النحات الخفي

ليس عندي إحساس بالزمن! فمثلا أكره لبس الساعة, حتى قبل اقتناء الجوال دائما ابرر ذلك بأن ساعتي الداخلية دقيقة


لا يوجد عندي مشكلة مع سنين عمري فأنا أقول بصراحة مبالغا فيه عمري فأنا الآن بلغت الخامسة والثلاثين وثلاثة أشهر وثماني عشر يوميا. اذكر عندما بلغت السادسة عشر بكيت لا أعرف حتى الآن سبب بكائي, بعدها كنت متعجلة لأبلغ الثلاثين وأيضا لا أعرف سبب استعجالي. كنت فخورة بسنين عمري ولا أزال وكأنه إنجاز لم يستطع غيري تحقيقه
سأقول لكم سبب تباهي؟ عندما أصارح أي شخص بعمري كنت أستمتع بتعبير التفاجئ التي تظهر عليه ودائما ملحقة بالجملة ذاتها (يخزي العين ما مبين عليك انو هيك عمرك فكرتك أصغر بكتير)
كان ذلك حتى فترة وجيزة
كنت عندها في السوق المسقوف وكانت زحمة بسبب اقتراب أحد الأعياد, أنوي أن أشتري شيئا لا أستطيع أن أتذكره الآن عندما اقترب مني البائع وهو شاب في العشرين طويل أسمر شاربه عريض واسود ليسألني ما طلبك خالة...
دارت الدنيا في زاغت عيوني وطبلت أذناي لم أستطع سماع باقي كلماته تركته ومشيت وهو ينادي علي خالة ما طلبك
ركبت تكسي ورجعت للبيت وكلمة خالة ترططم برأسي ولا أستطيع استيعابها
عدت مسرعة إلى المرأة التي لا تربطني بها علاقة الأنثى بها فأنا لا أكاد أنظر إليها إلا عند غسيل وجهي صباحا وتنظيف
أسناني مساء, حماتها بين يدي ونظرت إلى الخالة التي بداخلها, عاينت وجهي حاولت أن أعثر على نحت صغير فيه, يبرر أعطاني صفة الخالة.
وقتها ناجيت الزمن...
أيها النحات الخفي عندما تريد أن تتفنن بوجهي أرجوك أعطني خبرا قبل أن يأتي أحمق آخر ويصدمني.... بجدتي.


خاص: "نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon