ها أنك قلبي..

ها أنك قلبي..!
أيها الطير الرمادي الوحيد كيف تدندن للسماء البعيدة أغنية الطفولة..

كيف تعلق على سحابات الحزن معطفك الشتوي الوحيد..
إذ تدلف المدائن في الشهيق محاصرة رئتيك..
أتسقط السماء عليك كيدين حانيتين..!
أم أنك عراف الليل الغريب.. العاري..!
أيها الطير الرمادي العظيم كيف تبدو إذ يضربك الشفق بالنسيان..!
كيف تلم جناحيك من معاصر اللون الساخن..!
كيف تستعيد قلبك بعدها.. من شوكة جوري حزين..!
أيها الطير العالق في الروح..
بين طفولة فسيحة، وحاضر ضئيل..
يشدك الماضي إلى سرب الأفق..
تلبس جناحيك، تستعد لعودة سريالية..
تخطو نحو الضوء، ترتبك..
هل صار الفضاء عبئك الثقيل..
هل تبدى لك الضوء وجهة الخوف..
أليست الحرية وهم المنحرفين عاطفيا..!
كم  من النزف احتاج الحب فيك كي يلوذ بالصمت..
في غرفة التحقيق.. وحيدا مع ذاته..
أيها التلميذ النجيب يا قلبي..
يؤلمني أنني فيك.. ويؤلمك في صهيل الروح القاسي صوب انفلات أزرق..
يا قلبي الشهي..
كتفاحة وحيدة في حقل رماد..
يا قلبي المخمور هل فقدت حدسك بالنهايات..!
هل فاتك أنهم أخذوك على حين غرة إلى غابة بنفسج كي تختنق افتتانا!
متى كان لك الحق بالموت مفتونا..!
متى تجرأت على الهزء بالسراب..!

أيها الفضاء البعيد..
هل أنت حقا بعيد...!


ردينة حيدر، زاوية "سكر نساء"، (ها أنك قلبي..)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon