الأستاذة إنصاف الحمد، رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة الأساتذة والأستاذات في الهيئة السورية لشؤون الأسرة بعد أن أثبتت معركة إسقاط النسخة الأولى من مشروع تفتيت سورية، بجهود المجتمع السوري، ومشاركة الهيئة السورية لشؤون الأسرة التي تلقت العقاب على انحيازها إلى جانب المجتمع السوري والأسرة السورية في مواجهة أمراء الظلام، بات واضحا أن اتخاذ موقف الصمت، أو المواقف غير المعلنة، هو لعنة على المجتمع السوري، مثلما هو لعنة على الهيئة نفسها.
اليوم صدرت النسخة الثانية من المشروع الأسود، والتي لا تقل سوادا عن سابقتها. ورغم مضي نحو نصف شهر على وصول نسخة منها إليكم/ن ما تزالون تلتزمون جانب الصمت تجاه هذا المشروع الأسود الذي يتعارض مع وجود هيئتكم نفسها، ووجودكم أنتم بالذات. فلا أسرة مع قانون طائفي، ولا أسرة مع تشريع وتثبيت للعنف والتمييز ضد المرأة والطفل. وبالتالي لا هيئة لشؤون أسرة غير موجودة أصلا.
ينص قانون تأسيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة على ما يلي: المادة 2: تهدف الهيئة الى تسريع عملية النهوض بواقع الاسرة السورية وتمكينها بشكل أفضل من الاسهام في جهود التنمية البشرية. وتعمل في هذا السبيل على: أ حماية الاسرة وتعميق تماسكها والحفاظ على هويتها وقيمها. ب تحسين مستوى الحياة لدى الاسرة بجوانبها المختلفة. ج تعزيز دور الاسرة في عملية التنمية من خلال تطوير تفاعلها مع المؤسسات والهيئات الوطنية ذات الصلة بشؤون الاسرة الرسمية وغير الرسمية. د التعاون مع الهيئات العربية والدولية ذات الصلة بشؤون الاسرة بما يخدم أهداف الهيئة. هـ اقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بشؤون الاسرة.
هذه المادة من قانون تأسيس الهيئة هي جوهر ومعنى وجود الهيئة، وهي واضحة وضوح الشمس. فـ"حماية الأسرة" تعني اليوم أولا، وقبل كل شيء، إعلان الرفض الصريح والقاطع للمشروع الأسود الذي يؤسس لإقامة إمارات الطوائف على جسد الأسرة السورية بعد تحويلها إلى مراتع خصبة للعنف والاستغلال والتمييز. و"تعزيز دور الأسرة في عملية التنمية" لا يمكن له أن يكون، بأي درجة كانت، مع هذا المشروع الذي لا يترك من الأسرة شيئا سوى صدى سوط وآنات ضحايا. و"اقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بشوؤن الأسرة" يقف اليوم على المحك تماما: فالصمت على المشروع الأسود اليوم يعني انتفاء هذا الدور كليا.
إننا إذ ندعو الهيئة السورية لشؤون الأسرة لأخذ زمام المبادرة في إعلان موقفا رافضا قطيعا لهذا المشروع الأسود، نود التأكيد على أن هذه الدعوة ليست مناشدة. بل هي طلب واضح وصريح ستفقد الهيئة مصداقيتها كليا ما لم تلبيه، بل ستكون شريكة كاملة الشراكة في التآمر ضد الأسرة السورية، وخاصة ضد المرأة السورية، بكل ما يترتب على ذلك. وبكل تأكيد فإننا لن نقبل أية مناورات من تلك التي تدعي أنهم يفعلون كذا وكذا داخل الحكومة.. موقفكم اليوم يجب أن يكون علنيا وصريحا ومعروفا للجميع. ويؤسفنا القول أننا سوف نتابع موقفكم أولا بأول. وسوف نبقي على مطالبتنا هذه حتى تتحقق. فليس لكم، مثلما ليس لغيركم، أن يشارك في مؤامرة كبرى على المجتمع والدولة في سورية، دون فضح على الأقل.
نساء سورية، (رسالة مفتوحة إلى الهيئة السورية لشؤون الأسرة)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon