تحلم حواء بآدم فارساً على حصان أبيض, تحبه عاطفياً رومانسياً, يغرقها بالحب والحنان, ولكن الرجال تختلف نظرتهم لهذا الأمر فكثير منهم يعتقد أن الرجل القاسي, الحازم, هو خير مثال لفارس أحلام حواء. لأن الرجل في مجتمعاتنا تعوَد على هذه الصورة من آبائه وأجداده, ويشعر بالقلق إزاء التعبير عن مشاعره وعواطفه, لأن الاعتقاد الذي رسخه المجتمع أن صورته ستهتز كزوج, أب أو يتهمه الآخرون وخاصة الأهل وربما الزوجة, بأنه يتصرف كالنساء. فهل هذا صحيح, وهل تهتز صورة الرجل إذا عبَر عن مشاعره تجاه زوجته وأولاده؟؟ يقول زهير الحمصي (أعمال حرة ): أنا رجل عاطفي جداً, وزوجتي متأكدة من حبي لها ولأولادنا, ولكني لاأستطيع أن أعبر عن المشاعر في كثير من الأحيان, وغالباً لاأعرف كيف أعبر, وهي تعتقد أنني لا أرغب وأتعمد أن أكون حازماً وصارماً بصورة مبالغ فيها خاصة أنني كنت في منتهى الرومانسية والحنان في فترة الخطوبة. أما شاهين نصر(موظف) فيؤكد أن الحب والعواطف ليس مكانها أمام الناس حتى ولو كانت موجودة, يقول: أثناء وجودي مع زوجتي بمفردنا أظهر لها كل عطف وحنان ولكن إذا كان أحدٌ معنا خاصة أهلي, أتقصد تجاهلها وأحياناً تستفزني فأضطر إلى إهانتها والأولاد حتى لا تهتز صورتي أمام أهلي ويتأكدوا أنني (حمش) خاصة أن إظهار الحب والمشاعر الجميلة للزوجة يعتبر في عرفهم (عيب وفضيحة) فأنا أتعامل معها أمام أهلي كما يتعامل أبي مع أمي, وغالباً ما يكون هذا سبباً في شجارنا وينظر أحمد الشواف (مهندس) إلى الأمر باعتباره موضوعاًغير مهم, لأن طبيعة الرجل تحتم عليه إخفاء عواطفه ومشاعره حتى لو كان يتمتع بهذه العاطفة, يقول: لايأخذنا الوهم أن شخصية (سي السيد) الأسطورية لم تعد تراود الرجال ويتأثرون بها, ويتمنون الحصول على امرأة تشبه زوجته المطيعة والتي لا تطلب من الدنيا إلا رضاه, ولكن ولعدم وجود هذه الشخصية, فالرجل يحاول أن يحتفظ بهيبته ورصانته مما يجعله بعيداً عن إبداء العواطف والتصريح عنها بمناسبة وبغير مناسبة. ويشير مفيد جمعة (معلم دهان ) إلى أن الحزم مطلوب في التعامل مع الزوجة والأولاد, لأن الرجل هو الآمر الناهي وبيده الدفة, وأي تهاون في إمساكها يغرق سفينة الأسرة.. ويضيف:لقد تربينا على الحزم والشدة,وهذا ما جعلنا رجالاً نستطيع تحمل المسؤولية, والحب والحنان هوألا تحتاج أسرتك لشيء في هذه الحياة. أما جهاد عودة (تسويق تجاري) فيرى أن الزوجة والأولاد دائماً بحاجة إلى الحب والحنان ولكن هذا الحب ليس من الضروري أن يكون كلاماً بل يترجم بتصرفات, كأن يفاجئ زوجته بهدية رقيقة. ويؤكد أن الحزم مطلوب في المنزل حتى لاتهتز شخصية الرجل أمام عائلته, ويبقى الرجل قوي الشخصية حتى لو أدى به الأمر إلى التجرد من العواطف ظاهرياً تجاههم. أما الدراسات الاجتماعية والنفسية فهي تؤكد أن على الرجل أن يراعي ويتفهم رغبات زوجته وأولاده في سماع الكلام الرقيق والحنون, فالمرأة لا تعتبر العاطفة ضعفاً ويكفيها أن يهمس الرجل في أذنها ويقول لها أنه يحبها, أو يثني عليها أمام الأهل والأقارب. ولكن تربية المجتمع وثقافته تمنعه من القيام بهذه الأمور البسيطة التي من شأنها أن تملأ البيت بالحب, وتؤثر على تربية الأبناء بالإيجاب بعيداً عن سياسة الخوف والحزم داخل المنزل لإثبات الرجولة.
رويدة عفوف- (إبداء المشاعر.... هل يهز صورة الرجل؟)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon