ب...ي...ر...و...ت

ب...ي...ر...و...ت
نزل المسيح عن صليبه يبحثُ عن مسماره الرابع بين خرابكِ


يبحثُ بهدوء شديد كي لا يزعج دماركِ
أو يفسد جمال جراحك الهادئة مثل عيني الله في ليل الخريف
يبحث عن مسماره لا ليعيد تثبت ذاته على أخشابه المهترئة
بل ليسرق أجمل لحظات ألمكِ الوردي من مسمار تائه اختزن منكِ ألم عصر بأكمله
أليس من حقك أن تتلذذي بحطامك يا بيروت؟
أليس من حقك أن تمضغي نهديك المقصيّين عن صدرك العاري؟
أليس من حقك أن تلتقطي قلبك من بين الأنقاض؟
قلبك...إنه خارجك الآن...خارجك الآن
لكنه ينبض
ب...ي...ر...و...ت
انشري أجزاءك الحلوة على أصابع الأطفال ومناديل النساء ومقاعد المدارس
ولا تنسي أن تنشري رسائل عهرنا السري والعلني أيضاً
أضيفي مزيداً من حثالتنا إلى فنجان قهوتنا
اقلبي مكبات قذارتنا على وجوهنا...وانصرفي...ولا تتردي أبداً
كوني حذرة...يا بيروت
فطعم حليبك الكوني يغري الأباطرة مثلما يغري قطاع الطرق واللصوص
مازال البعض حالماً بحلمتي ثدييك الصغيرتين
ما زلوا  هنا وهناك يا بيروت...
يتمسكون بهما بشهوة جراء وأدمغة ثعالب وأنياب ذئاب
صار صدرك يوم الحشر لكائنات الغابة الصفراء
ولا أخضر إلا لون عينيك 
ب...ي...ر...و...ت
لن يرجع المسيح إلى صليبه إلا رسولاً لديانة جرحك
عندها فقط تصبحين
بيروت..

دمشق. 23/7/2006


خاص: "نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon