مشكلة اتخاذ القرار لدى المعوقين حركياً..

دراسة ميدانية على عينة من الطلاب المعوقين حركياً في مركز الأمل

تمت منذ فترة وجيزة مناقشة مشاريع التخرج في كلية التربية لقسم التربية ـ تخصص مناهج وتقنيات التعليم ـ الادارة والتخطيط التربوي، وتناولت موضوعات عديدة في مجال التربية الخاصة، ومن بين الموضوعات المهمة مشكلة اتخاذ القرار لدى المعوقين حركياً والتي تبين انه لاتوجد دراسات عن هذا الموضوع.
ـ ملخص البحث: يدرس ظاهرة اتخاذ القرار عند ذوي الاحتياجات الخاصة( المعوقين حركياً )فعملية صنع القرار واتخاذه عملية فكرية نفسية سلوكية معقدة تتضمن مواجهة خيارات متعددة والسعي لجمع أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بهذه الخيارات ومن ثم انتقاء الاستراتيجية المناسبة، ومن استراتيجيات صنع القرار ونلاحظ ان الفرد السوي يمتلك مقومات اتخاذ القرار في بعض الاحيان.. اما الفرد المعوق قد يجد صعوبة في ذلك من خلال شعوره بنقص لديه جراء الاعاقة التي يعاني منها ‏
فعملية صنع القرار هي حجر الاساس الذي نبني عليه جميع الامور الحياتية فإذا كان هذا الحجر سليماً اي يكون لدى الفرد المتخذ للقرار الحس بالمسؤولية والتي تجعله قادراً على الوعي بالاسس السليمة لعملية اتخاذ القرار من خلال الممارسة اليومية والعلاقات الاجتماعية . ‏

ـ مشكلة البحث: ‏
تبدو في التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العصر الحالي والتنوع الهائل في ميادين العلم والتعليم والعمل أصبح الفرد يشعر ازاء هذا التطور بأن قدرته على اتخاذ القرار ضعيفة فاتجه الى القادة في الجماعة التي يعيش معها ليساعدوه على ذلك. فموضوع اتخاذ القرار بشكل عام من أهم العناصر واكثرها اثراً في حياة الافراد والجماعات وحتى في حياة الدول باعتبارها مهارة اساسية في الحياة العملية المعاصرة مايزيد من درجة تعقد مشكلة اتخاذ القرار لدى المعوقين حركياً. ‏
ونلاحظ ان الفرد حركياً مهما كانت فكرة اتخاذ قراراته جيدة فإنه يعتمد على الاسرة التي يعيش في كنفها او على القادة او المجموعة في اتخاذ القرار الحاسم ‏
اما الهدف الرئيس للبحث التعرف على المشكلات التي تعترض الفرد المعوق حركياً اثناء قيامه بعملية اتخاذ القرار والتحقق من ذلك لدى الطلبة المستهدفين بالدراسة وهذا الهدف الرئيسي يتطلب بلوغ عدد من الاهداف الفرعية وهي: ‏
1 ـ التعرف على مستوى مهارة اتخاذ القرار لدى هذه الفئة( المعوقين حركياً) ‏
2 ـ التوصل الى بعض المقترحات بخصوص هذا الموضوع. ‏
ـ عينة البحث: فطبقت على 40طالباً ـ 20 ذكراً ـ 20 أنثى ـ وتم تطبيق البحث في مركز الامل باشراف مديرة المركز وبعض الاختصاصيين النفسيين في المركز وتضمن البحث ثماني فرضيات تتعلق بالعمر الزمني ـ الجنس لكل من الاعمار( 10 ـ 12) ـ (15 ـ 17) ‏
والمستوى التعليمي للأب ـ المستوى التعليمي للام ‏
وتناولت التعريفات الاجرائية تعريف اتخاذ القرار: هو القدرة التي تصل بالفرد الى حل ينبغي الوصول اليه في مشكلة اعترضته اوموقف محير وذلك باختيار حل من بين بدائل الحل الموجودة او المبتكرة، وهذا الاختيار يعتمد على المعلومات التي جمعها عن المشكلة وعلى القيم والعادات والخبرة والتعليم والمهارات الفردية. ‏
الاعاقة الحركية: تمثل الاعاقة الحركية حالات الافراد الذين يعانون من خلل ما في قدرتهم الحركية او نشاطهم الحركي بحيث يؤثر ذلك الخلل على مظاهر نموهم العقلي والاجتماعي والانفعالي ويستدعي الحاجة الى التربية الخاصة. ‏
وتناول الجانب النظري عدداً من انواع الاعاقة الحركية وهي( الشلل النصفي ـ وحالات اصابة العمود الفقري ـ الخدل المخي ـ شلل الاطفال ـ الاقعاد ـ الصرع ـ حالات البتر) وكيفية علاجه وتأهيله والوقاية منه وتناول البحث الارشاد الاسري لذوي الاحتياجات الخاصة. ‏
اما جانب اتخاذ القرار فتناول ماهية اتخاذ القرار ومشكلة صنع القرار وانواع القرارات في كافة المجالات وطرق اتخاذ القرار وفئاته والصعوبات التي تواجه متخذ القرار وعلاقته بالعلاج والارشاد النفسي. ‏
واتبع في البحث المنهج الوصفي الذي يدرس الظاهرة كما هي في الواقع ويصفها وصفاً تحليلياً علمياً، حيث يستخدم مصطلح المنهج الوصفي لنشير الى مجموعة واسعة من الفعاليات التي تشترك في كونها تهدف الى وصف الموقف او الظاهرة ‏
اما اداة البحث تم الاعتماد على مقياس اتخاذ القرار الذي اعده( سيف الدين يوسف عبدون) عام 1993 ـ ثم بعد استشارة الاستاذة( انتصار عارف مقلد) و( د. آذار عبد اللطيف المدرسين في قسم التربية الخاصة وجاءت نتائج الفرضيات بين دالة وغير دالة. ‏

اما مقترحات البحث: فتناولت الامور التالية: ‏
1 ـ تدعيم وتشجيع المعوقين حركياً وتقوية شخصيتهم وذلك بدمجهم في المجتمع لكي لايشعروا بالنقص الذي يشعرهم في بعض الاحيان بالخوف من مواجهة مجتمع الاسوياء . ‏
2 ـ زيادة عدد المراكز المتخصصة في شؤون المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة لتنمية احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية والعقلية والثقافية والعملية. ‏
3 ـ تهيئة الجو الاسري والمدرسي لتقبل الفرد المعوق وذلك لكي يستطيع الفرد المعوق مناقشة قراراته مع الاسرة والمجتمع بشكل مسالم بعيداً عن الانفعالات . ‏
4 ـ زرع الثقة والتفاؤل والأمل والثقة لدى المعوق حركياً عند اختيار البديل المناسب من البدائل المتعددة في عملية اتخاذ القرار. ‏
5 ـ العمل على تأليف كتب خاصة للمعوقين تمكنهم من الارشاد النفسي والاجتماعي والصحي في عملية اتخاذ القرار لأن ذلك يجعلهم لايشعرون بمشاكل كثيرة أثناء اتخاذ قراراتهم في اي مجال سواء( المهنة ـ التعليم ـ الزواج ـ العمل..) ‏

29/8/2006


جريدة تشرين

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon