* 14% من الاعتداءات وقعت في أماكن العمل * * 22% من الاعتداءات كانت ضد أطفال تقل أعمارهم عن 12 سنة * * 43% من الاعتداءات وقعت في المكان التي تسكن به الضحية * * 62% من الحالات التي وصلت المركز كانت اغتصاب أو محاولة اغتصاب * * 64% من حالات الاعتداءات الجنسية كان المعتدي معروف للضحية أو أحد أفراد عائلتها*
أصدر مركز مساعدة ضحايا العنف، بمناسبة الخامس والعشرين من تشرين الثاني، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، تقريراً يضم معطيات حول نوعية توجهات نساء وفتيات ضحايا عنف واعتداءات جنسية لمركز المساعدة التي تديره جمعية نساء ضد العنف، كما ويستعرض التقرير ملخص التوجهات في الفترة ما بين كانون ثاني وسبتمبر 2006. قام المركز خلال الفترة المذكورة بمعالجة 520 توجهاً، أي بمعدل 58 توجها بالشهر الواحد؛ ازدياد ملحوظ بعدد التوجهات مقارنة بالعام الماضي (45)، وهذا يرجع لأسباب سياسية، اجتماعية واقتصادية مر ويمر بها مجتمعنا العربي، والبلاد عامةً، في الأشهر الأخيرة، وتؤثر بشكل خاص على النساء ومكانتهن، نوعية ومدى العنف الذي يمارس ضدهن. أما عن نوعية التوجهات التي شملها التقرير فتدل المعطيات على أن 235 من المتوجهات تعرضن للاغتصاب أو الاعتداءات الجنسية؛ 285 تعرضن لعنف جسدي، كلامي ونفسي، كما وقام طاقم المركز بمتابعة 93 توجهاً من أشهر وسنوات سابقة. أشارت 52% من المتوجهات للمركز إلى الضرر النفسي الذي لحق بهن نتيجة تعرضهن للعنف، والعنف النفسي خاصةً، حيث يصنف العنف النفسي كالأوسع انتشاراً ضد النساء، خاصة أنه لا يمكن رؤية آثاره العينية ومن الصعب تشخيصه وكشفه. أحد المعطيات الحادة في هذا العام هو الزيادة في عدد النساء ضحايا العنف الأسري اللواتي يتوجهن لأول مرة، حيث شكلت نسبتهن 12% من التوجهات التي تلقاها المركز، حيث أكدن أن المحرك الأساسي وراء توجههن لطلب الاستشارة والمساعدة من المركز، واتخاذ الخطوة الأولى من أجل الخروج من دائرة العنف، هو مدى تأثير العنف الجسدي والنفسي والجنسي الذي يتعرضن له على أطفالهن، حيث بدأن يلاحظن أن العنف الممارس ضدهن أصبح تأثيره واقعاً وحقيقة على أطفالهن، فقد تبنى الأطفال العنف كالطريقة الوحيدة والناجعة لحل الخلافات وكجزء من سلوكياتهم كمراهقين ومن ثم كراشدين، مما يستدعي التدخل والعلاج السريع من قبل السلطات المعنية. وكما علقت ليندا خوالد، مركزة مركز مساعدة ضحايا العنف الجسدي والجنسي: "يظهر التقرير كون الأطفال الشريحة الأكثر مُستغلة، والأكثر معاناة من العنف الأسري والعنف الموجه ضدهم بشكل مباشر؛ الوضع مقلق وخطر يستدعي استنفار جميع الهيئات العلاجية، التربوية والاجتماعية وبناء خطة مدروسة لمكافحة ظاهرة العنف ضد النساء التي بدأنا نلمس آثرها على الأطفال". هذه النوعية من التوجهات تأتي لتؤكد المعطيات التي نتجت عن البحث الأخير للمستشارة التربوية يفعات كرمل من جامعة حيفا، والذي يكشف أن ما بين 50%-80% من أطفال النساء المعنفات ليس فقط معرضين لأضرار نفسية جراء مشاهدتهم لأمهم تتعرض للتعنيف، بل معرضين لأن يكونوا بأنفسهم ضحايا لعنف جسدي أو جنسي.
في ظل النقاشات الأخيرة حول التحرشات والاعتداءات الجنسية في أماكن العمل، والفضائح اللاحقة برئيس الدولة ووزير العدل السابق، وصلت نسبة النساء العربيات المتوجهات لمركز واللاتي تعرضن لتحرش أو اعتداء جنسي في أماكن عملهن من زميل أو من مسؤول مباشر إلى 14% من مجمل التوجهات. لربما تبدو، وللوهلة الأولى، أن النسبة ضئيلة، لكن نعتقد أن صعوبة الكشف عن مثل هذه النوعية من التحرشات والاعتداءات الجنسية تأتي من تخوف لا يزال يطغي على النساء العربيات العاملات في القطاع العام أو الخاص، من العواقب الاجتماعية لكشف حقيقة أنهن تعرضن أو يتعرضن لتحرش أو اعتداء جنسي، ومن جهة أخرى يخشين من أن يفقدن مكان عملهن ومصدر دخلهن. من المهم أن نذكر، قيام طاقم العمل في مركز مساعدة ضحايا العنف والاعتداءات الجنسية بمرافقة المتوجهات بكل حل تختاره، حيث تم مرافقة 79 امرأة، وبناءاً على طلبهن، إلى المستشفيات، المحاكم والشرطة من خلال المحافظة على السرية المطلقة لكل توجه ومن أي نوع كان. إضافةً إلى ذلك، يقوم المركز بعمل ميداني جماهيري واسع على مدار العام، حيث قام طاقم العمل في مركز المساعدة، خلال القترة التي يغطيها التقرير، بتنظيم وتقديم 564 محاضرة وورشة عمل أمام آلاف الطلاب والطالبات، مجموعات نسائية، وفي فعاليات اجتماعية ومهنية مختلفة. (12% من الأمهات المعنفات: "المحرك الأساسي وراء طلب المساعدة هو كون أطفالي ضحايا عنف بأنفسهم")
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon