المصابات بفيروس أتش آى في يناقشن مرضهن في نادي الأمهات (أوغندا)

كمبالا، أوغندا (وُمينز إي نيوز)
وحدت مجموعة من النساء المصابات بفيروس أتش آى في جهودهن وأنشأن "نادي الأمهات" حيث يلتقين مرتين في الشهر لتشاطر المعلومات الطبية والقانونية. وربما كان الأمر الأهم من ذلك كله هو أنهن يتذكرن أنهن لسن وحيدات في مواجهة هذا المرض.
أصيبت غريس توموهيروي بفيروس الإيدز حين اغتصبها عمها وهي في الـ12 من عمرها.
وبعد سنوات قليلة، وحين بدأت أعراض الإصابة بالمرض تظهر عليها، قامت أسرتها بطردها فاستأجرت غرفة في أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة كمبالا. وهناك تعرفت على عشيق ساعدها بالمال، ثم اكتشفت بعد فترة قصيرة أنها حامل. وهي الآن أم لطفل يبلغ من العمر سنة واحدة ومصاب بفيروس أتش آى في.
روبيناه كامبومبو تم تزويجها وهي في سن المراهقة لرجل أكبر سنا منها بكثير. وقد توفي زوجها بالإيدز بعد عقد من الزمان تاركا لها أربعة أطفال، وبعدما نقل إليها العدوى. وقد شعرت بالارتياح حين ظهر رجل آخر في حياتها وعرض مساعدتها ماليا. وقد أصرت هي على أن يستخدم الواقي الذكري حين ممارسة الجنس معها. غير أنه جاء إلى البيت مخمورا ذات ليلة واغتصبها فأصبحت حاملا مرة أخرى. وحين وُلدت ابنتها مصابة بفيروس أتش آى في، اختفى زوجها.
فطومة ناماتا أصيبت بالعدوى من زوجها. وحين واجهته بالحقيقة، قال إنه لا علاقة له بذلك وتركها لتعيل خمسة أطفال لوحدها، واثنان منهم مصابان بالفيروس.
كل هؤلاء النساء عضوات في نادي الأمهات، وهو مجموعة تقدم الدعم النفسي-الاجتماعي لأمهات ونساء أوغنديات حوامل يحملن فيروس أتش آى في.
وتلتقي هؤلاء النساء مرتين كل شهر في غرفة في مقر منظمة دعم المصابين بالإيدز (تاسو)، وهذه المنظمة، ومقرها كمبالا، هي أكبر وأقدم مجموعة لدعم المصابين بأتش آى في- الإيدز في البلاد. وتحتسي النساء الشاي أثناء لقاءاتهن، ويبحثن في السبل لجمع المال مثل تربية الدواجن وبيع المصنوعات اليدوية. كما أنهن يتعلمن سبل رعاية الأطفال الحاملين لفيروس أتش آى في. أما النساء الحوامل من عضوات المجموعة، فيتلقين العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية أثناء الحمل والولادة، ولا يقمن بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الولادة كي لا ينقلن العدوى إليهم. وتشاطر النساء بعضهن بعضا القصص حول وصمة العار التي تحيط بهن وحول التمييز الذي يعانين منه. لكنهن، وأكثر من أي شيء آخر، يجلسن ويدردشن مع بعض، ويذكّرن بعضهن بعضا أنهن لسن وحيدات.

منتدى لمعالجة ’وضع مثير للشفقة‘
"معظم هؤلاء النساء عازبات وأرامل أو نساء طُردن من بيوتهن بسبب إصابتهن بفيروس أتش آى في"، كما تقول ليديا مونغيريرا الطبيبة التي كانت تعمل في عيادة منظمة تاسو في أواخر التسعينات، والتي أدركت أن هناك طائفة من القضايا غير الطبية تواجه النساء الحوامل والأمهات المصابات بفيروس أتش آى في. وتضيف: " كانت الفكرة أساسا هي تأسيس منتدى لمواجهة كل هذه الأوضاع المثيرة للشفقة."
وفي عام 2004، وبفضل تبرعات مالية صغيرة من مصادر خاصة، جمعت مونغيريرا حفنة من الأمهات من مريضات عيادة تاسو لبدء المجموعة.
وبعد عامين على تأسيسها، يبلغ عدد عضوات المجموعة 50 امرأة، وهناك قائمة انتظار. فنادي الأمهات يقبل بالنساء المصابات بالفيروس اللواتي على وشك الإنجاب، أو اللواتي لديهن أطفال في سن الثالثة أو ما دونها. وتقول الطبيبة مونغيريرا إن الأطفال في هذه السن هم الأكثر عرضة للمعاناة من مشكلات صحية في حين أن الأمهات يتعلمن كيف يتكيفن مع التحديات المزدوجة الناجمة عن إنجاب أطفال حديثا وعن كونهن حاملات للفيروس.
وبفضل العقاقير المضادة للفيروسات الارتجاعية والرعاية الصحيحة، فإن مخاطر نقل العدوى من الأم إلى الطفل قد لا تزيد عن 1 في المائة. لكن، وفي البلدان النامية، فإن عدد الأطفال الذين يُولدون حاملين لفيروس أتش آى في ما زال عاليا بصورة غير مقبولة، وفقا لتقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية في مارس 2006. وفي البلدان النامية، وفقا للتقرير ذاته، فإن أقل من 10 في المائة من النساء المصابات بفيروس أتش آى في، تلقين العقاقير التي تمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل في الفترة من 2003 -2005. ونتيجة لذلك، فإنه يولد يوميا حوالي 1,800 طفل حاملين لفيروس أتش آى في. ويتوفى أكثر من 570,000 طفل دون سن الـ15 في كل سنة جراء الإيدز، ومعظمهم أصيب بالعدوى عن طريق الأم، كما جاء في التقرير. وقد ألقى التقرير باللوم على النظم الصحية الهشة في البلدان الفقيرة وعلى عدم توفر العقاقير بشكل كافٍ، من بين عوامل أخرى.

الجهل ووصمة العار
وتقول مونغيريرا والنساء الأعضاء بنادي الأمهات إن اللوم يقع أيضا على الجهل ووصمة العار التي تحيط بالمرض.
ففي أوغندا وغيرها، تكتشف النساء أنهن مصابات بالعدوى حين يكنّ حوامل. فهذه هي الفترة التي يراجعن فيها عيادة ما، ويتم عندئذ تشجيعهن على الخضوع لاختبار فيروس أتش آى في. وتُنصح النساء اللواتي يتم تشخيص إصابتهن بالمرض بعدم الإنجاب تحت أي ظرف كان، وبعدم ممارسة الجنس غير الآمن. غير أن النساء يقلن إن هذا أسهل قولا منه عملا.
تقول بروس كيفين العضو بنادي الأمهات التي تبلغ من العمر 48 عاما: " في بلادنا، ليس للمرأة الحق في أن تقول لا للجنس والإنجاب. الرجل هو الذي يحق له ذلك. فإن كان يريد ممارسة الجنس-- الآمن أو غير الأمن-- فإن القرار قراره."
وفي أوغندا، كما في الكثير من البلدان الأفريقية، تواجه النساء ضغوطا ثقافية شديدة لإنجاب الأطفال. فالعلاقات الرومانسية لا تُعتبر مشروعة ما لم تنتهي بإنجاب طفل.
والمشكلة الأخرى التي تشير إليها عضوات نادي الأمهات هي التمييز ضد النساء الحوامل المصابات بفيروس أتش آى في من قبل العاملين في قطاعات الصحة. وقد ذهبت النساء الأعضاء في نادي الأمهات إلى مجموعة محلية تعمل في مجال حقوق الإنسان وقدمن لها شهادات توثّق المشكلات من أجل إحاطة الرأي العام علما بها. وقد وصفن كيف أن الممرضين والقابلات في عنبر الولادة في مستشفى مولاغو، المرفق العام الرئيسي للصحة في العاصمة كمبالا، أهملوا وأهانوا المريضات بعد ما اكتشفوا أنهن مصابات بفيروس أتش آى في.

ممرضو التوليد يتجنبون النساء المصابات بالفيروس
وتقول إحدى النساء إنها تعتقد أن طفلها أُصيب بالعدوى لأن الممرضين رفضوا الاعتناء بها أثناء الولادة. وتقول امرأة أخرى إن ممرضة سألتها: "لماذا حملت في المقام الأول؟" وقد ظهرت القصص حول هذه القضايا في الصحافة المحلية.
ورغم أنه لا توجد لديهن إحصاءات دقيقة، فإن عضوات نادي الأمهات يعتقدن أن حالات التمييز أصبحت أقل منذ أن تم تسليط الضوء على هذه القضية.
وقد قامت مجموعة من النساء المحاميات المحليات في الآونة الأخيرة بحضور اجتماعات النادي لتعليم النساء الأعضاء بحقوقهن القانونية في قضايا الملكية الزوجية والعلاج الطبي في المستشفيات العامة. كما أن المدير التنفيذي لمنظمة تاسو أليكس كوتينهو ألقى خطابا حول حاجة الرجال المصابين بفيروس أتش آى في لأن يكونوا أكثر دعما لشريكاتهم، ودعا إلى تشكيل "نادي تاتا" للآباء.
ويعيش نادي الأمهات على تبرعات خاصة متفرقة وعلى دخل النشاط الخيري الذي أقيم السنة الماضية. وتقول كيفين العضوة بالنادي إن النساء سيواصلن اللقاءات مرتين في الشهر سواء توفر المال أم لم يتوفر.
وتقول: "على الأقل، إذا ما كنا معا، فإنه ربما نستطيع عندئذ مساعدة بعضنا بعضا."

راشيل شاير كاتبة مستقلة تقيم في نيويورك، وهي تعيش في كمبالا منذ عدة أشهر. مراسلة وُمينز إي نيوز

24/7/2006


وُمينز إي نيوز

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon