شبابنا?!...الوظيفة الحكومية.. أمان والعمل الخاص... مغامرة في المجهول!!

هل فعلاً يفضل شبابنا السمكة الجاهزة? أم إن الحياة مغامرة جريئة لم يهيأ لهم خوضها? وتنقصهم فقط الشجاعة والإرادة للخوض?
لذلك كانت الوظائف الحكومية حلماً لأي شاب في مجتمعنا وفرصة العمل مجرد راتب يدفع مقابل وظيفة تشغل القطاع الحكومي فتوفر الأمان على المستقبل بعكس العمل في القطاع الخاص أو تبني مشاريع خاصة.‏
هذه أحد أهم المحاور التي ركز عليها المشاركون ضمن فعاليات الندوة القطرية حول (دور إدارة العمل في تنمية تشغيل الشباب).‏
وكانت العائلة المتهم الأول في عدم تنمية روح الإبداع والتحدي عند أبنائها والاستقلال الذاتي وما يهمها هو الحصول على الوظيفة الحكومية كأساس للمكانة الاجتماعية والأمان ثم التعليم, الذي يقتصر على التلقين ونشر التعليم لا التركيز على نوعيته.‏
هنا يعلق السيد محمد مؤيد من منظمة العمل العربية فيقول: إن مخرجات التعليم والتدريب المهني في معظم البلدان العربية لا ترتبط إلى حد كبير مع أسواق العمل الوطنية ولا العربية ولا الدولية ولا تنسجم مع ما تتطلبه هذه الأسواق من كوادر وخبرات لأن الجامعات تعمل وفق سياسات خاصة بها دون أن ترتبط باستراتيجية واضحة ومحددة للتنسيق مع الجهات المسؤولة عن أسواق العمل ودون إعطاء الأهمية الكبيرة للتطورات المتسارعة التي تلحق بأسواق العمل, فالعولمة فرضت نوعاً جديداً من الطلب الأساسي على الأيدي العاملة المدربة وذات المهارة العالية والقادرة على التعامل مع التقنيات المتطورة هو ما لا تحققه مؤسستنا الجامعية.‏
من سيقوم بعملية الربط بين الجهات العلمية التدريبية وأسواق العمل?‏
إن وزارة العمل هي الجهة الرسمية المؤهلة للقيام بهذا الدور ومكاتب التشغيل أحد الآليات المناسبة لذلك وهنا يحدثنا السيد مجاهد العبد الله, مدير القوى العاملة في وزارة الشؤون الاجتماعية عن دور مكاتب التشغيل في تنمية تشغيل الشباب في سورية: إن تطور واقع مكاتب التشغيل في المحافظات خلال السنوات الأربع السابقة بطيئة وبدرجات متفاوتة هذه المكاتب ولا تزال دون الطموح المطلوب بسبب عدم تعاون الجهات الطالبة لليد العاملة بما في ذلك جهات القطاع العام وعزوف مؤسسات القطاع الخاص عن التعاون مع المكاتب بسبب غياب الثقة المتبادلة وحاجة المكاتب لاستكمال أتمتة جميع مراحل العمل لديها والحد من الاعتماد على العمل اليدوي واعتماد المكاتب آلية التبليغ عن طريق البريد و...).‏
المشروعات الصغيرة ودورها في توليد فرص عمل جديدة‏
حيث لم تعد المؤسسات الكبرى المشغلة لأعداد كبيرة من اليد العاملة هي بالضرورة الضامنة للقيمة المضافة المرتفعة والمحققة للأرباح الوفيرة والرقم الهام للمعاملات بل إن المؤسسات الصغيرة التي تبدأ نشاطها باستثمارات متواضعة نسبياً وتعمل في مجالات الذكاء وتشغل يدٍ عاملة قليلة العدد وذات كفاءة عالية هي البديل الأمثل.‏
هذه المشروعات دعامة أساسية لتنمية وتشغيل الشباب وقد اعتمدت هيئة مكافحة البطالة على برنامج تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر, وهنا يحدثنا الدكتور بيان حرب, رئيس هيئة مكافحة البطالة عن ضرورة الاعتماد عليها فيقول: (لقدرتها على توليد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وقدرتها على تحريك الشباب تجاه التفكير بالعمل الخاص ويمكن لها أن تتوضع في أماكن نائية واستخدامها للموارد والعمالة المحلية إضافة لانخفاض تكلفتها الاستثمارية وقدرة الشباب على تحمل هذه التكاليف وتنمية التفكير والإبداع عندهم ويضيف حول تجربة تونس بأنها واسعة وطويلة المدى فقد بدأت منذ السبعينيات وبالتالي لديهم تراث عمره 30 سنة خاص في إدارة وإنشاء المشروع الصغير بينما تجربتنا في سورية قصيرة لا تتجاوز 5 سنوات وليس فقط كهيئة وانما كتنظيمات دولية أو سورية وتوجد فروقات بين التجربتين ويفترض أن تكون قابلة للتطبيق أهمها وجود فصل بين عملية التدريب و عملية التمويل وذلك من خلال ادارتين خاصتين هذا من جهة ومن جهة اخرى الهيئة في تونس هي مزيج لمجموعة من النشاطات والفعاليات التي تقوم بها مجموعة من التنظيمات في تونس بالوقت الذي تقوم عندنا الهيئة بكل هذه الوظائف وتوزيع هذه الوظائف على تنظيمات مختلفة متكاملة هي تجربة مفيدة كي نتعلم منها..‏
أخيرا..‏
قضايا تشغيل الشباب من أكبر تحديات الحاضر وستبقى من رهانات المستقبل إذا ما أرادت بلداننا مواكبة المتغيرات والتأقلم باستمرار في مجال تنظيم العمل وسوق العمل ودرء مخاطر البطالة على الحياة الاجتماعية.‏
رويدة سليمان - براء الأحمد – (شبابنا?!...الوظيفة الحكومية.. أمان والعمل الخاص... مغامرة في المجهول!!)

جريدة الثورة (20/12/2006)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon