أرقي..

لم أستطيع يومها النوم... رغم رغبتي الكبيرة لذلك,
 لعل الحلم يأخذني إليك...


 بزغت الشمس وما زالت عيناي تحدقان بجدران غرفتي البيضاء
 كرهت هذا البياض...
 بدأت أشعر بأن هذه الجدران تطبق على صدري
 أحسست بحاجة كبيرة للركض... للهروب... للصراخ
 لا أريد الموت هنا...
 لا أريد أن يتجمد جسدي داخل هذا السجن الصغير... خرجت..
 كانت المدينة ما تزال تغط في نوم عميق... خاوية... باردة... بجدرانها البيضاء المتتالية...
 وكأنها سجن أكبر
 جدران بيضاء... أصبح هذا اللون يثير أعصابي...
 لون يذكرني بالصفحة البيضاء لحياتنا... وكأنها إنذار خطر حتى لا نرتكب أي خطأ
 ترى هل الحب هو الوحيد الذي لوث صفحتنا البيضاء...
 لا أريد أن أقع بهذا الإثم لوحدي...
 سأغير صفحة هذه المدينة...
 أخرجت قلم شفاهي وبدأت أرسم على جدرانها قلوبا ورود أسماكا..نجوما وأقمار
 رسمت ورسمت حتى ملأت الجدران..رسمت على الأرصفة... على السيارات
 وغفوت من تعبي على هذه الأرصفة
 فجأة أفاقت المدينة وهلع الناس... كبر بعضهم وآخرون صلبوا
 من أصيب بهذا الجنون؟ من قام بهذا العمل الفاجر..؟
 إلهي احمنا من غضبك تمتم آخرون! من يريد خراب مدينتنا لا بدا أنه عدو...!؟
 وركض كل منهم باتجاه تارة لبحث عن العدو أو لمحو هذه الرسوم
 صرخت بهم أنا.. أنا من فعلت ذلك
 ولكن لم يسمعني أحد وظلوا يركضون ويركضون
 سحقوا جسدي بخطاهم وهم يركضون
 وعندما انتبهوا لدمي المراق على الرصيف
 صرخوا... يا إلهي
 إنها أول ضحاياه...


خاص: "نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon