الشلل الدماغي "Cerebral palsy"

الشلل الدماغي: هو اضطراب في حركة وشكل الجسم يظهر في السنوات الأولى من العمر ويردع هذا الشلل لتلف أو قصور في النمو الطبيعي لجزء صغير من الدماغ يتحكم في الحركة.

 ويأخذ الشلل الدماغي أشكالاً متعددة وفي الحقيقة لا يوجد اثنان مصابان بالشلل الدماغي متشابهان تماماً. فالبعض تكون إصابتهم خفيفة وآخرون تكون إعاقتهم شديدة يعانون من صعوبة في المشي أو صعوبة في استخدام اليدين أو النطق والبعض غير قادرين على الجلوس ولا يستطيعون خدمة أنفسهم وقد يمتد التلف إلى أجزاء أخرى من الدماغ مما يؤدي إلى الصمم أو كف  البصر وحتى إلى التأخر في الإدراك والوعي وكثير من الأطفال منهم من لديه صعوبات في التعلم مما يسبب بطء في النضج، كما يتمتع بعضهم بدرجة عالية من الذكاء ولكن مشاكلهم الحركية تحول دون تقدمهم بالسرعة الكافية فيصعب عليهم التحكم في تعبيرات وجوههم ويبدون بنظر الآخرين متأخرين عقلياً مع أنه لا توجد في الحقيقة علاقة بين المظهر الجسدي والقدرة الذهنية.
إن أبسط وصف للشلل الدماغي هو إصابة .. فهو لا يعتبر مرضاً، هو غير معد بشكل مؤكد، ومن غير المألوف أن تحدث إصابتان في عائلة واحدة ونسبة الإصابة هو طفل واحد من بين 500 طفل، وقد يولد في أية عائلة ولا يقتصر على عائلة دون الأخرى وهذه الإصابة يمكن تجنبها أحياناً على مستوى تطور الخدمات التي تقدمها المستشفيات عند وجود نذر الإصابة فعلى أثر إصابة الدماغ وأثناء تطوره تصبح الحركات عند الطفل غير عادية، فالعضلات تكون ضعيفة ويصبح تحركها غير متناسق وتكون الحركات غير متناسق  وتكون الحركات بطيئة أحياناً، متشنجة أو عشوائية وحسب مركز الإصابة وامتدادها، تظهر الاضطرابات مختلفة ولكننا نستطيع القول أن الجسم بكامله يكون متأثراً حتى ولو كان بارزاً أكثر في قسم من الجسم.
إن الشلل الدماغي ليس مرضاً وراثياً، أما العامل الوراثي الذي قد يسجل فهو قدرة المقاومة في النسيج الدماغي التي قد تكون ضعيفة ومن هنا نكون قد بدأنا نبحث كنا يبحث كل أب وأم عن الأسباب ويبقى السؤال كبيراً لماذا؟
إن أهم مسببات الشلل الدماغي عند الأطفال هو نقص الأوكسجين في الدماغ مما يمنع وصول الأوكسجين في الدماغ مما يمنع وصول الأوكسجين بشكل كاف إلى مختلف أجزاء الدماغ وهذا ما يسبب تلفاً في قسم من الخلايا الدماغية والأسباب متعددة فقد تحصل:

خلال فترة ما قبل الولادة
35%
أثناء الولادة وحتى عمر الشهر 50%
خلال فترة الولادة 15%
الالتهابات- التسمم- الصدمات القوية
التفاف حبل السرة أثناء الولادة

جفاف المياه من الجسم
اضطرابات تكوينية

استعمال الملقط- اليرقان
التهاب الدماغ

أما أنواع الإصابات:
1- الشلل المنفرد Monoplogie: وهو إصابة عضو واحد كاليد أو الرجل.
2- الشلل السفلي Paraplegie: وهو إصابة الأطراف السفلية.
3- الشلل النصفي الجانبي Hemiplegie: وهو الإصابة التي تطال جهة  واحدة من الجسم يسرى أو يمنى
4- الشلل الرباعي Quadriplegie : وهو الإصابة في الأطراف الأربعة.
وحسب التصنيف الدولي نستطيع تحديد(5) أنواع من الاضطرابات الحركية الناتجة عن إصابة دماغية.
أولاً التشنج Spasticle: وهو ظاهرة الإنشداد العضلي الناتج عن خلل في التوازن العضلي وتظهر آثاره في الجلوس والمشي وحركات اليد الدقيقة.
ثانياً الرنحية Ataxie: حيث يظهر عدم تناسق في الحركة وتكون المنطقة المصابة هي المخيخ.
ثالثاً التصلب Rigdte: حيث تتصلب الأطراف العلوية عند تحريك أي قسم من اليد بسرعة.
رابعاً الرجفان Tremblemnt: وهو يظهر في عدم الاستقرار في الوضعية الثابتة.
إن الإعاقة الحركية هي الوجهة التي تحدد حالات الشلل الدماغي ولكن بروز العنصر الحركي وكأنه عنصر أساسي في تشخيص الحالة لا يعني أن الإصابة الدماغية هي فقط محصورة بالمراكز العصبية المسئولة عن تنظيم الحركة في الجسم والعضلات بل إن الدماغ بأكمله قد تعرض للأذى مما يعقد طبيعة العلاج ومن هنا تأتي أهمية تحديدها وتشخيصها والبدء بتأهيلها ومنها اضطرابات حاسية وحسية واضطرابات في ]تناسق الحركات واضطرابات الصرع والمشاكل العظمية ومشاكل النطق والمشاكل الفكرية ومشاكل النفس حركية وبالتالي تعدد هذه المشاكل يحتاج إلى فريق معالج متعدد الاختصاصات وأهم نقطة بداية هي الاكتشاف والتشخيص المبكر على مميزات دماغ المولود الجديد فعندما تتعطل الوظائف في المنطقة الدماغية نلاحظ أن مراكز دماغية أخرى قد تقوم بهذه الوظائف بشكل نسبي وبذلك ندعم المنطقة المصابة فإن أهمية إفساح المجال أمام الطفل في بداية مراحله لاكتساب معلومات وخبرات جديدة قد تعوض ولو بشكل نسبي عن ضعف المراكز المصابة و ومن هنا يأتي ما نسميه التدخل المبكر لتحديد نوعية ومدى الإصابة وبالتالي رسم الخطط العلاجية للطفل وعائلته.
من المؤلم جداً أن نرى الأطفال وقد أضاعوا  السنوات الأهم في حياتهم ضمن إطار علاجي محدود وبسيط في حين نرى ضرورة التدخل بشكل كامل خلال السنوات الأولى من حياته لإعطاء الطفل كل الفرص الممكنة لتطوير قدرته إلى أقصى حد. وحتى تشعر العائلة بالأمان بدل التخبط بالآراء المتناقضة وحتى يحصل الطفل على تربية عاطفية سليمة تؤمن له التوازن النفسي تأسس ثقته بنفسه لكي بتأقلم مع متطلبات إصابته منذ البداية مما يوفر عليه صعوبات مستقبلية، هذه فكرة بسيطة عن هذه الإصابة وإن كان الخوض في تفاصيلها يحتاج إلى الكثير.. فأرجو منكم التواصل لخدمة الأطفال والعائلات التي يعاني أطفالها أية مشاكل ولنكن يداً واحدة لخدمة الأطفال جميعاً.
دراسة حالة من الجمعية عن الشلل الدماغي:
الطفلة ز. س عمرها 7 سنوات:
راجعت الطفلة ز.س الجمعية وهي بعمر ثلاث سنوات ونصف بتاريخ 22/3/2003 وكانت عندها تملك مقدرات جيدة في الفهم والاستيعاب، وكانت تستطيع الجلوس لوحدها مع استناد بسيط وعند التربيع، أما الوقوف فكان غير مكتسب لديها وكانت -عند مساعدتها على الوقوف- تقف على رؤؤس أصابعها مع وضعية المقص، ومن ثم تمشي على الأطراف بوجود مساعدة. أما  الكلام فكان ضعيفاً، كانت تحاول الكلام لكن نطق الأحرف كان ضعيفاً، وكذلك الصوت. أما بالنسبة للفهم، فقد كانت تفهم كل ما كان يقال لها مع استجابة جيدة للعلاقات الاجتماعية، وثقة عالية بنفسها، وكانت تحاول التغلب على مشكلتها.
بدء العمل معها في الجمعية:
تم البدء بخطة التأهيل بعد دراسة الحالة وتقييم قدرات الطفلة ووضع نقاط القوة والضعف لديها لدعم نقاط الضعف والتي تتمثل بضعف التطور الحركي والنطق والكلام تطور القدرات المعرفية حيث خضعت الطفلة وبعد القيام بفحص الطفلة عصبياً من قبل الدكتورة المختصة، تم العمل معها وفق خطة عمل على عدة مستويات:
- التقييم والعلاج النفسي والتطور المعرفي عند المرشدة  النفسية المختصة.
- العلاج الفيزيائي عند المعالجة الفيزيائية.
- علاج النطق عند أخصائية النطق.
- الدمج والتنمية/ خبيرة الدمج.
وكانت خطة العمل تلك تعتمد بشكل أساسي على إدماج الأهل بالخطة وتعليمهم كيفية تدريب طفلتهم وتأهيلها لمرحلة الروضة حتى نحصل على أقصى درجات الاستجابة من الطفل وبحيث لا يكون هناك تناقض بين ما نقوم به في الجمعية وبين ما يقوم به الأهل في المنزل من خلال بعض التدريبات والنشاطات.
وتضمن البرنامج الخاص بالطفلة ما يلي:
1- خطة التطور المعرفي/ الأشكال، الألوان، المفاهيم، التشابه./
2- خطة النطق / تقوية عضلات جهاز النطق عن طريق النفخ ودعم الأحرف التي تستطيع أن تقولها./
3- خطة العلاج الفيزيائي .. التدريب على المشي والتوازن.
النتائج بعد حوالي ثلاث سنوات:
النتائج كانت بمعظمها إيجابية: بحيث استطاعت الطفلة أن تمشي مع صعوبة قليلة في التوازن، وتحسن النطق لديها بحيث أصبح كلامها مفهوم وأصبحت قادرة على نطق كلمات واضحة بالإضافة إلى تركيب جمل من كلمتان وثلاثة... وهي الآن في المدرسة الابتدائية في الصف الأول ضمن خطة الدمج الوطنية وذلك بمتابعة أساسية متواصلة وحثيثة من الأم التي كان لها الدور الأكبر في تطور طفلتها من خلال الالتزام بالعلاج وبالتعليمات والرغبة بتطوير قدرات طفلتها وعدم الرضوخ للواقع...

  فريال الخطيب- جمعية نقطة الحليب (الشلل الدماغي ((Cerebral palsy)


خاص: "نساء سورية

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon