تمكين لا تسكين

ليس كحل لمشكلة البطالة فقط ,وانما توجه عالمي كبير هو الاهتمام بالمشاريع الصغيرة ومنح القروض لأصحابها لما لها من دور في التنمية.
واليوم يمضي سنوات على تجربتها في بلدنا وعلى رأس التجربة بالنسبة للشباب تأتي هيئة مكافحة البطالة وبعض الجمعيات الأهلية كبداية ومشروع شباب للتشجيع على العمل الخاص, ولسنا هنا بصدد تقييم هذه التجربة لكن يمكن تذكر الاتهامات التي يوجهها المسؤولون إلى الشباب بأنهم لامبالين تجاه هكذا مشاريع ولا يمتلكون المبادرة.. الى آخره, من يقول ذلك الكلام ألا يعرف كيف كان التعليم عندنا تلقينيا? وهذا الشاب المواطن كيف ربي وكيف علم وكيف تشكل تفكيره وقيمه وسلوكه? ببساطة لم يعود المبادرة لم يعود المخاطرة، وببساطة أيضا لأنه لم يوجد أي نوع من الاستثمار في الانسان .‏
فبدت هذه القروض والمشاريع و كأنها تسكين فهذا الشباب البسيط الذي لم يتعود يوما على المبادرة والمخاطرة ويجد معه مبلغا من المال يتخبط ويتعثر لأنه اعتاد ان يفكر لكن لا أن يجد الحلول,بينما في دول أخرى فكرة هذه المشاريع بالنسبة للشاب هي حلم يكبر معه.‏
اذا لابد من الانتقال من التسكين الى التمكين وبدل اتهام اشباب بضعف المبادرة في كل ندوة أو مؤتمر عن التشغيل أو فرص العمل, لنسعى لتمكين المواطن الشاب أن يلعب دورا فاعلا في نمو الاقتصاد الوطني للبلد لأن لديه كل الامكانيات فقط تنقصه المشاركة,وبالتالي المشروع الصغير هو فكر وثقافة قبل أن يكون عقد ملكية للشاب, انها مهارة وتدريب .ولنتجاوز تعثر تلك المشاريع لا بد من مراقبين يسهرون على نجاحها الى جانب تدريب أصحابها حتى نصل الى اليوم الذي تتكرس فيه الفكرة وتصبح المشاريع الصغيرة تمكيناً لاتسكين.‏
لينا ديوب- (تمكين لا تسكين)

جريدة الثورة (20/12/2006)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon