سؤال من الصعب على الانسان العادي أن يجيب عنه، فحين تترمل المرأة بوفاة زوجها، ستنشأ الكثير من المشاكل لتحيط بحياتها، فماهي هذه المشاكل؟ وماذا تقول نساء مطلقات عن أحوالهن. س. سعدي، وتعيش في منطقة قطنا تقول: منذ وفاة زوجي وانا محاصرة، محاصرة برقابة أهل زوجي لي ولحياتي، فكل ماكان مسموحا لي بحياة زوجي بات محرما علي بعد موته، فهم يراقبون زواري، وزياراتي، ومشاويري وكل تفاصيل حياتي، وفوق ذلك يتدخلون بالصغيرة والكبيرة بكل مايتعلق بعلاقتي مع اولادي، حنى انهم يتدخلون بتربيتي لهؤلاء الأولاد.. السيدة س سعدي أعطت مثالا وقالت:"كان المرحوم زوجي رجلا علمانيا، والصح كان شيوعيا، وبالتالي لو كان حيا لما فكر بفرض الحجاب على ابنتنا.. ابنتنا الآن سنة ثانية تربية وعلم نفس، وأعمامها يفرضون عليها ارتداء الحجاب، وحين اقول لهم انه لو كان والدها حيا لما سمح لنفسه التدخل بهذا الامر يجيبون:" الان صارت ابنتنا ومسؤوليتنا". السيدة سعدي تقول:" قررت ان أبيع البيت الذي امتلكه انا واولادي، ولكنني واجهت اعتراضات عنيفة من أخوة زوجي حتى انهم هددوني تهديدات فظيعة من بينها انهم سيخلقون لي تهما تزجني في السجن ولقد خضعت لا بتزازاتهم". في القصر العدلي، كانت سيدة مرملة تتحرك مابين المكاتب الجانبية لمدخل القصر العدلي وبين محام يقف بعيدا عنها، قالت لنا، أنها تعاني الكثير في موضوع تحصيل ارث اولادها، وان مجموع المعاملات التي واجهتها جعلتها تكفر بالميراث، وقالت:" منذ وفاة زوجي وانا حائرة بكيفية اطعام اولادي.. ان الامر الكثر تاثيرا بي كان هو كيفية اطعام اولادي ولاشئ آخر"، ونسألها وماذا عن الحياة الجنسية. تتركنا منزعجة وتقول: عيب. هل هذا هو موقف السيدة رجاء؟ رجاء مترملة وعمرها اليوم 34 سنة، تقول: اذا تزوجت وهذا حقي، فأين ساذهب بابني؟ وهل يقبلني رجل آخر وأنا ام لولد؟ واذا قبلني هل سيكون فعلا طيبا مع الولد؟ تتابع:" لقد تعرضت للكثير من الخطاب، وكان جميعهم يقول أنهم جاهزون لتقبلي انا وابني ولكنني لا أصدقهم"، وعن حياتها الجنسية تقول:" لاحياة جنسية، وليس من حقي حتى ان افكر مجرد التفكير في هذا الموضوع.. منذ ان مات زوجي مت من هذه الناحية". سيدة أخرى، وهي من مدينة السويداء تقول:" انني ألعب رياضة، وأعمل بالعمل العام، واحاول أن اكتب، كما احاول أن أنشط في المجالات الاجتماعية كافة حتى اتجاوز ضغط العامل الجنسي، ولكنني أرفض الزواج تماما بعد وفاة زوجي، لأنني ام لطفلتين". وماذا عن نساء اخريات: السيدة السابقة قالت لنا انها صديقة لسيدة مترملة، وأن صديقتها تقوم بممارسة حياة جنسية مع صديق لها، وتصف صديقتها بالقول:" انها لاتستطيع ان تعيش بمفردها ومن دون جنس، وبذات الوقت فان الزواج بشروط لائقة لاتتوفر لها فالكل يراها ارملة، اي انثى منقوصة الاهلية، ولذلك فهي تختار العلاقات العابرة عوضا عن زواج فاشل". السيدة وداد رحمة، تقول:" لماذا التركيز على موضوع الحياة الجنسية، هنالك الكثير من المشاكل التي تتعرض لها المراة الارملة ومنها الفراغ القاتل، والاحساس بالوحدة، ومتطلبات تلبية ضرورات العيش لأسرة: وتضيف:" انني مسؤول عن تعليم الاولاد، وعن تحصيل العيش لهم، وعن منعهم من الانحراف، وبذات الوقت عن مراعاة حتى السلوك الطبيعي فاذا ماجاء أخي لزيارتي علي أن ابرهن للجوار أنه أخي" وتقول:" أنا اغلق الباب منذ وصول أولادي من مدارسهم.. اقفله واحكم اغلاقه خوفا من ألسنة الناس" " المرأة المرملة هي امرأة مدفونة وهي على قيد الحياة".
وسام العيني، (كيف تعيش المرأة المرملة؟ أرامل يموتون على قيد الحياة)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon