هل تسمحين بإغلاق الباب

مهما كانت ظروف الجلسة وأسبابها على الرجل أن يسأل المرأة قبل أن يغلق الباب عليهما "هل تسمحين لي بإغلاق الباب؟"

المجتمع يعلمنا ألا يٌغلق بابٌ على رجلٍ وامرأة لأن ثالثهما بالتأكيد سيكون الشيطان.. والرجل الذي يعرف الأصول عليه أن يستأذن حتى لا تظن به المرأة سوءاً.

منذ الطفولة يزرع في عقول أطفالنا أن امرأة + رجل= أفعال من الشيطان! مادام هذا ما يُلقن لأولادنا لن نعرف تطوراً وسنتراجع القهقرى وسنبقى مكاننا بل سيلغى دور الحب الذي يجب أن يكون سبب أي علاقة جسدية وسيدها, وليس الوجود المنفرد مع الجنس الآخر. الحب يجعلنا نلمس من نحب دون أن نلمسه ونقبّل من نحب دون أن نقبّله ونشعر بالنشوة دون أن نقترب منه.. الحب يحمل الإنسان إلى اللقاء سواء كان الباب مغلقاً أم لم يكن.

أجيالٌ وأجيال في بلادي يحركها إغلاق باب بدلاً من أن تحركها المشاعر الإنسانية.. أجيالٌ تعيش على تفكيرٍ سطحي.. محصور يُحرم ويُحلل ما يشاء ولا تقوى على الخروج من مثلث الحرام والعيب والممنوع, فيتجمد الفكر عند هذه التساؤلات حتى ينسى أنه خُلق لأشياءٍ أسمى وأعلى.. خُلق ليعمل ويبدع ويرقى بالإنسان إلى درجةٍ تسمو عن غرائزه.

عندما نتعلم أن نأكل لنعيش بصحة جيدة, وأن نشرب لنروي عطشنا, وأن ننام لنريح جسدنا, وأن نمارس فعل الحب لأننا نحب.. سنصبح أفضل لأننا عندها لن نعيش لنأكل ونشرب وننام ونمارس الجنس.. عندها فقط سنغلق الباب على رجلٍ وامرأة دون استئذان ودون أن يخشى هو غريزته وأن تخاف هي ألسنة الناس.


د. لين غرير، زاوية "بين السطور"، (هل تسمحين بإغلاق الباب)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon