ثلج الشمال

يا راقدا بين وهمي وحلم الاستيقاظ.. قد أيقظتني نتف ثلجك التي تراكمت على حواف نافذتي وغطت مقاعد الانتظار.. تاركة شوارع القلب فارغة إلا من هسيس أوراق هاربة من خربشات الرياح.. من اجتياج ليل. من اندثار آخر ومضات النهار.. لم يعد هناك متسع لمزيد من جنون لا يعرف الانهزام.. بعد أن نزفت كلمة أحبك أحرفها في مساءات الغياب.. وتجولت معي في معاطف الشوق برفقة صمتك.. متسكعة معي في صداك المترف في الأعماق شاهدة على مرارة انهزامك في. لم يعد في وسعي امتلاك نتف ثلج تذوب بين أصابعي في لحظات..

لا تبدأ الآن وقد أطفأت في زمن الوهن أضواء قدومك وعبرت حدود مملكتي البعيدة وبعض منك عالق في صدري متبعثر في جسدي لا يهدأ ولا يعرف كيف يكون الانتماء ولا كيف يكون ارتياد أرصفة النفي واحتساء قهوة الانتظار.كيف يكون الحب جدائلا تتدلى من أغصان الانعتاق.. ارجوحة بين الأرض والسماء غارقة في اهتزازات عشق أقرب للموت منه للحياة !

توقف ! لم تعد تمشي تحت أقدامي الطرقات لم تعد آخر مدن التاريخ في ذاكرتي تستحوذ على وجودي وعلى سير النبض في قفص فتحت أبوابه مشرعة للحياة.. للحب.. للشمس.. للهواء.. ما عادت أزهار المدائن تتدلى على الشرفات التي رسمتها بجنون الرغبات. قد ذيل نهارنا نهايته بأشعة جمعت بين البحر والأفق وانطفأ هناك..

هاك فرحك.. ثلج الشمال.. عد نزفك فوق تخوم الحب وذوبانك هناك نبتت وردة تحت الشمس وخرجت من شرنقتها فراشة تواقة للحب وللحياة.. !


ردينة ناصيف، (ثلج الشمال)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon