لم يخطر ببال ريم (طالبة بكلية الهندسة المدني) أن تتعرض لرشها بالأسيد وسط زحام دمشق، وخاصة أنها تشعر بالأمان في الشوارع الخالية فكيف المزدحمة، وما زالت تروي ما حدث معها بدهشة "بينما كنت مع أختي بمساكن برزة وعلى الطريق العام
شعرت فجأة بحرق شديد بأعلى فخدي الأيمن فركضت إلى أقرب محل لوضع الماء البارد ، وما إن لمست البنطال حتى تمزق كلياً"، وتضيف ريم "كنت أشاهد التعصب بالتلفاز بين متطرفي العراق ولم أتوقع أن تظهر شخصية متخلفة من التلفاز لتلاحقني وترش علي الأسيد بقصد حرقي ، على الرغم أن بنطالي لم يكن ملفتا للنظر أو ما شابه".
فلتلبس ما تشاء "يحق للمرأة أن تلبس ما تشاء حتى لو أظهرت مفاتنها، ولايحق لأحد أن يحاسبها أو ان ينصب نفسه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ويجب قمع هؤلاء الشباب إن لم يكن بالحسنى يكون بالسلطة". هذا ماقاله الدكتور ماهر عمران دكتور في قسم علم الاجتماع لدى عرضنا حكاية الفتاتين اللتين تعرضتا للرش بالأسيد وسط زحام شوارع دمشق وأضاف "من يملك تعريف الحشمة فليحاسبهن .. فالبعض يقول الحشمة هي اللباس الفضفاض ، وآخر عدم إظهار يدي الفتاة ، وهناك من يقول أن لاتظهر المرأة أصلا ، فرأي من هو الصحيح ، لذلك إن سلوك هؤلاء الشبان عدواني". وهذا ما أكد عليه الدكتور راغد هارون الاختصاصي بالأمراض النفسية والعصبية وحالات الإدمان حيث قال "هذا التصرف ينم عن شخصية عدائية للمجتمع ، و الشاب الذي لايملك استعدادات عدائية من غير الممكن دفعه لارتكاب هذا العمل".
"لم أتوقع أن تظهر شخصية متخلفة من التلفاز لتلاحقني وترش علي الأسيد" تتابع ريم " تلفًّتُ حولي بمحاولة التعرف على الفاعل دون نتيجة، لأن الطريقة التي رشَّت بها الأسيد كانت عن طريق سيرنك طبي ، ويتضح ذلك من تتابع نقاط الحرق على البنطال ، وعلى الأغلب أنه استخدم الأسيد الممدد كي لا أشعر بالحرق بشكل فوري وينكشف أمره وسط الازدحام ، والذي أكد لي ذلك أن الحرق كان سطحي للغاية والأسيد قادر على إذابة الجلد ".
وفي حكاية أخرى تقول غنى جزدان ( طالبة بكلية الهندسة المدني ) "رغم سماعي عن تعرض الكثيرات للرش بمادة الأسيد لم أتوقع حدوث ذلك بالقرب من مخفر القصاع ، ووسط الازدحام الهائل على "سرافيس" باب توما ـ جرمانا ، فبينما أقصد إشارة باب توما لأخذ "السيرفيس" ذهاباً وإياباً شعرت بماء مغلية رميت على فخذي الأيمن من الخلف ". وتتابع " سألت زميلتي هل ترين شيء غريب على البنطال ، فأجابت بالنفي .. وذلك بسبب نقص الإضاءة ، فتحملت الألم إلى أن وصلت إلى المنزل ، وما إن لمست مكان الحرق حتى تمزق البنطال ، ولولا سمكه نسبيا لكنت قد احترقت مباشرة ، ولم أتوقع للوهلة الأولى أن المادة هي أسيد ". جميع القصص التي سمعناها والتي تأكدنا من بعضها كانت تحمل القاسم المشترك نفسه وهو أن الفتيات يلبسن البنطال الجينز ، ورمين بالأسيد عن طريق السيرنك الطبي الموجه إلى المناطق السفلية من الجسم ". وعن هذه الظاهرة قال الشيخ أحمد رمضان مدرس بمعهد فتح الإسلام وخطيب بمسجد الشيخ رسلان بباب توما " لايجب ردع الفتيات بهذه الطريقة على الرغم من حاجة الفتيات إلى التوجيه كي لايكونوا السبب بإغراء الشباب وإحداث فتنة ،وعلى الحكومة إقامة لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالوطن بحاجة لصيانة".
"هذه الظواهر نتجت بعد تمادي الفتيات بلباسهن" من خلال فتح الموضوع أمام البعض كان رأي (فاتن ربة منزل)" أن هذه الظواهر نتجت بعد تمادي الفتيات بلباسهن على الموضة وإظهار أجسادهن ..وبإقامة لباس موحد في الجامعات يخفف هذه المظاهر القبيحة تحت لواء الموضة .. وعلى أي حال رش الأسيد غير مبرر تحت أي ظرف ". (عدي ، تاجر ) الذي فوجىء بسماعه عن هذا الأمر وقال "يطلب حرق هؤلاء الشباب وليس الفتيات و مهما كانت طريقة اللباس ، فالأهل هم الرادع الوحيد ". وتابع " بس بيني وبينك الله يعين الشباب على هي الشوفات اللي عم بشوفوا ، نحنا المتجوزين ماعم نحسن ننضب كيف الشباب المراهقين ". (هيام ربة منزل) " أنا لست مع رش الفتيات بالأسيد على الرغم من الظواهر المشينة في الطرقات .وفي حال لم يرتدعن الفتيات من الأهل أنا اؤيد مضايقتهن بأسلوب لا يتخلله الأذى ".
وبسؤالنا للفتاتين عن سبب امتناعهن إخبار الشرطة كان الجواب موحد " في بعض عمليات القتل والسرقة ذات الخسائر الكبيرة يسجل الفاعل مجهول فكيف و الخسارة بنطال جينز ، بالإضافة أن الدخول إلى المخفر غير محبذ بالنسبة للفتيات ..ودخول الحمام مو متل خروجو ".
سلاف إبراهيم، (محاولة لحرق شابتين بالأسيد وسط زحام شوارع دمشق)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon