مسرحية "عشرون دقيقة".. صور من معاناة المرأة الفلسطينية

"عمل مميز للغاية، لم أكن أتوقع أن يتم عمل وإنتاج مثل هذه المسرحيات في فلسطين، ما شاهدته كان جميل للغاية، وكان يمثل عمل مسرحي مميز يصور معاناة المرأة الفلسطينية في المسرح الفلسطيني والمسرح العالمي، فعلا كان عملا فنيا للغاية مميزا بالفنانين وأدائهم والمضمون المسرحي"كانت هذه جمل تحدث بها زميلي أسامة أبو عياش من المؤسسة الفلسطينية للتنمية والديمقراطية "الطريق"، عندما حضر العرض المسرحي لمسرحية "عشرون دقيقة" التي هي من إبداعات مسرح عشتار، عرضت المسرحية حينها في أماكن متعددة في مركز خليل الساكاكيني في مدينة رام الله.

أبدع الفنانون في مسرح عشتار خلال أدائهم المسرحية في نقل صورة المرأة الفلسطينية بكل ما يحيطها من معاناة من خلال أداء أدوارهم في أماكن مختلفة في مركز خليل السكاكيني. جسدت الشخصيات المسرحية المعاناة بحذافيرها وبكل صورها الإنسانية الممزقة والمتألمة للمرأة.
عرضت المسرحية أوضاع المرأة الفلسطينية أولا في بيتها، ومن ثم انتقلت إلى وضعها خارج البيت، وما كانت تلاقيه من معامله سيئة من قبل كل من يحيط بها، لأنها هي فقط امرأة، والمرأة هي الأضعف، والضلع الأعوج الذي هو بحاجه إلى إصلاح برأي الرجل المتمرد والأناني الذي يسعى إلى إرضاء نفسه ورغباته وشهواته، أما المرأة الزوجة أو الخادمة فقد كانت تدفع بالتقسيط طويل الأمد ثمن ذلك الغرور، وضريبة المجتمع الذكوري.
تطرقت المسرحية في أحد عروضها المتنقلة، وكان عددها أربعة عروض كل عرض مدته عشرون دقيقة، إلى ما يطال المرأة الفلسطينية عندما تتزوج من شاب مطارد وكيف أنها تقع تحت طائلة القتل فقط لأنها زوجة رجل مطارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي. كانت أنفاسها تتسارع عندما كانت تأخذ جوانب عده من الحيطة والحذر من اجل لقائه. وكيف كانت تدفع ضريبة لقائه الذي كان يرتب له منذ أيام، حتى كلمات الحب كانت تتعثر هي الأخرى وتسقط من فميهما عند اللقاء من شدة الخوف. كلمات الحب كانت تخاف من أن يسمعها رصاص الاحتلال الإسرائيلي ومن ثم يقضي عليها برصاصة أو بشظية قذيفة، فكان اللقاء مجرد نظرات خائفة وأنفاس مختنقة والبقية كانت كبقية اللقاءات المرعبة تحت فرض نظام منع التجول الاحتلالي الإسرائيلي المتواصل.

انشد الحضور إلى ما جسده أبطال المسرحية الذين أدوا أدوارهم بشكل رائع ومميز للغاية مما جعل النوافذ التي أدوا فيها أدوارهم ، قادرة على حملهم على التمعن في زوايا الأفكار المبعثرة والتي التقت في نهاية العرض عند مقتل إحدى الضحايا .كانت الضحية، المرأة الزوجة، التي عانت من جبروت وذل زوجها العاشق لأخرى وجبروت وذل منع التجول الإسرائيلي الذي لم يكن اقل فظاعة من معاملة زوجها.

رصاصات عدة انطلقت من أماكن مختلفة في نهاية عرض الربع ساعة الأخيرة من المسرحية، لم تقتل تلك الرصاصات إلا الزوجة التي قتلها مشهد زوجها وهو يحاور عشيقته ويحاول مغازلتها وضمها إلى صدره، صعق الزوجة ذاك المشهد وتلك الكلمات .وجاءت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي هي الأخرى لتكمل عملية القتل قتل الإنسانية قتل الزوجة التي قتلت مرتين على أعتاب بيت الزوجية المقدسة.

18/8/2006


موقع أجراس العودة

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon