سورية في صفحة اليونيسيف

الصورة الكاملة
 
لا تعكس هذه الخريطة أي موقف لليونيسف تجاه الحالة القانونية لأي دولة أو إقليم أو تجاه تعيين أي حدود.
حققت الجمهورية العربية السورية تقدماً كبيراً في مجال التنمية الاجتماعية. وقد تدنت معدلات وفيات الرضع ومعدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة. ومع  ارتفاع معدلات التحصين الشامل، أصبح يُشهد لهذا البلد بأنه خال من الإصابة بشلل الأطفال: فلم يبلغ عن أية حالات إصابة بشلل الأطفال منذ عام 1995. والتعليم الابتدائي إلزامي، ووفقاً للمسوحات العنقودية متعددة المؤشرات، تعتبر معدلات الالتحاق الصافية بالمدارس الابتدائية مرتفعة ـ ـ 98 و99 % للبنين والبنات، على التوالي. غير أن التقدم لم يكن متساوياً ولا تزال التباينات الجغرافية قائمة.
وبالرغم من أنه قد شهد لهذا البلد بخلوه من شلل الأطفال، إلا أنه لم يول اهتماماً كافياً للاتجاه الرأسى (الرسمي)   وضعف جودة الخدمات الصحية، ولا للنواحي الوقائية ونالرعاية المنزلية لصحة الطفل. وكان اعتماد وزارة الصحة عام 1999 النهج  المشترك لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف، والخاص بالإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، خطوة في الاتجاه الصحيح. وقد عقدت نحو 200 حلقة دراسية خاصة بالشباب والعاملين في مجال الرعاية الصحية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب /الإيدز.
وفى مجال التعليم، أفضت جهود اليونيسف إلى الاعتراف الرسمى بتسرب الفتيات من المدارس باعتباره قضية تحظى بالأولوية. وأدى الدعم الذى حصلت عليه وزارة التعليم من أجل تحسين نوعية التعليم الأساسى، من خلال مبادرة التعليم الشامل، إلى اعتماد تطبيق هذه المبادرة فى جميع المدارس الابتدائية في هذا البلد، والتى يبلغ عددها 12 ألفا على مدى السنوات العشر المقبلة. بيد أنه لم تكن جميع التجارب إيجابية: إذ أن مشروع التدريب المهني للفتيات والنساء لم يعالج المشكلة الأساسية الأكثر أهمية للتسرب من المدارس، ولم يشمل سوى عدد محدود من الفتيات.

أولويات اليونيسف
يلعب برنامج المجالات ذات الخطورة العالية دوراً رئيسياً في تحسين الأحوال الصحية  والاجتماعية في مجتمعات ريفية وشبه حضرية بعينها، وفى التأثير على سياسات التنمية الوطنية من خلال أنشطته الرائدة. وعلى سبيل المثال، تحسنت معدلات شمول التحصين ومعدلات الالتحاق بالمدارس في الفترة من 1996 إلى 1998 في نحو 40 قرية. وقد عجّلت أنشطة الصحة المدرسية للبرنامج باستحداث خطة لتنفيذ مثل هذه الأنشطة في جميع المدارس الابتدائية على الصعيد القومي. وقد دفعت مبادرة تستهدف تشجيع الفتيات المتسربات من المدارس على استئناف تعليمهن المدرسي وزارة التعليم  إلى تجربة مشروع تعليم "الفرصة الثانية" في المحافظات الشمالية. وقد تم تعبئة النساء الشابات والفتيات اليافعات للقيام بالدور الرئيسي في إنشاء شبكات معلومات صحية للقرية، وبذلك تشجعت الوزارة على استهلال مثل هذه الشبكات في مناطق منتقاة من أجل تحسين الاستفادة من الخدمات الصحية.
وقد لعبت الدراسات التي دعمتها اليونيسف عن قضاء الأحداث، وإعاقات الأطفال، والزواج المبكر، وعمالة الأطفال، دوراً رئيسياً في إثارة المناقشات حول السياسات، والشروع في إجراءات ملموسة من قبل الحكومة، من قبيل مراجعة التشريعات السورية، وعقد مؤتمر وطني معني بقضاء الأحداث وتدريب جميع المعنيين من أجل تحسين إدارة قضاء الأحداث.
وتواصل اليونيسف دعمها للتجارب الرائدة، كما أن الدراسات العملية المرتبطة بالمناصرة والتأييد، قد أثبتت نجاحها في تعزيز حقوق الطفل والتغيير في السياسات والتشريعات. ومن خلال لجان العمل المشتركة فيما بين القطاعات والحلقات الدراسية بشأن السياسات، تم تعبئة سلسلة واسعة من الشراكات، بما في ذلك الشراكات مع المجتمع المدني السوري وسائر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وسوف يستمر العمل في مساندة السلطات الوطنية والمحلية، والمجتمعات المحلية، والأسر في الوفاء بمسئولياتها تجاه الأطفال والنساء، وفقاً لما حددته اتفاقية حقوق الطفل. وسوف تسهم اليونيسف في الجهود القومية الأوسع لضمان:
الحق في التنمية: بالرغم من أن قدراً كبيراً من التقدم قد تحقق على طريق تنمية الأطفال، وبصفة أساسية من خلال التعليم المدرسي المجاني والإلزامي، إلا أن هناك بعض المجالات التي تبعث على القلق، بما في ذلك: جودة التعليم؛ التنمية المتكاملة المبكرة للطفولة، والتسرب من المدرسة، ولا سيما بين الفتيات. وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أن سوريا قد تكون واحدة من 57 بلدا لا يحقق الأهداف المتمثلة في توفير التعليم الشامل لجميع الأطفال بحلول عام 2015.
الحق في الحماية: تشمل عدة مجالات تحظى بالاهتمام في مجال حقوق الطفل في سوريا ـ عمالة الأطفال، والأطفال الذين ينتمون لأبوين منفصلين، والأطفال اللقطاء، واليتامى، والأطفال المعاقين، والأطفال المخالفين للقانون، وضحايا سوء المعاملة والعنف، والتمييز ضد الفتيات. وفى الوقت ذاته، هناك أخبار مشجعة عن التعاون مع عدد من الوزارات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في المجالات المتصلة بحماية الأطفال، وبصفة أساسية في مجال الأطفال المعاقين، والأحداث الجانحين والأطفال اليتامى. وتشير كل الدلائل إلى أن اليتامى يتم الاعتناء بهم داخل الأسرة أو داخل النظام الخيري الخاص. وهناك 30 ملجأ تدار بواسطة منظمات المجتمع المدني. وهى تقدم الرعاية لنحو 2578 طفلا ممن يتلقون تعليمهم في المدارس المحلية. وهناك ملجأ واحد، على الأقل، في كل محافظة تقريباً. والواقع أن الندرة الكبيرة ونقص البيانات الموثوق بها لا تزال تشكل تحديا في مجالات متعددة تتعلق بحماية الأطفال، من قبيل الاعتداء الجنسي والعنف والتمييز ضد الأطفال والأطفال المعاقين.
الحق في المشاركة: يحدد تقرير التنمية الإنسانية العربي ثلاثة مجالات تقع في دائرة اهتمام المنظمة: نقص الحرية، والمعرفة، والوضع المتدني للمرأة. وهذه المجالات ترتبط ارتباطا مباشراً بالمشاركة على مستوى أعلى داخل المجتمع. والواقع أن سوريا ليست في موقف أفضل أو أسوأ من أي بلد عربي آخر، غير أنها في الوقت ذاته تفتقر إلى الكثير في جميع النواحي الثلاثة. وفى عام 2000، سمحت سوريا باستخدام شبكة الإنترنت في البلاد. وقد ازداد عدد مستخدمي هذه الشبكة باطراد، حيث وصل في الوقت الحاضر إلى درجة لم يعد ممكناً معها تأمين عدد كاف ممن يقدمون هذه الخدمة إلى جميع مستخدميها. وتعتزم الحكومة توفير وصلات خدمة الشبكة الرقمية المتكاملة في المستقبل القريب، مما يمهد الطريق أمام الشباب للاشتراك في شبكات المعلومات الوطنية .

*- هذه الصفحة بلا تاريخ في المصدر- نساء سورية

2006-08-06


اليونيسيف

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon