أيها الباب العتيق... العنيف!

بأي قفل تفتح أيها الباب العالي.. مع أنك من خشب الحنين.. الياسمين..؟! بأية كلمة سر تنصاع لأشعة الشمس.... وقد أعادوا رسمك بظلام عهودهم..؟!

بأي قفل تفتح وقد أمروك بالصمت والتآمر..
وخلفك تئن حارات بأسوار عالية.. ونساء ممتلكات كلياً.. بعقولهن وأرواحهن..
زوجات وصبايا بلا أحلام ولا نسج للمستحيل..أو شغف
زوجات خانعات منكسرات..نمامات..
نساء لا يشبهن أبدا النساء في الرواية الحلم " أحلام النساء الحريم" لفاطمة المرنيسي
حيث للنساء أحلام وفضاءات زرقاء يطلقن عبرها أرواحهن، فيملأن السماء بعبقهن..
وفي أيدهن مطرزات لعصافير وغيوم.. وفراشات تواصل سرد حكايتهن للعالم ا لخارجي..
نساء حاولت واحدة منهن على الأقل كسر حواجز الخوف والطيران بعيداً عن أعين الذكور الطغاة..
في مجتمع لا يعرف الرحمة...
واحدة على الأقل آثرت الموت حرة على الموت اليومي كشيء فاسد في زاوية لن ترى الشمس أبداً
واحدة على الأقل أدركت عميقا في روحها.. روعة الحياة..
أيها الباب الدمشقي العتيق.. هل أعادوا دق مسامير الذكورة في أضلاعك كشاهد حي على العنف.. هل أعادوا حبسك مع جثث نساء ميتات.. سلفاً, بسكاكين القهر والأسر..
إنك حتى لا تشبه الموال الدمشقي.. ولا رقرقة البحرات في جدلها المتواصل مع فسحة السماء..
إنك لا تشبه.. جداول شعر نزار قباني.. ولا الموشحات الأندلسية..
إنك هنا في هذه المعمعة السياحية المقصودة.. المؤامرة التي أحرقت مسرح أبي خليل القباني..
و" شختت" أعناق الصبايا على " البلوعة" في كذبة كبيرة عن الشرف الضائع أصلاً..
أيها الباب.. العتيق..
هل شنشلوك بالليرات كي تغير عشقك..
هل مسخك العابثون على شاكلتهم.. كي يتخموا ذكورتهم..
أيتها الحارة العابقة بالياسمين..
كيف انزلقتي على هواهم..
ورحت بالتاريخ معهم إلى محافل التكريم الخادعة..
كيف صدقتي سياحتهم..!!
كيف لبست أقنعتهم..!!

ردينة حيدر(عضوة في فريق عمل نساء سورية)، rudy@nesasy.org

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon