هل ستبقى الجامعات حلماً؟

تفاءل الطلاب الناجحون في الثانوية العامة لهذا العام، بافتتاح جامعة الفرات وأقسام لكليات جديدة في درعا والسويداء والحسكة وإدلب والرقة وطرطوس وحماة، بأن تكون معدلات القبول الجامعي أقل من سابقاتها في السنوات الماضية، إلا أن معدلات المفاضلة الأولى بقيت على حالها تقريباً، فالطب البشري احتاج إلى 230 درجة، وطب الأسنان والصيدلة 226 درجة، وحلّقت كليات الهندسة بمختلف فروعها بالقرب منها، وكذلك الإعلام بالنسبة للفرع الأدبي، فكان 180 درجة، والحقوق 170 درجة، وهكذا دواليك!
الخوف مازال قائماً عند الطلاب والأهل من زيادة هبّة أسعار درجات الكليات، لأنه كما جرت العادة في كل عام ترتفع المعدلات في المفاضلة الثانية نحو 4 أو 5 درجات أو أكثر، وذلك حسب حاجة كل كلية. والكل في حالة حذر وترقب لمعرفة الكلية التي سيحط فيها الرحال.
لا جديد بالنسبة للمعدلات لهذا العام، وإنما الجديد كان استخدام طريقة التسجيل الإلكتروني، التي ربما قد تكون لبّت رغبة الطالب من حيث الشكل، ولكن يبقى السؤال قائماً: متى نلبي رغبة الطالب بالمضمون وعلى نحو عملي، ونتخلص من قضية رفع المعدلات، ونعتمد طرائق جديدة للقبول الجامعي تصبح فيها الجامعة للجميع.
»النور« زارت مركز التسجيل في كلية الهندسة المعلوماتية، أكبر مراكز مدينة دمشق، الذي احتوى على 120 حاسباً لهذه الغاية، وفتح أبوابه على مدار الأسبوعين الماضيين، وأجرت اللقاءات التالية:

المهندسة ثراء صوان، التي تساعد الطلاب في إحدى لجان التسجيل، حدثتنا عن طريقة التسجيل الإلكتروني لهذا العام فقالت:
يحضر الطالب إلى عندنا مع جميع الأوراق المطلوبة، ويكون في الوقت نفسه قد ملأ الاستمارة الخاصة بالتسجيل بالبيانات والرغبات المطلوبة. نحن ندخل رقم بطاقة الاكتتاب على الحاسب فيظهر اسمه على الشاشة وتظهر الرغبات التي يسمح له القبول فيها حسب مجموع الدرجات الذي حصل عليه، لأن المعلومات مخزنة بشكل مسبق على الحاسب، في حقول للرمز والرقم والاختصاص والدرجات وغيره. وفي حال اختار الطالب رغبة أكثر من مجموع درجاته يرفضها الحاسب مباشرة. إضافة إلى ذلك يشير الحاسب للطالب إذا كانت هناك مسابقات لبعض الرغبات التي اختارها، فيعطيه معلومات تفصيلية عنها أيضاً. بعد تسجيل جميع الرغبات على الحاسب يراجع الطالب المعلومات التي أدخلت، ومن ثم يجري تثبيتها بشكل نهائي.
هذه الطريقة تستخدم لأول مرة في سورية، وجرى افتتاح عدة مراكز لهذه الغاية في جميع المحافظات. وفي المركز نفسه يمكن التسجيل للفرعين العلمي والأدبي ولكل المحافظات ولأبناء المناطق النائية وأبناء الشهداء والطلاب العرب. وهي طريقة دقيقة وتساعد الطالب كثيراً. سابقاً كان الطالب يكتب رغباته وأحياناً لا يعرف أنه كتب رغبة بالخطأ أم لا، أو إذا كان هناك مسابقة أو فحص مقابلة لهذه الرغبة أم لا يوجد.
والحاسب يساعده في ترتيب تسلسل الرغبات وفق سقف مجموع درجات الطالب، وأعتقد أن نسبة الأخطاء بهذه الطريقة قليلة، إضافة إلى أنها خففت من الضغط والازدحام على مراكز التسجيل إلى حد كبير، خلاف ما كان يحدث في السنوات السابقة، إذ كنا نشاهد طوابير من الطلاب تقضي ساعات طويلة تحت الشمس حتى تنتهي من عملية التسجيل في المفاضلة العامة.

آراء في التسجيل
ممدوح عرفات: برأيي طريقة التسجيل الإلكتروني ممتازة وسهلة في هذا العام.. المعدلات مرتفعة مثل كل السنوات الماضية.
آلاء كاملة: بالنسبة إلى المعدلات، هي عالية جداً.. كان عندي رغبة أن أدرس صيدلة، لكن وفق المعدلات سجلت في كلية الفنون الجميلة رغبة أولى. وطبعاً يمكن أن ترتفع هذه المعدلات أيضاً، وتصبح هذه الرغبة حلماً أيضاً.
الطالب أحمد: سجلت وفق رغبتي علوم، وأتمنى أن تبقى المعدلات كما هي لكي أتابع الدراسة في هذا الاختصاص. فيما يخص طريقة التسجيل، كانت سهلة ولم تأخذ الوقت الكبير.
السيد ضرار زكريا من دمشق: جئت برفقة ولدي لكي أسجل له معهد تجاري بدرعا وفق رغبته بما يتناسب مع مجموع درجاته، لكن رغبتي الحقيقية أن يسجل في أي فرع كان في دمشق، لأن الإمكانات المادية لا تسمح لنا بأن يدرس في أي محافظة أخرى غير دمشق.
طبعاً السيد زكريا سلط الأضواء باتجاه معدلات أحوال الناس المادية والمعاشية ودورها الحساس في القضايا التعليمية، مشيراً إلى هؤلاء الذين يستطيعون تحقيق رغبات أبنائهم عن طريق الجامعات الخاصة والتعليم المفتوح أو الموازي أو عبر إرسالهم إلى جامعات خارج القطر.
سيدة من ريف دمشق جاءت إلى المركز مع ابنتيها، الأولى سجلت في الفرع الأدبي إدارة أعمال، والثانية سجلت في الفرع العلمي معهد صحي، وفي تعليقها على طريقة التسجيل الإلكتروني هذا العام، أبدت ارتياحها وشكرها لكل القائمين على هذه العملية لما وفرته من وقت للأهل والطلاب معاً. أما بالنسبة لمعدلات القبول الجامعي فقد تمنت أن تخفض باستمرار لكي تصبح معقولة، ولكي يستطيع الالتحاق بالجامعة أكبر نسبة من الطلاب.
عمر وضياء الدين وسامر وأمل ورغدة وآخرون جلسوا في إحدى ردهات كلية الهندسة المعلوماتية لملء البطاقات المخصصة للتسجيل، كل وفق رغباته ودرجاته، عبروا عن تخوفهم من أن ترتفع المعدلات في المفاضلة الثانية وأن تذهب رغباتهم الأولى أدراج الرياح. لكن على حد قولهم فعلوا المطلوب منهم والباقي على وزارة التعليم العالي والجامعات تدبيره.


جريدة النور

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon