النساء يتعلمن إخفاء فقدان العذرية

منذ ذاك الوقت الذي خسرت فيه عذريتها لزميل لها في الجامعة، رولا (27 سنة) تعيش في قلق دائم من إمكانية اكتشاف أسرتها لهذا ، وما زاد من قلقها مؤخرا خطبتها لشخص آخر قبل عامين.

لم تتمكن رولا من تحديد موعد نهائي لزاوجها خشية من أن زوجها المستقبلي قد يكتشف بأنها كانت مع رجلا آخر قبله.

لكن حديثا، رولا (التي طلبت عدم الكشف إلا عن اسمها الأول نظرا لحساسية الموضوع)، تمكنت من الحصول على منتج صيني الصنع يعد باستبدال عذريتها بسهولة.

أخيرا أنا قادرة  على متابعة حياتي بشكل طبيعي  أو على الأقل التفكير في شيء إيجابي تقول رولا، وتضيف بأنها أبلغت والديها حديثا بأنها بات قادرة على تحديد موعد نهائي لزواجها.

في مجتمع محافظ  يعتبر ممارسة الجنس قبل الزواج عمل لا أخلاقي، تبحث العديد من النساء كرولا على طرق مختلفة لاستعادة عذريتهن قبل الزواج وذلك لتجنب فضيحة عائلية قد ينتج عنها نتائج دراماتيكية كالطلاق والعزلة والاجتماعية وأحيانا القتل.  

تنشر المواقع الإلكترونية  بشكل مستمر جرائم قتل ضد نساءٍ اشتبه في أنهن أقمن علاقة جنسية قبل أو خلال الزواج، هذه الجرائم والتي تعتبر شائعة في المجتمع السوري ارتكبت من قبل أقاربهم باسم الدفاع عن شرف العائلة.

في بعض الأحيان تلجئ الفتيات إلى مساعدة طبيب نسائي لإجراء عملية رتق بكارة، إلا أن هذه العمليات تبقى مكلفة وسرية كونها غير قانونية.

لذلك بعد أن دخل  حديثا الغشاء الصنعي إلى السوق  السوداء في سورية بسعر يقارب الـ 15 دولار (700 ليرة سورية) ظهر وبسرعة كحل عملي أكثر من الجراحة.

المنتج الجديد أطلق معه موجة من الانتقادات عمت العالم العربي خصوصاً في أماكن كمصر والسعودية والأردن، حيث حقق هذا المنتج شعبية أيضا، وصلت إلى حد أن رجل دين بارز في القاهرة دعى إلى تطبيق عقوبات قاسية جدا على أي شخص يساهم في انتشار هذا المنتج على اعتبار أنه إفساد في الأرض.

في سورية كانت ردت الفعل أكثر اعتدالاً حيث صرح  رجل الدين البارز والمعروف باعتداله محمد الحبش لأحد المواقع المحلية بأنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى عقوبة لرتق غشاء البكارة.

بالرغم من كل ردات الفعل من حولها إلا أن رولا تبدو غير مهتمة بها و ماضية بالتحضير لحفل زفافها بفرح كبير.

إذا كان ما  أقوم به محرم من قبل الله،  فسأمثل بين يديه يوم القيامة  وسيحاسبني عليه، أما اليوم  فدعوني أتزوج وأتابع حياتي تقول رولا.

قبل نزول هذا المنتج الأسواق العديد من الأصدقاء كما طبيب رولا النفسي نصحوها بالتوجه إلى أحد الأطباء وإجراء عملية رتق، لكن جميع الأطباء الذين قابلتهم طلبوا المئات من الدولارات التي يصعب عليها تأمينها.

لم اشعر بأنهم عاملوني كإنسانة بحاجة إلى عمل جراحي تقول رولا وتضيف بأن أحد من الأطباء لم يشعرها بالثقة والأمان.

بالنسبة إلى العديد من الأطباء يعتبر إجراء هذه  العملية مخاطرة بحياتهم المهنية  لذلك فهي تستحق أجر عالياً بحسب رأيهم.

يقول محمد، وهو طبيب نسائي يقوم بإجراء عمليات لرتق البكارة في عيادته (موافقا على نشرنا اسمه الأول فقط)، أن هذا النوع من العمليات أصبح شائعاً أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، وقال أن العديد من النساء من المجتمعات الأكثر محافظة كالخليج العربي يأتون إلى سورية لإجراء هذه العمليات، والتي تكلف تقريبا بين 500 و 2000 دولار.

ويضيف محمد بأن معظم النساء اللاتي يزرنه بهدف العلمية يقلن بأن حياتهن مهددة بالخطر.

لم يقم محمد بالتعليق على كيفية عمل غشاء البكارة الصنعي وقال بأنه لم يتسنى له معاينته، فيما قال بعض الخبراء على إحدى الفضائيات العربية بأن المنتج يحتاج إلى مزيد من الفحص الطبي لأنه ربما يحمل بعض التأثيرات السلبية، كما قال بعض الأطباء بأنه من الممكن أن يسبب أمراض معدية.

رولا بحثت طويلاً عن أماكن بيع هذا الغشاء قبل أن تشتريه أخيرا من أحد المواقع الأجنبية على الإنترنت بمساعدة من صديق لها يحمل كريدت كارد وبعدها قامت باستلام الطرد من أحد مكاتب شركات الشحن في دمشق .

تقول رولا بأنها اشترت علبتين فقط لأجل التأكد بأن المنتج يعمل وبأنها ستستعمل العلية الثانية في يوم زفافها.

بعض نشطاء الحقوق المدنية يقولون بأن على النساء إقناع المجتمع بحقوقهن للحصول على المزيد من الحرية الجنسية بدلا من التوجه إلى حلول لإخفاء فقدانهن للعذرية.

أما بالنسبة إلى بسام القاضي مدير مرصد نساء سورية (وهي منظمة غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق المرأة في سورية) النساء يجب عليهن محاولة نقاش هذا الموضوع مع شركائهم أو البحث عن أخريين قد يتفهمون ذلك بدلاً من المرور بمشاكل العمليات الجراحية أو غيرها.

لكنه يتفهم بأنه في بعض الحالات حياة المرأة أو مكانتها  الاجتماعية قد تكون في خطر إذا ما اكتشف بطريقة أو بآخرة فقدانها  لعذريتها.

ويضيف بأن شرف  المرأة دائما موضوع شك في حال فقدت عذريتها بغض النظر عما إذا  كانت فقدانها ناجما عن حادث عرضي أو في حال كانت ضحية  لعملية اغتصاب.

يرى القاضي بأنهم  في بعض الحالات يقدمون مساعدة للنساء لاستعادة عذريتهن، دون تحديد تفاصيل أو نوع هذه المساعدة، خصوصا عندما تكون حياتهن أو مكانتهن الاجتماعية على المحك.

ترى رولا بأن من هم حولها غير مستعدون بعد لتقبلها كما هي لا أعتقد بأنه مستعد لتقبل فكرة بأن رجلا سابقا كان في حياتي تقول متحدثة عن مستقبل زواجها  إن شبح حبي القديم سيطاردنا للأبد.
 
*- عن معهد صحافة  الحرب والسلم، (11/2009)


ترجمة ملاذ عمران، (النساء يتعلمن إخفاء فقدان العذرية)

خاص: نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon