أُبشِّرُ كلَّ حالمٍ بالحج .. وأخصّ بالبُشرى مَن أخذ لُقاحاً ضد الحزن و خَتَمَ جوازَ سفرهِ بختم الأمنيات, وقطع تذكرةً في إحدى شركات الطيران الهائمة.. بالفتوى التي أقرّها بعض المنكوبين بالأمل, اعتماداً على (إنما الأعمال بالنيّات) .. وبما أنه نوى و أخذ بالأسباب , فإن أجره عند الله...
أما مَن أخذ مقعداً في جامعة الحلم الميت.. بعد أن تقدم لمفاضلة الحج, بأنواعها الخاصة والعامة .. والذي لم تتوفّر فيه الشروط العديدة و آثر ألا يذهب مع فئة (القصّابة) و بعد أن ضاع اسمه في قائمة الحج الموازي حيث يمكنه دفع مبلغ يختلف حسب الفرق بين عمره والعمر المحدد للقبول وقد لا يستفيد من هذا الوهم. وجرّب الحج المفتوح حيث أرسل له أحد أقاربه في السعودية دعوة من أحد أمرائها فاقتنع بفرحة مؤقتة لدرجة أنه حكى لأهله عن الصعوبات التي سوف يلاقيها وكيف سيتغيّر عليه الجو فيمرض, ورهبة رؤية الكعبة للمرة الأولى, حتى أنه ذهب لشراء المسابح والساعات وسجادات الصلاة من السوق المسقوف ليوفّر عليه غلاء الأسعار من هناك, كما قام بكل الإجراءات اللازمة والأختام المواتية, والسفر إلى دمشق جيئة وذهاباً, وحفظ الطريق بين القنصلية و الطيران عن ظهر حزن, إلى أن استسلم للمتسولين الذين يقفون أمام كلا الدائرتين المذكورتين الذين تطوّعوا لإتمام إجراءات السفر مقابل مبلغ من الحزن, بما يسمى التجارة بالوهم.. وحين عاد بكفّي شبه حاج! قرر الالتحاق بالحج الافتراضي, وهو أن يفترض نفسه ذهب لزيارة قريبه, فيذهب للحج ..
المهم كان له ما أراد, لكنهم في طريق العودة ألقوا القبض عليه متلبساً بتهمة الحج الافتراضي, واعتقلوه على الحدود لتعود حقائبه المحملة بالهدايا المحلية الصنع إلى محافظة أخرى وتضيع بين حقائب المتهمين بنفس الجرم...
دفع مبلغ الغرامة وعاد مع حافلة أخرى تاهت في الطريق, ليقضي أربعة أيام بين الوهم والحقيقة... أقول له حجاً مباركاً و حمداً لله على تحقيق حلمك. قمر صبري الجاسم - (مفاضلة الحج)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon