتضطر إلى تقديم تنازلات تنتقص من إنسانيتها.
- اقترحت د. منى أن يتم تدريس القانون وعلومه، وكذلك حقوق الإنسان في المدارس، لأن الجهل بهذه القوانين هو السبب في النفور منها.
دور الإعلام:
- أشارت د. منى، إلى وجود إعلاميات في مناطق الخطر والحروب، أحياناً، ونسبة عالية للمرأة في العمل الإعلامي عموما وفي مهمات مختلفة من بينها مناصب قيادية، بل تعرضت بعضهن للخطر ومحاولة الاغتيال مثل الإعلامية مي شدياق من القناة الفضائية اللبنانية.
- وأضافت د. منى أنه في المقابل يجب الإشارة إلى أثر التحولات الفكرية في العالم العربي، بعد اصطدام هذه التحولات بمتغيرات سياسية واقتصادية موازية بعد حربي الخليج الأولى والثانية- ومطالبة حكومات المنطقة بالديمقراطية وتحرر المرأة، واشتداد سطوة الفكر السلفي، الذي ربط الهوية والمحافظة عليها بقضايا المرأة، وفي تنازع التيارين الليبرالي والسلفي اشتدت الهجمة على مكتسبات المرأة.
- وأوضحت د. منى أن الفن والإعلام والإبداع لم يكونوا بعيدا عن هذه التحولات، حيث قاموا برصد بعضها، ولكن الرصد تم بسطحية في معظم الأحيان. ولم يقف تأثير هذه البرامج على المجتمعات العربية وحدها، بل تأثرت بها الجاليات العربية في المهجر- مثلا في مناقشة تابوهات كانت محرمة- كما تجاهل الإعلام نماذج لنساء وصلن مراكز صنع القرار وتجاهل بعض الكاتبات السياسيات. ومازالت مشاركة العناصر النسائية المتخصصة في التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأحداث المهمة في الفضائيات هامشية وقليلة.
- أكدت د. منى على أن قضية المرأة هي قضية شمولية، وبالتالي يجب التعامل مع المرأة بوصفها إنسانا وليس بوصفها امرأة فحسب، وأشارت إلى ضرورة أن تتبنى الحركة الديمقراطية شعار حقوقنا بلا تحفظات، وإقامة شبكة لتطبيق الشعار بالاستناد إلى ما أقرته المباديء الدستورية العربية.
- وأخيراً أشارت د. منى إلى أن قرار واحد يمكن أن يغير ممارسة اجتماعية، فقرار عميد الأدب العربي، د.طه حسين، حين أدخل النساء للجامعة المصرية لأول مرة في تاريخها كان خطوة غيرت مفهوم اقتصار التعليم على الرجال.
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon