نافذة الأسبوع ...أجيال

لم يزل الكثيرون ينظرون الى صراع الأجيال باستهجان وينكرون وجوده في مجتمعاتنا ظناً منهم أنهم يحافظون على السلم والتماسك الاجتماعي. إلا أن الواقع غير ذلك
بل وتزداد حدة ذلك الصراع وخصوصا في السنوات القليلة الماضية مع تزايد تفتح المجتمعات على بعضها وانتقال قيم وثقافات وعادات الآخرين الينا، بالاضافة الى الفجوة العلمية بين الآباء والأبناء.‏
واذا كان جيل الكبار من الآباء أو المديرين أو السياسيين ينظرون الى الشباب على أنهم متهورون وأغرار ومتسرعون فانهم بذلك يقطعون طريق الحوار الجدي معهم.‏
وحين تترسخ هذه النظرة فانها ستؤدي الى بقاء المجتمع بأكمله في قبضة التقاليد القديمة في العمل والحياة اليومية أي ستعيق فرص التجديد والتغيير التي أصبحت ملحة في مجتمعاتنا.‏
اذ يعيش شبابنا تناقضا صارخا بين ما حصلو عليه من قيم الحرية الفردية وتقبل العلوم الجديدة وبين اقصاء الكبار لهم وعدم شدهم الى المشاركة، مما يمنع تفتح امكانياتهم ويقتل روح المبادرة والابداع عندهم وما ملامح اللامبالاة واللإحساس بالمسؤولية عند غالبية شبابنا الا لهذا السبب.خاصة عند الآباء الأقل تعليما والمديرين الأقل تفتحا.‏
بالمقابل لاننكر أن الشباب ينظرون أحيانا لكل قديم نظرة استهجان وينكرون الخبرات وهذا أيضا مرفوض، لكن لابد للكبار من شد الشباب الى المشاركة لاعطائهم الفرصة، وعلى صعيد العمل سجل الكثير من المديرين الشباب في مؤسساتنا نجاحات مهنية عجز عنها الكبار.‏
وعلى صعيد البيت تزداد الهجرة والانحراف والانتحار والتوجه الى الجماعات المتطرفة بسبب تسلط الآباء، والسؤال بعد أن تعترف الحكومة بصراع الأجيال كيف ستتجاوزه من السلبي الى الايجابي فتوسع فرص الشباب أكثر في الادارات فتنتقل هذه المشاركة من السلطة السياسية الى السلطة الاجتماعية.‏

لينا ديوب- (نافذة الأسبوع ...أجيال)

جريدة الثورة (29/11/2006)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon