نصائح عابرة

في مراجعاتك الدورية لمديريات ومؤسسات ومصالح الدولة تذكر أخي المواطن وكلنا أخوة من بطن واحد وإن تعددت الأفخاذ.

أنك مقابل أخوك الموظف فاعمل بأصل الدم ولا تكش بوجهه فهو لم يلتقط أنفاسه فقد تفرفط عقدها وهو يطارد الوقت والسرافيس ولم يتسنى له شرب كأس الشاي وتفصيص حبات الزيتون لكي لا يتأخر على الدوام ورغم أنه نكش أذنيه لفترات مطولة فمازالت مطالب جمهور بيته في رأسه تدق وهو لا يأخذ تعويض هموم عنها. لا كما يفعل المسؤول وخاصة بعد أن انتهى من طور الوظيفة ودخل في طور المنصب فهو ينسى ولولا النسيان لهلك الأنسان, فالفراشة تنسى أيام الزحف على الأغصان وأكل الورق فتطير زاهية ممتصة الرحيق لتقنع نفسها ونحن أنها لم تكن ذلك الشيء الوضيع.
وكون كراسي الخيزران التي لم يبق من مجد تراثها شيئا الذي أكلته مناقصات الدولة لا تؤمن راحة الجلوس وارتخاء الأعصاب كما تفعل كراسي المسؤولين حتى تراهم وأنت تحدثهم -عذرا هم من يحدثوك- يتفتلون ذات اليسار وذات اليمين كأنهم يرقصون كفراشتنا سابقة الذكر وهذا الفتلان يوهمك أنه مفتوح على جميع التيارات السياسية والاقتصادية التي تصب في خدمة المواطن فهو لا يتنكر لأصله كما يفعل أخوك الموظف المتشنج من جلسته فيكفهر وجهه ويجيبك بصباح الخير معطرة برائحة عوادم السيارات التي استقلها ولم تخالف من شرطة المرور.
فانتبه. فالمرء مخبوء تحت جيبته فقل له كلاما لينا واخفض صوتك لكي لا تؤثر على حسن سير العمل فالتدخين ممنوع في الدوائر الرسمية بقرار من وزارة البيئة حرصا على بيئة الموظفين الصحية التي شملها قانون الضمان الصحي قبل صدوره وقدم معاملتك بكل طيب وخلِ عينك لكل أشارة فاللبيب من ثغرات القوانين يفهم واعذره لتلبكه أمامك فالتعليمات قد ساوت القانون وهذه من منجزات حركة مساواة المرأة بالرجل فهكذا حركات قد نالت من رجولته وهو لا يستطيع حسم أمره إلا بعد تزينها بعدد من التواقيع والموافقات من الدوائر المعنية وخاصة أن الزواج في بلادنا هو زواج أسر فالأعمام والأخوال تجب موافقتهم وكون الفتاة لا تزوج حتى تؤخذ موافقتها ويجب السؤال عنك فهذا يأخذ وقت ولا تنس أن تدفع برجال الخير للكلام عنك بما يطيب خاطر عمك الموظف فهو سوف يعطيك فلذة كبده ويجب أن يحطاط من المستقبل ويترك العصمة لدى المراجع الرقابية.
وقس حالك عليه واعمل العقل وتدبر حالك وحاله فابنه الكبير تخرج في الزمن الصعب حيث الدولة لا تلتزم بمن خرجتهم جامعاتها فالتعليم لدينا ليس للعمل وكسب المال فهو رفاهية وصادف انتهاء خدمته العسكرية أن طارت أسعار مواد البناء وصارت شقة العمر تحتاج إلى شقة صدر وهو من تنافسوا على نيل جائزة الأسرة السورية الكثيرة الأولاد الملغية وبدون أن يسمع بها أحد ومازالت أسرتنا النموذجية من أربع وأولاد وطالع.
فتفهم قرار أحداث أسلوب النافذة الواحدة وتذكر ماذا فعلت الروزنا فينا الله يجازيها خيرا فقد قللت من معاناتك ووجدت للموظف وظيفة أخرى مع وظيفته تدعى معقب معاملات.
والآن بعد طول كلام وحيث الوقت ضيق للملام أرجو أن تعمل بنصيحتي فأنا مواطن موظف مثلك بالتمام.
باسم مالك سليمان- (كيفنا)

خاص: "نساء سورية"

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon