استباحة براءة الطفولة على عتبات الفقر والعوز والبطالة

ان الرغبة في اكتشاف عمالة الأطفال في حلب لا تتطلب اقتحام أسوارعشرات الآلاف من المنشآت الصناعية والحرفية أو اختراق دهاليز الورش والمحال العصية على الحصر، فالمطلوب من الباحث عن الحقيقة وصاحب الفضول فقط التنقل ببصره ذات اليمين

 وذات الشمال وهو يجوب شوارع مدينة حلب‏ ليرى أحيانا مشاهد مستفزة للمشاعر ومستصرخة بالضمائر لأطفال في عمر الورود يزاولون العديد من المهن التي تمرغ أنف براءة وقدسية وصفاء طفولتهم بوحل العوز والفقر والحاجة؟!.‏

ترى ما حجم انتشار الظاهرة في حلب من حيث عدد الأطفال الذين يعملون دون السن القانوني، وأبرز الأعمال التي يزاولونها والأجور التي يتقاضونها وظروف العمل التي يعملون فيها؟.‏
ما الأسباب القابعة وراء انتشارها؟.‏
ما هي التشريعات ذات الصلة بتشغيل الأحداث ومدى كونها رادعة وهل يتم تطبيقها بالشكل الأمثل؟.‏
ما الاجراءات التي يتم اتخاذها من قبل سائر المعنيين للحد منها والى أي درجة هي فاعلة وتحقق الهدف المطلوب؟.‏
هذه الأسئلة وسواها حاولنا الاجابة عنها خلال هذا التحقيق الذي نبدؤه بعرض بعض الأمثلة الحية لأطفال يعملون ربما يشكلون صورة مصغرة عن هذه الظاهرة في حلب:‏

شواهد وتجارب من الواقع‏
- نديم /9/ سنوات أمي يعمل في مسح الأحذية من الساعة /8/صباحا حتى /8/ مساء تتخللها استراحة لتناول الغداء في منزله الكائن في أحد الأحياء الشعبية، انه يأخذ أجرة مسح الحذاء /10/ل.س أو/5/ل.س فقط أحيانا كيلا يخسر الزبائن؟!.‏
- سامر وسليم شقيقان عمر الأول /13/ سنة والثاني /9/ سنوات ينحدران من أسرة فقيرة، سامر أمي لدرجة أنه لا يعرف حتى عمره بدقة... عندما سألته عنه قال بعدم ثقة /12/.../13/ سنة فتدخل أخوه الأصغر الذي يعرف القراءة والكتابة ليصحح له الاجابة؟!.. انهما يعملان في بيع رؤوس الغزلان المصنوعة من الجبس حيث يتأبط كل منهما رأسين ويجولان في الشوارع بحثا عن صاحب النصيب بالشراء؟.‏
- منى /15/ سنة لكن قوامها يوحي بأنها ابنة /7/ أو /8/ سنوات فقط، أمية أيضا تبيع العلكة في الشوارع ومقرات المباني الحكومية وغير الحكومية ان لزم الأمر وقد صادفتها تبحث عن تصريف منتجاتها في مكتب أحد المديرين؟!.‏
- محمود /9/سنوات بعد انصرافه من المدرسة يساعد والده المكفوف - الذي لديه خمسة أولاد ويسكن في بيت للأجرة بحي شعبي -_ في بيع العلكة حيث يجوبان الشوارع والساحات بحثا عن اللقمة الحلال التي تكفيهم رمق العيش وتحصنهم من مذلة مد اليد والسؤال؟..
- سمير /15/سنة يعمل في ورشة لصيانة السيارات منذ ثلاث سنوات بعد أن فشل دراسيا، كما انه يقوم بجمع البلاستيك والمعادن من على جنبات الطرق في يوم العطلة بمساعدة اخيه الأصغر الذي يدرس بالصف الرابع وهما من أسرة مسحوقة ماديا.‏
- أحمد/13/ سنة ترك المدرسة من الصف السادس يعمل حاليا في البناء وقد عمل سابقا لمدة /3/ أشهر في منشأة للتريكو /12/ساعة باليوم الواحد مقابل /3000/ل. س شهريا، يتخلل هذه الساعات الطوال من العمل زمن قصير لتناول الغداء يمنح للذين معهم طعام أما الذين لا يريدون أن يتناولوا الغداء فلا يمنحون ذلك الوقت كاستراحة بل يواصلون دون انقطاع العمل الذي تكتنفه ظروف محيطة غير مريحة؟!.‏
- عدة فتيات يأخذن مكانا في أحد الساحات الشهيرة لبيع الأحذية الرياضية من النوع الشعبي جدا في جودتها وأسعارها؟!.‏
- نوفل /15/ سنة يعمل على جر عربة محملة بالخضار أو الفواكه لمساعدة والده في اعالة أسرتها الكثيرة العدد.‏
- نبيل وقاسم في الصف التاسع مقيمان في محافظة ادلب.. يأتيان خلال عطلة المدرسة أي يومي الجمعة والسبت الى مدينة حلب لبيع العلكة والسكاكر في الساحات والكراجات وذلك من أجل مساعدة والديهما اللذين يعملان موظفين في اعالة اسرتيهما اللتين تعانيان من شظف العيش.‏
- حمدان /13/سنة أمي لا يتذكر متى ترك المدرسة عندما سألته حول ما اذا كان يعرف القراءة قال أنه يجيدها اذا كانت الأحرف كبيرة لكن عندما وضعت بين يديه نصا مكتوبا بخط كبير وقف عاجزا عن قراءة حرف واحد!!،انه يعمل في (بوفيه) منذ سنة حيث يقوم بايصال الطلبات الى الزبائن في أماكن وجودهم سواء في محل أو مكتب متنقلا بين السيارات والشارات الضوئية وصاعدا الأدراج عند اللزوم؟!.‏

مع أولياء الأطفال‏
أما أولياء الأطفال الذين التقيناهم فقد قالوا لنا عندما سألناهم عن سبب قيامهم بتشغيل أبنائهم الأطفال أن ذلك يعود الى عدة أسباب هي:‏
- الفقر - ارتفاع تكاليف المعيشة- البطالة- زيادةعدد أفراد الأسرة - الفشل الدراسي- العزوف عن متابعة التحصيل الدراسي نتيجة تكاليفه الباهظة وارتفاع معدلات القبول في الجامعات الحكومية وعدم وجود فرص عمل كافية للخريجين بشكل عام.‏

رأي مختص‏
السيد فاروق نورالدين عضو مجلس ادارة فرع جمعية العلوم الاقتصادية بحلب يقول في هذا الشأن:
تبرز ظاهرة تشغيل وعمل الأطفال والقاصرين في البلدان الفقيرة والكثيرة السكان والمتخلفة حضاريا، وتمتد هذه الظاهرة الى البلدان الناميةأوفي طور النمو التي تتفاوت فيها الدخول والأجور ويتوزع فيها السكان الى فئتين ثرية وفقيرة، وان سورية حاليا بلد في طور النمو وقد حاول أن ينشط اقتصاديا ومعيشيا بعد الاستقلال كما توجه فيما بعد الى الاعتماد على الاقتصاد المركزي الذي من أهدافه منع استغلال الشعب، وتوزيع الموارد في تنمية شملت كافة الطبقات الشعبية وأعطتها مكاسب تعليمية واستقلالية في التفكير والتشغيل المتعاون بين الطبقات، لكن الظروف العامة الجديدة وغيرها من العوامل دفعت سورية الى التحول الى اقتصاد السوق واضافت عليه (الاجتماعي) لتبقى المكتسبات الشعبية.
 وأضاف: ومن الملاحظ على الخارطة الاقتصادية بالقطر زيادة الطبقات الكادحة والشعبية التي لجأت الىتشغيل القاصرين بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة وضعف الرواتب والأجور وازدياد معدل التضخم حيث أن أسباب تشغيلهم تعود الى التضاعف المتواصل للأسر الفقيرة حتى الوصول الى حافة الفقر أو دونه اذ ساهم في ذلك كثرة أفراد الأسرة وضعف دخولها، والى منع قسم من الأطفال من الدراسة سواء في المدينة أو في الريف وزجهم بالعمل في الحرف والمعامل وغيرها في المدينة والعمل بالزراعة في الريف، وعدم تطبيق القانون الخاص في التعليم الالزامي بالشكل المطلوب.

آثار وعواقب‏
لكن ما هي آثار هذه الظاهرة؟! أحد الباحثين يقول أن آثار تشغيل الأطفال تتضمن زيادة معدلات البطالة بين البالغين وخاصة في الأعمال والصناعات والحرف التي لاتتطلب تأهيلا محددا أو جهدا خاصا كما يتعرض معظم الأطفال لأخطار كبيرة تلحق بهم الأذى الجسدي بسبب ظروف العمل غير الآمنة والى الضغوط النفسية الرهيبة والاستغلال والقسوة والعنف بكل أشكاله مما يؤثر سلبا على عاطفة الأطفال وسلوكهم الاجتماعي والأخلاقي داخل أسرهم، والعديد منهم ينحرف ويستسلم للعادات غير الحميدة كالتدخين والقمار وتعاطي المخدرات وغيرها من الآفات الاجتماعية التي تدمر المجتمع.‏

احصائيات غائبة‏
وللوقوف على حجم انتشار هذه الظاهرة التقينا عددا من المعنيين فالمهندس أوريا حاج أحمد مدير الصناعة في حلب. أوضح أن عدد المنشآت الصناعية المسجلة لدى مديرية الصناعة بلغ /11305/ منشآت من مختلف أنواع الصناعات النسيجية والهندسية والكيميائية والغذائية تشغل لديها /145488/ عاملا، كما بلغ عدد المنشآت الحرفية (الحرف الصناعية الصغيرة) /21496/ حرفة تشغل في منشآتها الحرفية /65279/ عاملا، مؤكدا أنه لا توجد لدى المديرية أية احصائية حول عمالة الأطفال في تلك المنشآت كما لا يوجد تعهد من قبل طالب ترخيص المنشأة بعدم تشغيل أطفال.
وفي غرفة صناعة حلب بلغ عدد المنشآت الصناعية المسجلة في الغرفة - وفق ما قاله السيد أحمد أختريني مدير الغرفة - /2637/منشأة توزعت على المجالات النسيجية والكيميائية والغذائية والهندسية نافيا وجود أية احصائيات حول عدد العاملين بشكل عام ومن ضمنهم طبعا الأطفال في تلك المنشآت،وعدم وجود أية قرارات أو أنظمة في اتحاد غرف الصناعة بشأن عدم تشغيل الأحداث حيث ان الأوراق المطلوبة لتسجيل منشأة في الغرفة لا تتضمن تحديد عدد العمال أوتعهدا بعدم تشغيل أطفال دون السن القانوني.
 وأشار مدير الغرفة الى أن عمالة الأطفال منتشرة في الحرف أكثر من انتشارها في المنشآت الصناعية.
ولما كانت بعض الآراء تشير الى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في الحرف والورش أكثر من انتشارها في أماكن أخرى كانت لنا وقفة مع المعنيين في اتحاد الحرفيين لمعرفة حجم الظاهرة الا أن رئيس الاتحاد وأحد أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد أكدا لنا أنه لا توجد أية احصائية لديهما حول ظاهرة عمالة الأطفال في الحرف الموجودة في مجال عمل الاتحاد، وقدما لنا النصح بأن نتوجه الى مجمع الحرفيين الذي يضم مقرات الجمعيات الحرفية فان لديها المعلومات حيث أننا لم (نكذب خبر) كما يقال،فذهبنا الى هناك والتقينا عددا من رؤساء الجمعيات من بينهم السيد مصطفى أشرم رئيس الجمعية الحرفية لصيانة السيارات الذي أوضح أن عدد المنتسبين للجمعية في مدينة حلب بلغ حوالي /970/ حرفيا يعملون في مجال اصلاح وميكانيك وصناعة هياكل السيارات بينما الحرفيون الذين يعملون في هذه الحرف غير المنتسبين للجمعية فيبلغ عددهم حوالي /8000/ حرفي.
وعن عدد العاملين في تلك المهن يبين رئيس الجمعية أنه يبلغ حوالي /27/ألف عامل من بينهم حوالي /600/ طفل يزاولون العمل صيفا أثناء العطلة المدرسية حيث يتم اسناد أعمال بسيطة لهم من قبيل غسل قطع الغيار واعداد القهوة والشاي ويتم منح كل منهم من /200-500/ ل.س أسبوعيا.
أما السيد محمد جمال حجو رئيس جمعية الحدادةوالخراطة وتشكيل المعادن فأوضح أن هناك حوالي /700/ حرفي في مدينة حلب منتسب للجمعية بينما هناك حوالي /4000/ حرفي غير مسجل فيها مؤكدا أن تشغيل الأحداث في المهن التي تندرج ضمن عمل الجمعية يكون في العطلة الصيفية وان الجمعية لا تتدخل فيما يخص مقدار الأجور التي منحها للأطفال.
رئيس جمعية الصياغة والمجوهرات السيد ميشيل نعمان أشار الى أن عدد المسجلين في الجمعية /1240/ عضوا 98% منهم في مدينة حلب، أما غير المسجلين فهم حوالي /300/حرفي عاما أن عدد العاملين في كل ورشة يتراوح بين /1-20/ عاملا وأعمارهم من /18/ سنة فما فوق بشكل عام نافيا وجود احصاء حول عمالة الأطفال الذين يعملون في هذه المهنة والذين في معظمهم من أبناء أصحاب الورش وأقربائهم.
وقد أكد رؤساء الجمعيات المذكورة أنه لايطلب تقديم تعهد بعدم تشغيل أحداث من طالبي الانتساب الى تلك الجمعيات أو غيرها من الجمعيات الحرفية.
كما قال يوسف شوشة رئيس دائرة التفتيش على العمل الصناعي في فرع مؤسسة التأمينات الاجتماعية: يقوم مفتشو فرع المؤسسة خلال جولاتهم على المصانع والمنشآت بتسجيل العاملين في التأمينات في حال وجودهم في المنشأة والذين تتجاوز أعمارهم /15/ سنة وحول العمال دون هذه السن فترفع كتابا بشأنهم الى دائرة العمل الصناعي في مديرية الشؤون الاجتماعية لابلاغها عن وجود عمال قاصرين تحت السن القانوني.‏
وعلى ذكر الاحصائيات نشير الى بحث للدكتور نبيل مرزوق حول / البطالة والفقر في سورية / أوضح أن العاملين من الفئة العمرية /10-14/ سنة يشكلون حوالي 3% من قوة العمل الاجمالية في البلاد وترتفع هذه النسبة في الريف حيث تصل الى 4.2% من قوة العمل.‏
وفي دراسة أجريت سنة 2004 من منظمة الأمم المتحدة (يونسيف) بالتعاون مع منظمة بشبخ والمكتب المركزي للاحصاء في سورية والذي غطى أكثر من (20000) اسرة معيشية تظهر أن مجموعة الأطفال من عمر (10-11) سنة تساهم ب¯ (3.1%) بالعمل مما يعني /26439/طفلا يعملون أما فئة الأعمار مابين /12-14/ سنة فتساهم ب/12.8% أي 171659 طفلا، والفئة /15-17/ سنة ب¯ (9.32%) أي ما قدره 422856طفلا.‏
واستنادا الى هذه الاحصائيات يمكن الاستنتاج أن محافظة حلب تمتلك نسبة كبيرة من عدد الأطفال الذين يتم تشغيلهم لعدة أسباب هي أنها تشكل حوالي ربع عدد سكان القطر أي ما يقارب /5/ ملايين نسمة أضف الى ذلك وجود زيادة في عدد أفراد الأسرة والعديد من الأسر المسحوقة والفقيرة،والأنشطة الزراعية والحرفية والصناعية والتجارية والخدمية بشكل عام.‏

التسرب المدرسي أحد الأسباب‏
وبما أن التسرب من المدارس هوأحد المؤشرات على عمالة الأطفال كان لابد من لقاء المعنيين في مديرية التربية للوقوف على هذا الأمر حيث أوضح السيد نضال حاكم رئيس شعبة التعليم الالزامي في مديرية التربية بحلب أن نسبة التسرب في العام الدراسي 2006-2007 في حلب كانت 1.015% أي ما يساوي /10036/ تلميذا متسربا في نهاية الفصل الثاني بينما كان عددهم نهاية الفصل الأول /11115/ متسربا علما أن أعلى نسب التسرب هي في الريف اذ ترتفع في مناطق الباب ومنبج وعين العرب اذ ان نسبة تسرب الاناث في الحلقة الثانية أكبر مماهي لدى الذكور.
وحول الاجراءات المتخذة بحق ذوي التلاميذ المتسربين أوضح ان الجهة المعنية هي شعبة التعليم الالزامي في مديرية التربية حيث يوجد أمناء سر موزعون على المدارس لمتابعة الاحصائيات والمتسربين اذ يتم اعداد الاحصائيات بهذا الشأن شهريا علما أن هناك /68/ أمين سر تعليم الزامي على مستوى ريف ومدينة حلب /16/بالمدينة و/52/ بالريف، ففي حال التسرب تقوم ادارة المدرسة واللجنة المشكلة بالمدرسة من (مدير المدرسة – معلم الصف – مختار الحي) باستدعاء ولي أمر التلميذ المتسرب وتقديم النصح والارشاد حول أهمية التعليم والفرق الشاسع بين الجهل والعلم أما الاجراء الثاني في حال عدم الاستجابة فيتضمن توجيه انذار عن طريق القضاء حيث ان العقوبة تشمل غرامة قدرها /500/ ل.س + سجن ولي الأمر.
 ولكن ما هي الأنظمة والتشريعات المتعلقة بالتسرب ومدى مساهمتها في الحد منه؟‏
يجيب السيد حاكم عن هذا السؤال بالقول: هناك القانون /35/ لعام 1981 الذي ينص على الزام كافة الأطفال العرب السوريين ومن في حكمهم دخول مدارس التعليم الأساسي الابتدائي من الصف/1 حتى 6/، بعده صدر القانون /32/ تاريخ 7/4/2002/ الذي نص على احداث مرحلة التعليم الأساسي ومد الزامية التعليم الى الصف التاسع، وقد أسهم هذا القانون في الحد من نسب التسرب بنسبة تقدر بحوالي 65% علما أنه لا توجد احصائيات حول نسب التسرب في حلب في السنوات ما قبل عام 2004.‏

مفتي حلب: عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها‏
وأمام تشعبات وتداخلات هذه الظاهرة يتبادر الى العديد من الأذهان السؤال عن موقف الدين الاسلامي منها، وفي هذا الصدد يقول الدكتور الشيخ محمود عكام مفتي حلب مستشار وزير الأوقاف:((ما أظن أن ثمة مبدأ أودينا عني واهتم بالطفل والطفولة كالاسلام ; فهو الذي دعا الى اعتباره انسانا بكل معنى الكلمة، ودعا الى التعامل معه على هذا الأساس، ورتب له حقوقا على من حوله: من أب وأم ومعلم ومرب وأخ أكبر، وقوام هذه الحقوق جميعها(الرحمة) فارحموا يا هؤلاء جميعا الطفل.‏
بل ليكن هذا المخلوق البهي الناعم المجسد للفطرة الصافية الحرة النقية محل تنافس من أجل غمره بالرحمة التي هي عطاء نافع برفق.‏
وحسبي أن أذكر هنا نقطة رصدها صحابي جليل خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، عندما قال واصفا علاقة هذا النبي بالطفل:(مارأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وان كتب السيرة النبوية تتحدث مليا ومطولا عن علاقة نبوية رحموية بالطفل بلا حدود.‏
وعلى هذا فالرحمة التي هي قوام العلاقة المطلوبة مع الطفل: تقتضي أن يتوجه اليه بالعناية والتربية والتعليم والانفاق والرعاية الصحية حتى يبلغ قويا عارفا خلوقا معطاء...وأن تبذل الجهود من قبل القائمين على الأسرة والدولة من أجل تحقيق ذلك كله، وليعلم الناس أن الحضارة في بعض هام من تجلياتها ومحدداتها عناية بالطفولة ورعاية لها واهتمام بها.‏
وهيهات - بعد هذا - أن تكون (عمالة الأطفال) وتشغيلهم أمرا مقبولا شرعا أو عقلا أو منطقا، ولا سيما اذا كانت هذه (العمالة) تقطع عليهم متابعة التحصيل المعرفي والبناء النفسي والعقلي،فياويل من يفعل بهم ذلك!!.‏
الطفولة مرآة المستقبل، فان ضُيِّعت وأُهدِرت أهدر المستقبل، وان رُوعيت واعتُنِي بها وكرمت بني المستقبل وأشيد وغدا حضارة ورفعة ومجدا.‏
فيا أيها المسؤولون السياسيون والاداريون والدينيون: أوقفوا وبقوة هذا الفساد والافساد، واستبدلوا - ياتجار الكرامة الانسانية - بالأطفال شبابا ورجالا عاطلين عن العمل،واعلموا أيضا أن (العمالة) عقد بين طرفين متكافئين حتى لا تقوم على استغلال وجشع، فأين اذا التكافؤ بين تاجر جشع يبغي مالا وثروة وهمه الكتر والجمع، وبين طفل لم يصلب عوده ;دفعته الحاجة والعوز الى أن يقبل باذعان وذل، العمل بشكل عام، والعمل المليء بالذل والقهر ومجانبة الأخلاق بشكل خاص.‏
أكرر ندائي للمسؤولين كل حسب مكانه ومكانته ووظيفته ; فصاحب الفكر عليه البيان والتوضيح، وصاحب السلطة التشريعية عليه سن القوانين الصارمة في هذا الشأن، وذو السلطة التنفيذية عليه التنفيذ بجد ومتابعة ومثابرة لأن الأمر خطير وخطير جدا، واهماله - كما ألمحنا سابقا - اهمال للمستقبل الخيّر الحضاري فهل من مجيب؟!!.‏
واختتم بالقول: عمالة الأطفال وصمة عار فأزيلوها)).‏

قانون وقرار مناسبان ولكن العبرة بالتنفيذ؟!‏
كما يتبادر الى الأذهان السؤال حول القوانين والقرارات في هذا الخصوص حيث أوضح السيدعبد المنعم طحينة رئيس دائرة العمل الصناعي في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب أن هناك القانون رقم /24/لعام /2000/ حيث نصت المادة /124/ منه على منع تشغيل الأحداث منعا باتا قبل بلوغهم سن ال/15/ من العمر ولا يسمح لهم بدخول أماكن العمل ولوزير الشؤون الاجتماعية والعمل أن يمنع تشغيل الأحداث اذا قلت سنهم عن ال/16/ سنة في بعض الصناعات التي تحدد بقرار منه، وللوزير أن يمنع تشغيلهم في الصناعات الأخرى مالم يبلغ سنهم /18/ سنة كاملة مع مراعاة أنه يجوز للوزير بقرارمنه تشغيل الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين /13-15/ سنة في الأعمال الخفيفة التي لا تضر بصحتهم أونموهم.‏
المادة /125/: لايجوز تشغيل الأحداث الذين تقل سنهم عن ال /16/ سنة فيما بين الساعة /7/ مساء والسادسة صباحا ولا تشغيلهم تشغيلا فعليا مدة تزيد عن /6/ ساعات في اليوم الواحد ولا يجوز ابقاؤهم في مكان العمل أكثر من /7/ ساعات متصلة ويجب أن تتخلل ساعات العمل فترة أو أكثر للراحة وتناول الطعام لا يقل مجموعها عن ساعة وتحدد هذه الفترة بحيث لا يشتغلون أكثر من /4/ ساعات متوالية.‏
المادة /126/: لا يجوز تشغيل الأحداث الذين تقل سنهم عن ال /16/ سنة في الصناعات والأعمال التي تحدد بقرار من وزير الشؤون الا اذا كان لديهم تذاكر عمل تثبت مقدرتهم الصحية على القيام بها وتصرف هذه التذاكر مجانا من مكتب الصحة بناء على طلبهم أو طلب أوليائهم أو طلب صاحب العمل وتعفى من كافة الرسوم والضرائب.‏
المادة /216/: يعاقب كل من يخالف أحكام المواد السابقة بغرامة لا تتجاوز /1000/ ل. س وتتعدد العقوبة بتعدد من وقعت في شأنهم الجريمة.‏
كما يوجد القرار رقم /1736/تاريخ 30/12/2004/ الصادر عن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الذي نص على ما يلي:
المادة /1/: الحدث هو كل ذكر أو أنثى لم يتم ال /18/ من العمر.
المادة /2/: يمنع تشغيل الأحداث قبل تمام سن ال/15/ من العمر في أي عمل كان ويجوز تشغيل من هودون ال /18/ في الأعمال الانتاجية.
المادة /3/: - تحدد ساعات العمل اليومية للحدث مع مراعاة أحكام المادة الثانية السابقة ب/6/ ساعات على أن تتخللها ساعة لتناول الطعام والراحة لا تحسب من ساعات الدوام، وعلى الا يعمل الحدث أكثر من /4/ ساعات متوالية ولا يجوز تكليفه ساعات عمل اضافية.
-لا يجوز تشغيل أحداث في الوردية المسائية بين الساعة /10/ مساء والساعة /7/ صباحا ولا يجوز تشغيلهم في أيام الراحة الأسبوعية وأيام العطل والأعياد.
المادة /4/: يجب اخضاع الأحداث الى فحص طبي عند بداية التحاقهم بالعمل للتأكد من لياقتهم للعمل المرشحين له ويجب اعادة هذا الفحص سنويا حتى اتمامهم /18/ من عمرهم.
المادة /5/: يخضع الحدث قبل تكليفه القيام بأي عمل الى دورة تدريبية أو تمرين مناسب
 المادة /6/: يمنع تكليف الحدث العمل على الآلات أو الأدوات الخطرة / روافع – جرارات – أعمال الكهرباء وما شابهها.../.
المادة /7/: يمنع تكليف الأحداث ممارسة الأعمال التالية:
1- حلج القطن / العمل في العنابر التي توجد فيها الدواليب والالات المعروفة باسم الغربال والعفريتة أو في عنابر الفرفر /.
2- الطباعة التي يستخدم فيها الرصاص والمذيبات.
3- نسل الخرق ومعالجتها.
4- تحضير قشر القنب والكتان والصوف.
5- نحت الحجارة والرخام وحفرها وتشذيبها.
6- الغزل والنسيج وحياكة الحرير والقطن والكتان والصوف بالآلات الميكانيكية التي تدار بالمحركات على اطلاقها.
7- أكوار النار في صناعة الحدادة.
8- طرق النحاس
9- ضرب الأرز
10- العمل تحت سطح الأرض في المنجم والمحاجر
11- أفران الصهر والشي / للمعادن وفلزاتها- الزجاج –الاسمنت /
12- التعامل مع مواد الرصاص والزئبق والزرنيخ والمنغنيز والفوسفور والكروم والانتموان وفي مركباتها وخلائطها الخطرة
13- صناعة استخراج البترول وضخه وتقطيره
14- العمل بتماس المذيبات كالبترول أومثيلاته أومركباته ومشتقاته وما شابهها كأعمال طبخ الدم أوالعظام أواذابة الشحوم أوصنع الفراء أوفي الحالات التي يتلقون فيها التعليم والتدريب على أن يخضعوا لاشراف طبي وتقني مناسب.
15- العمل بالتماس مع أشعة /اكس/ والمواد ذات النشاط الاشعاعي
16- العمل في المسالخ وتعليب اللحوم
17- أعمال الغابات وقطع الاشجار
18- صناعة التبغ
19- صناعة المواد المتفجرة والمفرقعات
20- صناعة المشروبات الكحولية والعمل في المشارب وفي أماكن بيعها أو تناولها
21- صناعة كبريت الفحم واستعمالاته
22- اللحام بالأوكسجين والاسيتلين والقوس الكهربائية.
المادة /8/: يمنع تشغيل الأحداث من سن /15- 18/ سنة في حمل الأثقال أو دفعها أو جرها الا في حدود الأوزان التالية:
- ** ذكور ** اناث

- الأثقال التي يجوز حملها ** 15كغ ** 10كغ
- الأثقال التي ترفع على القضبان ** 400كغ** 200كغ
- الأثقال التي تدفع ذات عجلتين ** 150كغ **100كغ
- الأثقال التي ترفع على عربة ذات عجلة واحدة ** 50كغ** 35كغ

مهام كبيرة وامكانيات خجولة
ولكن ما مهام الدائرة وما موقع عمالة الأطفال من بينها؟!‏
وردا على هذا السؤال يقول ان تلك المهام تتضمن حل المشاكل العمالية التي يتقدم بها العمال في القطاع الخاص ضد أصحاب العمل والقيام بزيارات تفتيشية بشكل يومي على منشآت القطاع الخاص بالتنسيق مع فرع مؤسسة التأمينات الاجتماعية ونقابة العمال المختصة،‏وان عمالة الأطفال هي من ضمن محاور الخطة التفتيشية اذ يتم في حال وجود مخالفة تنظيم الضبوط اللازمة واحالتها الى القضاء أصولا،وهي - أي عمل الأحداث - تشكل جزءا بسيطا من حجم العمل الموكل للدائرة الذي تتصدره الشكاوي العمالية.‏
وردا على سؤال بشأن عدد المخالفات خلال الزيارات التفتيشية أوضح رئيس الدائرة أن الزيارات التفتيشية المشتركة لعام /2006/ طالت /341/ منشأة ومنذ بداية/2007/ وحتى نهاية شهر أيلول الماضي /212/ منشأة شملت مصانع ومعامل وورشا تابعة للقطاع الخاص، اما المخالفات بهذا الشأن فقد كانت العام الماضي /51/ مخالفة /9/ منها تشغيل أحداث وما تبقى مخالفة مواد قانون العمل /91/ لعام /1959/ مثل تشغيل أجانب دون الحصول على بطاقة عمل، عدم منح اجازات في العطل الدينية والوطنية، اغلاق منشأة دون الحصول على موافقة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أما ضبوط المخالفات خلال المدة المذكورة من عام /2007/ فبلغت /20/ ضبطا لم يكن من بينها مخالفة تشغيل أحداث بل شملت المخالفات الأخرى الآنفة الذكر.‏
وردا على سؤال حول اذا ماكانت العقوبة رادعة أم لا قال: تشمل مخالفة تشغيل أحداث غرامة /1000/ ل. س بحق صاحب العمل وانه في حال تكرار المخالفة فان المادة /233/ من القانون /91/ لعام /1959/ تنص على أنه اذا ارتكب شخص سبق الحكم عليه مخالفة ثانية خلال السنة التالية للحكم جاز الحكم عليه فضلا عن الغرامة بالحبس مدة لا تتجاوز أسبوعا، علما أنه لم تصادف الدائرة حتى الان حالات تكرار مخالفة تشغيل الأحداث.‏
وفيما يتعلق بحجم الظاهرة في حلب بين السيد طحينة أنها تختلف في الصيف عن الشتاء نتيجة العطلة المدرسية حيث تكون أعلى صيفا وانه لا توجد لدى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل احصائيات حول العدد التقريبي لعمل الأحداث بحلب الذي يتركز بشكل رئيسي في ورشات الخياطة و تصليح السيارات.‏

صعوبات ومعاناة
وبشأن عدد العاملين وصعوبات العمل في الدائرة قال رئيس الدائرة: يوجد /3/ مفتشين من ضمنهم رئيس الدائرة وهناك سيارة واحدة مخصصة للجنة التفتيشية، أحيانا تكون من مديرية الشؤون وأحيانا من مؤسسة التأمينات وحاليا السيارة من الشؤون منذ بداية العام الحالي وحتى الآن لعدم وجود آليات في التأمينات،وان الصعوبات تشمل:
1- عدم تجاوب أصحاب العمل مع اللجنة حيث يتم عدم فتح الأبواب والمنشآت لها أحيانا وفي هذه الحالة تقوم اللجنة بطلب مؤازرة عناصر الشرطة مما يتسبب في ضياع الوقت وخلال هذه الفترة يقوم أصحاب العمل بتهريب العمال خارج المنشأة، علما أنه لم يتم خلال العام الحالي حتى الآن طلب أية مؤازرة
2- قلة الاليات المخصصة لعمل اللجنة حيث هناك سيارة وحيدة مفرزة لعمل الدئرة بشكل عام.
ولكن رب من يسأل عن الجهة المعنية بالأطفال الذين يعملون في الشوارع والساحات، فقد أوضح أحد المعنيين في مكتب مكافحة التسول والتشرد في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل أن مهام المكتب مكافحة التسول والمشردين في الشوارع وقيام الأطفال ببيع العلكة أو القهوة على الشارات الضوئية حيث يتم أخذ المتسولين والمشردين الى غرفتين مخصصتين لهذا الغرض اذ توجد واحدة للاناث واخرى للذكور يتم وضعهم فيهما ليوم واحد فقط يقوم خلاله الاختصاصي الاجتماعي في المكتب بدراسة أوضاعهم الاجتماعية ويقدم تقريرا الى مديرية الشؤون ثم يتم تحويلهم الى القضاء، مع العلم أن المكتب لا يتدخل فيما يتعلق بالأطفال الذين يبيعون بطاقات اليانصيب والعلكة والقهوة والخبز..الخ الا اذا كانوا على الشارات الضوئية، أما الأطفال الذين يبيعون السجائر فان ملاحقتهم هي من اختصاص عناصر المكافحة بينما الذين يعملون في مسح الاحذية فهم من اختصاص الشرطة السياحية.‏
مقترحات ومطالب هل ترى النور؟!‏
ومن خلال ما تقدم عرضه ومناقشته فانني خلصت الى تقديم المقترحات والمطالب التي من شأن الاستجابة لها وتحقيقها- كما أعتقد - المساهمة بشكل فاعل في الحد الى درجة كبيرة من حجم عمالة الأطفال، وهي:‏
- أن تقوم الحكومة بتحسين الأوضاع المعيشية للعاملين في الدولة من خلال الزيادات المتكررة للرواتب والأجور، وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط الأسعار وجعلها مناسبة للأجور.‏
- أن تعمل الحكومة بالتنسيق مع المستثمرين ورجال الأعمال من القطاع الخاص على اقامة المزيد من المشاريع الحيوية التي تؤمن فرص عمل كثيرة للمواطنين ممايسهم في تحسين دخولهم.‏
- ايلاء موضوع تنظيم الأسرة الاهتمام المطلوب من خلال تدريسه بشكل مناسب في المدارس والجامعات للوصول الى اسر متوسطة في عدد افرادها مما يجعل احتياجات ومتطلبات تلك الأسر المادية أقل فيما لو كان عدد أفرادها كبيرا والذي يؤدي في الحالة الأخيرة الى تشغيل بعض أفراد الأسرة لتأمين بعض المال لمساعدة رب ألأسرة في تلبيةاحتياجاتها المتزايدة.‏
- أن تأخذ المساجد دورها الفعال في هذا الشأن من ناحية الحض على تنظيم الأسرة وشرح العواقب الكثيرة لتسرب التلاميذ من المدارس وتشغيلهم في العديد من الأعمال.‏
- ان تمارس الجمعيات الأهلية المعنية في الطفولة والأحداث والأسرة دورها التوعوي الفعال في هذا الشأن من خلال تنظيم لقاءات ميدانية في أماكن سكن المواطنين في الأحياء والقرى.‏
- منح الجهات المختصة بالحد من عمالة الأطفال الامكانيات اللازمة لنجاح عملها فانه لا يعقل وجود /3/ مفتشين وسيارة واحدة فقط في دائرة العمل الصناعي بمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل مكلفة بمتابعة مهام كبيرة جدا من بينها تشغيل الأحداث الذي لا يأخذ الأولوية في عملها بل هناك العديد من المهام تتصدر جدول أعمالها المزدحم وفي المقابل ضعف الامكانيات ان لم نقل عدم وجودها في ظل وجود عشرات الالاف من المنشآت والمعامل والورش المتوزعة في ريف ومدينة حلب.‏
- تشجيع الأسر الفقيرة على استكمال تعليم ابنائها من خلال منحها مساعدات مادية كافية.‏
- الطلب من أصحاب العمل تقديم تعهد أثناء طلب الترخيص لمنشآتهم بالالتزام بالقوانين والقرارات المتعلقة بتشغيل الأحداث.‏
- تنظيم لقاءات بين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤسسة التأمينات الاجتماعية ورجال الدين مع أرباب العمل في المصانع والمعامل والورش للحديث عن موضوع عمالة الأطفال من النواحي الدينية والقانونية.‏
- تشديد العقوبات على المنشآت التي لا تفتح ابوابها مباشرة لمفتشي الشؤون الاجتماعية والتأمينات.‏
- وضع عقوبات صارمة فيما يخص التسرب من المدارس وتشغيل الأحداث حيث أن العقوبات الحالية لكلا المخالفتين غير كافية وغير رادعة.‏
- التأكيد على وضع الحلول للأسباب الجذرية لعمالة الأطفال لا أن يتم التعامل معها بشكل سطحي وظاهري فقط.‏
-اجراء احصائيات دقيقة حول عمالة الأطفال والأعمال التي يزاولونها والأجور التي يتقاضونها والأسباب التي دفعتهم الى العمل من أجل وضع الخطط والاستراتجيات المناسبة للمعالجة.‏
-التوسع في دعم الأسر الفقيرةالتي تلجأ الى تشغيل أطفالها من خلال منحها قروضا ميسرة لاقامة المشروعات الصغيرة‏
- التوسع في التعليم الفني والحرفي في المناطق الفقيرة والعشوائية.‏
- حصر الأعداد الحقيقية للأطفال العاملين وتصنيفهم وسن القوانين لحمايتهم‏
- التدخل المكثف من الجمعيات الأهلية والدولية ورجال الأعمال في اصلاح الوضع المادي لهؤلاء الأطفال وأسرهم من خلال التبرعات والاعانات المادية والعينية والعمل على ايجاد فرص عمل لأحد الأبوين ان تبين انهم عاطلون عن العمل.‏
- تشجيع النوادي ومراكز الشباب في المناطق المختلفة ذات الكثافة في عمالة الأطفال على فتح فصول مجانية للتعليم المهني للأطفال العاملين واشراكهم في برامج وأنشطة اجتماعية ورياضية.‏

 محمد الشيخ- (استباحة براءة الطفولة على عتبات الفقر والعوز والبطالة)

موقع نوبلز نيوز (8/11/2007)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon