مكتب واحد ظل يجمعني بزميلتي سميرة مدة طويلة من الزمن، ولم تشأ الأقدار أن أعرف أن هذه الشابة الجميلة كانت مطلقة حتى آخر أيامي في العمل الذي تركته غير مأسوفا عليه، مما فسر لي كثيرا من المواقف التي كانت تتعرض لها سميرة دون سواها من الفتيات العاملات في المركز نفسه.
فالفتاة التي كانت تحاول تجنب الحديث عن وضعها الاجتماعي في محاولة للعيش بشكل طبيعي كالأخريات، لم تنجح في ذلك، فعلى سجلها الخاص في مكتب شؤون العاملين كتب كلمة مطلقة بشكل واضح جدا، مكونة بذلك نقطة هامة بالنسبة لمعظم الموظفين من أجل النفاذ من خلالها إلى سميرة.
كانت سميرة تحظى باهتمام الجميع تقريبا.. من رئيس المركز وحتى المراسلين.. ولنبدأ برئيس المركز الذي عرف وعن طريق أحد موظفيه القريبين إليه -والذي يسهر على تأمين احتياجات معلمه الجنسية- أن بين "رعاياه" موظفة مطلقة وجميلة، فرشحها للعمل عنده بصفة "سكرتيرة " لكن سميرة التي كانت مؤهلاتها أعلى من وظيفة السكرتيرة، نجحت بالإفلات من قبضة رئيس المركز، و قد أثار استغراب الكثيرون أن سميرة لم تفقد وظيفتها لأنها رفضت عرض رئيس المركز الذي لا يزال حتى وقت متأخر جدا يضغط عليها كي تصبح سكرتيرته المدللة جدا. لكن المهمة لم تنته بالنسبة لسميرة التي تحتاج أن تثبت للكثيرين من فحول المركز أنها ليست لقمة سائغة لأحد وما حدث مع رئيس المركز تكرر مرات عديدة ومع أشخاص مختلفين ظلوا دائما يذكرونها بأنها مطلقة. المراسلون والأُذاَّن كان لهم شأنا آخرا فقد اعتادوا على التغامز والتلامز فيما بينهم وكانوا يتسابقون في تلبية طلباتها بصورة كانت تثير حنق سميرة لأنها تشعرها بان هذا الحماس لخدمتها من قبلهم لم يكن بريئا، فضلا عن القصص والأحاديث التي كانوا يتناقلونها فيما بينهم عن العلاقات الغرامية لسميرة "المطلقة".
لم أر سميرة منذ وقت طويل ولكنني واثق أنها لا تزال تلك الفتاة التي لم تعن لها كلمة مطلقة شيئا على الإطلاق، فثقتها العالية بنفسها وقدرتها على مواجهة الآخرين جعلت منها أكثر قوة من كل الفتيات التي صادفتهن العازبات والمتزوجات.
2006-08-06
موقع الثرى
موقع الثرى
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon