دور ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية

1- جميل أن يخصص يوم عالمي للمعوقين، حيث أعلنت الأمم المتحدة عام 1981 عاما دوليا للمعاقين، وعقد الثمانينات من القرن الماضي عقدا دوليا لهم، وأصدرت ميثاقا لحقوق المعاقين، ولكن الأجمل أن تفعّل هذه المناسبة لما يخدم المعاقين فعليا لا احتفاليا فقط، حيث أصبح هنالك عشرات المراكز والبرامج التي توفر الرعاية للمعاقين والشروع في تدريب أمهاتهم في بعض الدول العربية. كالأردن- ومصر – والسعودية – ولبنان- واليمن الخ.

2- ولاسيما أصبحت قيمة مجتمع ما، تقاس بمدى ما تلقاه فيه فئات المعاقين من رعاية وعناية وتأهيل وتوجيه، ولذلك تم في الدول المتطورة تخصيص ممرات خاصة عبر الأرصفة يمكن عبورها من قبل المعاقين بعجلاتهم الخاصة، كما أن وسائل المواصلات فيها صممت بحيث يسهل صعود المعوقين إليها ونزولهم منها بدون الاستعانة بأحد.

3- هذا وقبل كل شيء يمكن التخفيف عن المعاقين ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه لا ذنب للكثيرين منهم بما هم فيه، وإنما وجدوا فيه بشكل خارج عن إرادتهم، وبالتالي عليهم التعايش مع الواقع، والانسجام في النسيج الاجتماعي، والتوازن النفسي والسلوكي ليقدر كل منهم على الاندماج والعمل المنتج، والتسليم بقضاء الله وقدره حسب منطوق الآية الكريمة: ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))
والآية الكريمة: ((ولكم في القصاص حياة)).. الخ.

4- وانطلاقا من نصّيْ الآيتين الكريمتين أعلاه، فإن الإعاقة مقررة على المعوّق، ولا يقدر كل أهل الأرض على ردها عنه، وبالتالي على المعوق الإيمان والرضى بحكم الله وقضائه وقدره.

5- وبالنسبة للذين يعتبرون الإعاقة هي نتيجة سلوكية أرضية خاطئة / أو غير طبيعية أدت لها، كمرض الأم الحامل، أو المجاعات وسوء التغذية للحوامل، والأطفال، أو نتيجة الحروب ومخلفاتها من الألغام والتلوث البيئي..الخ، والتشوه الخلقي كما نتائج حروب الخليج الثلاثة على سكان العراق، واعتداء إسرائيل على لبنان، وتركها كذلك مليون قنبلة عنقودية، وآلاف الألغام القابلة للانفجار وتعويق كل من يتعثر بها من ذوي الحظوظ العاثرة، وكذلك الحوادث، وخاصة الطرقية منها والمتزايدة سنة بعد أخرى بسبب الكثافة السكانية والمواصلاتية، وسوء حالة بعض الطرق، ورعونة الكثيرين من السائقين..الخ.إضافة إلى ماتسببه الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وانهيارات أرضية وفيضانات وحرائق، كل هذا بالإضافة إلى الأمية والغرق في مستنقعات الجهل والشعوذة ووالتكفير والمشاجرات والاقتتالات القاتلة والمعوقة.. الخ

وهذه أمور لا دخل لأغلب المعوقين بها، ولا يقدرون على منعها إلا بالمزيد من النضال العالمي، والتضامن الإنساني التقدمي، والتوعية، ومكافحة الجهل والفقر والمرض والتخلف وكل أعداء الإنسانية من شركات الأسلحة وتجار الحروب ومثيري الفتن وفتاوى التكفيريين..الخ.

6- أما بالنسبة للأيديولوجيات التقميصية التي تقول بأن المعوق قد يكون أرتكب في جيل سابق لجيله ذنوبا، وخطيئات وأخطاء..الخ أدت إلى محاسبته عنها في جيله اللاحق المعوق به، ... الخ. ولذلك على كل إنسان أن يفعل الكثير من الحسنات، وأن يتجنب الأخطاء والخطايا حتى لا يحاسب عنها في جيل لاحق ويُخّلقُ معوقا حسب مفهوم التقميصيين وفقا للنص (وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون)

7- ولكن العلمانيين الماديين يفسرون بأن العَوَقَ هو حصيلة النمو اللاطبيعي في بيئة غير طبيعية، حيث زواج الأقارب والأمراض الوراثية والحمل المبكر، والولادة المتعثرة، وسوء التغذية، والأمراض الجسدية والنفسية والعاطفية في بيئة غير صحية وغير صحيحة قد تؤدي بنسبة كبيرة إلى العَوَقِ.

8- ولكن على الإنسان في كل الحالات ألا يحزن ما دام الله معه، وطالما عقله معه وإرادته معه.

9- - وقد عُرِّف الفرد المعاق أو المعوق بأنه فرد يعاني – نتيجة عوامل وراثية / خلقية، أو بيئية مكتسبة، من قصور جسمي أو عقلي تترتب عليه آثار اقتصادية أو اجتماعية أو ذاتية تحول بينه وبين تعلم أوأداء بعض الأعمال والأنشطة الفكرية أو الجسمية التي يؤديها الفرد العادي بدرجة كافية من المهارة والنجاح، وقد تكون الإعاقة جزئية أو كلية في نسيج أو عضو أو أكثر وقد تكون مؤقتة أو دائمة – متناقصة أو متزايدة.

10- هذا وفي الوقت الذي يعتبر فيه الفرد المعوق معاقا في مجتمع ما، قد لا ينظر إليه كذلك في مجتمع آخر، فمثلا: المرأة في مجتمع ذكوري قد تعتبر إنسان ضعيف، وقاصر، ويحتاج إلى الوصاية والرعاية كالمعوق تماما، بينما المرأة في مجتمع آخر متقدم صعدت الفضاء، وأصبحت وزيرة دفاع، ورئيسة وزراء، وملكة، ووزيرات خارجية لأخطر ثلاثة دول في العالم: أمريكا – بريطانيا – إسرائيل. ومستشارة في ألمانيا.. الخ. وبناء على ذلك يمكن اعتبار نصف المجتمعات الذكورية معوقة، والنصف الآخر شبه معوق، ويعتبر البعض أنه من الخطأ اعتبار المعاق عالة على المجتمع أوالتفرقة في التعامل معه بينه وبين أقرانه من الأفراد العاديين.

11- هذا وهنالك أنواع متعددة للعوق، فمثلا:

أولا: فئات المعاقين جسميا: المكفوفين وضعاف البصر -الصم وضعاف السمع -إعاقة الاتصال -الإعاقة الحركية -حالات التشوه... الخ.

ثانيا: المعاقون ذهنيا:فئات المتخلفين عقليا -التوحدية أو الأوتيزم: أو إعاقات النمو الشامل والعيش الوحداني في عالم خاص -إعاقات التعلم -فئة مرضى العقول: كالجنون والهستيريا والانفصام... الخ،

ثالثا: المعوقون اجتماعيا: وتشمل حالات الإجرام، وانحراف الأحداث، ومجهولي الأبوين، ومرضى السلوك السيكوباتي -وإدمان المخدرات – والخمور، والسلوك العدواني أو الانطوائي الشديد،

رابعا: متعددو الإعاقة: وهم الأفراد الذين يعانون من أكثر من إعاقة واحدة كالشلل مع تخلف عقلي، أو إعاقة حركية وجسمية كالصم والبكم.. الخ.

خامسا: كذلك هنالك أمراض القلب وروماتيزم المفاصل والسرطان والسكر والصرع وارتفاع ضغط الدم ونزيف المخ، والشلل الدماغي وغيره من الأمراض المؤدية للإعاقة... الخ

12- وقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد المعاقين بحوالي 10 % من سكان العالم، عام 1994 أي حوالي 600 مليون عام 1994 حيث كان عدد سكان العالم 6 مليارات نسمة، وقد يتجاوزون حاليا 750 مليون كـ 10 % من سكان العالم 7.5 مليارات حاليا.

13- ولا شك أن نسب الإعاقة في البلدان الناميةهي أعلى منها في البلدان الصناعية بسبب: نسبة الأطفال الكبيرة 45 % - 49 % للأطفال أقل من 16 سنة في حين لا تزيد عن 25 % في دول الغرب -انتشار الأمراض المعدية كالإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والدفتريا والحصبة وخاصة كنتائج للازدحام العشوائي غير الصحي -سوء التغذية وخاصة بين الأطفال والأمهات الحوامل -تكرار حمل المرأة على فترات قصيرة وارتفاع معدلات الخصوبة والإنجاب -قصور الخدمات الطبية وبرامج التطعيم والتحصين ضد الأمراض المعدية كشلل الأطفال والسل والحصبة والدفتريا والالتهاب السحائي -اتساع حجم الأمية وخاصة بين النساء-ارتفاع نسب حوادث الأطفال ومعدلات عمالة الأطفال في ظروف صحية سيئة-عدم وجود برامج اعلامية صحية وغذائية كافية-غياب مراكز الفحص الشامل قبل الزواج أو مراقبة نمو الأطفال حتى سن الـ 15 -زيادة معدلات تلوث البيئة (الماء والهواء والتربة والحاصلات الزراعية) وخاصة وجود كميات المعادن الثقيلة كالرصاص، والزئبق، وأول أكسيد الكربون والمبيدات الحشرية فيها-ارتفاع معدلات زواج الأقارب وخاصة في الريف والمجتمعات البدائية -الزواج المبكر.. قبل 18سن سنة وكذلك الزواج المتأخر بعد 40 سنة للفتاة -خروج المرأة إلى العمل في السنوات الأولى من عمر الطفل مع غياب دور الحضانة ورياض الأطفال -الفقر والقصور في الإمكانات الصحية والتربوية نتيجة (سوء التغذية – ازدحام المسكن – سوء التهوية – الصرف الصحي – التلوث البيئي بالقمامة – أبخرة الرصاص المتصاعد من عوادم السيارات والمصانع.. الخ وانتشار الأمراض كالإسهال والرمد والحصبة..الخ -عمالة الأطفال- وكثرة تعرض الأطفال للحوادث، وغياب الخدمات الصحية المتكاملة -وارتفاع نسبة إعاقات التخلف العقلي في الأحياء الفقيرة والعشوائية عما هي في الأحياء الغنية.

14- ولا شك أن حصة العرب أكثر من 10 % من السكان وبما لا يقل عن 3 ملايين معوق، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية / الاجتماعية المزرية في كثير من الدول العربية وخاصة هنالك حيث الاقتتالات الأهلية الجاهلية المرعبة ليس فقط المعوقة للأفراد وإنما القاتلة والمدمرة للمجتمع.. الخ.

15- ولكن العوق الأخطر في العالم المعاصر هو العوق العقلي نتيجة الضغوط الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والطبقية والتكفيرية والقبلية والعشائرية.. الخ ولا شك بأن الجهل يمثل العوق الحقيقي ليس فقط للفرد وإنما للمجتمع بأكمله، وصدق القائل: لايفعل الأعداء بالجاهلين مايفعله الجاهلون بأنفسهم

16- ولاسيما في عصر أصبح فيه من الممكن التعايش مع العوق الفيزيولوجي وخاصة في ظل الثورة العلمية التكنولوجية والمعلوماتية المعاصرة (صديقة المعوقين)، حيث إمكانية التعامل ببساطة مع الأزرار والتواصل العالمي عبر أزرار الهاتف والموبايل، والحركة بالكرسي المتحرك، والعمل عن طريق التفكير بالرأس والتنفيذ بالأصابع على أزرار الكمبيوتر والانترنت.. الخ.

17- هذا ومن الخطأ اعتبار الإعاقة ملازمة للعجز، بل العكس قد تكون في كثير من الأحيان حافزا للتحدي، حسب قول المثل العام:"كل ذي عاهة في الأرض جبار" ولاسيما عند تحول طاقة الحواس المعطلة لتدعم طاقات الحواس الأخرى السليمة. كتعويض البصر بقدرة البصيرة، والسمع، والتأمل، ..الخ

18- وهنالك الكثير من المعوقين في التاريخ العربي كانوا أشهر من ملايين العاديين، مثل: أبو العلاء المعري، فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة القائل:

(وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لا تستطعه الأوائل)

 وبشار بن برد الذي قال بأن: الأذن تعشق قبل العين أحيانا

 والجاحظ المبدع في كتاباته وإنجازاته العلمية والأدبية:رغم أن نصفه كان مشلولا ونصفه الآخرحساسا بمرض بالنقرس.

وكذلك طه حسين: عميد الأدب العربي..الخ.

كما أن بيتهوفن: واضع أعظم السيمفونيات الموسيقية الرائعة وهو أطرش.

وكيلر، مخترعة آلة القراءة النافرة للمكفوفين... الخ.

هذا مع العلم أن أعظم رواية كتبت بأيام الحرب العالمية الثانية بعنوان:" والفولاذ سقيناه" أملاها جندي روسي مقطوع الذراعين على زوجته.

والكثيرون يعرفون المعوق السوري الأديب سمير طحان الذي فقد زراعيه وعينيه بالحرب، ولكنه استطاع أن يكتب روايات وأشعار لا يستطيعها الإنسان العادي.

19- ولازلت أذكر في مشفى الكلمة في السبعينات ذلك الطبيب السوري الجراح المقعد على كرسي ذي عجلات وهو يقوم بإجراء عملية جراحية معقدة، وبنجاح.

20- وقد كان مالك كشك القرطاسية في جامعة دمشق في السبعينات من القرن الماضي كفيفا، وكثيرون لم يلحظوا ذلك في تعاملهم معه بتعرفه على النقود باللمس، وعلى الأشياء وأسعارها ومواقعها – وقد تزوج بفتاة تحمل إجازتين جامعيتين معا.

21- ومنذ مدة أخرجت إحدى الفضائيات العربية حلقة عن الأطفال الأوربيين الذين شوهوا نتيجة تناول أمهاتهم أدوية معينة أثناء الحمل فولدوا مشوهين وبعضهم بدون أذرع، أو أطراف أخرى... الخ ولكنهم عوضوا بموجب القانون من الشركات المنتجة للأدوية المتسببة.

22- وأنا أعرف عن بعض الولادات حدثت قبل وقتها بسبب الرعب أثناء حرب 1973 فولدوا خدجا، أو مغولا.

23- وفي أيام المجاعات القديمة في أثناء سفر برلك. كان الأطفال المصفورين والمفجولين والمكبودين والمسلولين، يموتون باكرا بدون معرفة ما بهم.

24- وحسب كتاب: " الإعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة للدكتور عثمان لبيب فراج "

فإن من مشاهير العلماء والقادة الذين عانوا في طفولتهم من إعاقة ما، كالتعليم وعدم القدرة على التركيز كان: البرت أنشتاين -توماس أديسون -جون كنيدي -والت ديزني -

هنري فورد –روبرت كنيدي-جورج برناردشو-غاليله-موزارت- ليوناردو دافنشي -لويس باستور-الكسندر غراهام بيل...الخ.والكل يذكر تيمورلنك الأعرج، والجنرال غورو مقطوع الذراع والرئيس الأمريكي الأشهر في تاريخ أمريكا "روزفلت "الذي عاش مشلولا في نصفه الأسفل في أواخر حياته، في الوقت الذي كان يخوض الحرب العالمية الثانية ضد النازية والفاشية.

 وفي الأسبوع الثاني من شهر ك1/ 2006، عرضت فضائية الجزيرة لعبة الكريكت العالمية الشهيرة والخطيرة والمجهدة بين فريقين من المعوقين فاقدي البصر، (الفريق الباكستاني، والفريق الهندي)وفوز الباكستاني على الهندي، وكل ماتقدم يؤيد المقولة: كل ذي عاهة في الأرض جبار

25- العوق في حالة تزايد: ولاشك أن العوق ينمو، ويتزايد، وخاصة نتيجة التلوث البيئي، والهرموني، والجرثومي، والحروب، وانتشار الأمراض المعدية وخاصة الأيدز، والسل، وبقايا الحروب من اليورانيوم المنضب، المؤدي إلى مخلوقات مشوهة، أو ناقصة الأطراف، وكذلك تزايد حوادث السير بشكل مرعب المؤدي إلى الوفيات وإلى العوق المزمن.. الخ. ولذلك علينا أخذ كل ذلك بعين الاعتبار للحاضر والمستقبل، والعمل بالمبدأ الألماسي القائل:" درهم وقاية خير من قنطار من العلاج" لا بل يمكن القول بأنه خير من مليون طن من العلاج أحيانا.

26- الاقتراحات:

آ – نظرا لأن المجتمع هو العامل المعوق بالدرجة الأولى، حيث أن كل الناس معرضين للعوق أو لضعف ما عند الولادة أو للإصابة في حياتهم، ولكن نظرة المجتمع وموقفه هما اللتان تحولان هذا الضعف إلى إعاقة.

ب – ولكي يعيش المعاقون حياة طبيعية ويسهموا في بناء مجتمعهم بشكل عادي، فعلى المجتمع أن يركز على تأهيلهم، وتيسير كلٌّ منهم إلى ما يستطيعه بيسر وسهولة.

جـ والتعامل معهم وفق القانون، وحقوق الإنسان، وليست عبر نظرة الشفقة والإحسان، وخلق الفرص المتكافئة لهم.

د – وعلى المجتمع / أي مجتمع، العمل على تجنب الإعاقة قدر الإمكان بالعمل على:

1- تلقيح الأطفال ضد الأمراض الخطيرة، كالسل، والحصبة، والدفتريا، والكوليرا، والشلل.. الخ. كما هو جار في القطر السوري وبالمجان.

2- فتح معاهد ومدارس متخصصة للمعوقين، وتأهيلهم جيدا، وتوجيههم كل إلى ما يجود به من الأعمال ولاسيما أن أغلب الأعمال المعاصرة في عصر الثورة العلمية التكنولوجية لاتحتاج إلى جهد عضلي بل إلى المزيد من الجهد الذهني.ولاسيما إمكانية فتح ورشات صيانة وإصلاح أدوات كهربائية واليكترونية، وآلات ذكية، وطباعة على الكمبيوتر، والمراسلات.. الخ وتصليح الساعات والآلات الدقيقة وتجميع قطع الأجهزة والأدوات وعكاكيز المسنين، والأطراف الصناعية التعويضية اللازمة لكل حاجات العوق، وكثيرا ما يشغل المعاقون بالألغام بتصنيع الأطراف الحساسة لأمثالهم، وبالتالي إنتاج ما يفيدهم ويفيد أمثالهم ومجتمعهم، ويتقاضون على كل ذلك الأجور المجزية تؤمن لهم الحياة الكريمة ونقلهم من وإلى العمل بوسائل نقل مريحة لهم.

هـ - ولاشك أنه في عصر الثورة العلمية التكنولوجية والمعلوماتية، وتضاؤل الفوارق بين العمل العقلي والعمل الجسدي، وأصبح لمن يمتلك العقل السليم أن يقوم بأي عمل بواسطة الآلات الذكية الحديثة، وقد كرّم الاتحاد السوفياتي معوقي الحرب العالمية الثانية بسيارات خاصة، تقاد بيد واحدة أو بيدين (حسب الحالة).

و – هذا وفي الوقت الحاضر، يمكن للمجتمع بتنظيم المعاقين، وإجراء دورات تدريبية لهم وتأهيلهم، وتوجيههم كل إلى ما يجود به ويمكنه عمله وتأهيله وتهيئته له، ولاسيما كثيرا ما ينجح الأعمى بالموسيقى السماعية، والمبصر المعوق بالكمبيوتر، والانترنيت، والرسم. والترجمة، والحياكة، والتطريز، والخياطة، وصناعة التحف، وفرمتة الأجهزة الكمبيوترية المجزية جدا وكذلك الموبايلات.. الخ وبالتالي اندماج الجميع في حياة اقتصادية اجتماعية عادية ومتكافئة، وبالتالي تحولهم من عالة على التنمية إلى مساهمين فيها.
24/1/2003
أ.د. إسماعيل شعبان، جامعة حلب، كلية الاقتصاد- دور ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية- i.shan@scs-net.org

كلنا شركاء (8/1/2007) postmaster@all4syria.org

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon