امرأة من زبد، حوارية شعرية

امرأة من زبَد
(1)
خرجتْ من سياج كلماتها
بدأتْ تبعد الغيوم من أمامها
أشعلتْ رؤوسهم المخدّرة...
لم يبتلعها البحر...
فقط قذفتها الشواطئ
حيث تعبق أنوثتُها
من فم الحبر.

امرأة من زبَد
(2)
من أنا ؟!!
في قبيلة أكلة قلوب النساء ..
حين بدؤوا يعدون المائدة لافتراسٍ متحضر ؛
تلعثَمت شهر زاد فيّ
غطت (هيرا)(1) ثدييها ولملمت ما تناثر من درب اللبن
أدارت (نيسابا)(2) صدرها الخصب .
تعالت أصواتهم متنازعين انتمائي إليهم
يتسابقون لإمضاء أثرهم على جسدي ..
يستعرض كلٌّ ضلعه المنقوصة برهاناً
وينحني
لأرفل في أحلامه حافية الحنجرة
أجرجر أردية الغواية
و أحملُ في جراري نسله المنمط .
تندبني السماءُ عروساً للفناء
يستغيث الحب فيَّ طفلاً جائعاً للحياة
عندها ..
عند مفترق الألم و الحلم..
 أتوقف
تصحو شهر زاد ،
ينسج ذعرها ألفَ حلم ٍ لنَفَس أخير
أستعدُّ لحمل صليبي
أُشهر في وجوههم جسدي الآثم
أقايض عزلتي بكل أحلامهن
أرمي اغترابي ورقة ً أخيرة ً في وجه عصور التطبيع
وأقرر الرقص
في منافذ وطنٍ يرفض كوني .
ها أنا ..
عائشة ُجديدة تمزق طفولتها المسلوبة
لتدير من هودجها فناء همجيتهم
وتلقنهم حقيقة
أن تكون امرأة.

(1) هيرا:الهة إغريقية.في الأسطورة بينما هي ترضع ابنها هرقل سحبت ثديها فجأة إذ آلمتها قوته،فانبثق اللبن في السماء مكوناً ما يعرف بدرب اللبن (درب التبانة).
(2) نيسابا:الهة المحاصيل عند البابليين.(أدارت نيسابا صدرها الخصب) أي أن الأرض لم تعد تعطي محصولاً وفيراً.


من ديوان شعر نثري بعنوان (أبجدية ظل)للكاتبان سهير فوزات، وأدهم أ. ن


سهير فوزات، وأدهم أب. ن، (امرأة من زبد، حوارية شعرية)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon