أنت....

أنت كعطر سابق للأوان أتيت.. كزهرة ياسمين بيضاء قد تفتحت للتو من رقادها ونشرت شذاها علينا أتيت، كماء المطر الهاطل في تموز، وزهر الرمان في أيلول مستحيل بتفاصيلك الرائعة..


لا تأتيني مباغتة وبسرعة البرق وسط ظلام الشتاء، كن زهرة دوار شمس تتفتح ببطء تجاه الشمس كل صباح، كن كقطرات الندى تتوحد مع الكون لحظة الغسق، كزبد بحري في ولوجه الرمل كل ثانية..
كن هاجس الريح في احتضان الأفق، كن ما تريد... لكن دع لي فرصة اكتشافك من جديد، دعني أغني للنهر وأعواد القصب.. أردد كل ما سكن ذاكرتي من معالمك الصغيرة. فأنا ما أحببتك.. لكنني عشقت تلك المساحات الرمادية التي كبرت خلاياها قبل اكتمال القمر، قبل تفتح اللوز في آذار، وقبل أن ينضج الثمر..
دعني أبحث في عينيك عن مرساتي التائهة في شاطئ عينيك. أبحث عن كأس نبيذ ضائع بين شفتيك،عن أقحوان ينمو على أسيل وجنتيك،..
كحبيبات مطر هارب من غيومه تغلغلت في عالمي كثيفا وضبابيا في آن..
لم أرتوي منك حد الانتشاء.. لكنني رطبت أنفاسي بما امتلكت أنفاسك من هدوء و اتزان..
أينعتَ في حدائقي قبل أن يولد الربيع من رحم الشتاء في وقت سابق للذكرى، في حضرة المكان الذي جمعنا سويا..
أفتقدك وسطهم وأسال عنك. لا أنت هنا.. ولا حتى أطيافك تركت أثرها المعتاد! وأعلم أن الزمن قد أعاد لعبة الخريف، وفرق بين الأغصان والورق، وباتت شجرة الحب عارية في انتظارٍ لربيع آخر، وبقيت الآمال تبني عذريتها على أرصفة الطرقات الحالمة بك، والحب الفاقد لوعيه بعد كأس الرحيل يتثاقل منهمكا على دقات القلب المتباطئة سُكرا يغيب ويعود إلى الذاكرة تدريجيا..
وسنبقى على مسافة بعيدة من الانتظار لزمن أخطأ طريقه إلينا عندما قرب بيننا، لتبقى الأماكن داخل قلوبنا فارغة إلى ما لا نهاية.. حيث سنلتقي بعد زمن الاحتضارات لنكون الأكثر أملا في لقاء جديد..
 منتهى أسد- (أنت....)- 2/1/2007

خاص: "نساء سورية"

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon