مختارات من "التائه" لجبران خليل جبران

*- نعم أنت بخير ولكن الألم الذي تحمله المحارة التي تجاورك في داخلها إنما هو لؤلؤة ذات جمال لا حد له.

*- قال الرجل في سرّه: هاهو ذا حلمٌ آخر تبدّد منذ الآن وتحوّل إلى ضباب.
وقالت المرأة: وهي تتأمل وحيدة: ما لي ولرجل يحوّلني إلى ضباب وحلم.
*- روح الفيلسوف تقيم في رأسه وروح الشاعر في قلبه وروح المغني في حنجرته أما روح الراقصة فإنها تقطن في جسدها كلّه.
*- إن نفسي تريد أن تستريح الليلة فقد يغلبني النوم وفي نومي أرى عالماً أكثر نوراً من هذا العالم  فتأتي مخلوقات أبهى من مخلوقاتنا وتسرق طريقها إلى فكري.
*- تعال إليّ مع الأحلام التي تراها في يقظتك وسأخبرك عن معناها أما الأحلام التي تراها في نومك فإنها مما لا تناله معرفتي.
*- أجل إذا كان صمت الليل ثقيلاً علينا وقد أصبح في مستطاعي الآن أن أدرك أن لا حاجة بنا إلى الانقطاع عن الفناء ترفيهاً عن أولئك الذين يملئون فراغ نفوسهم بالضجيج.
*- حقاً أنت فيلسوف ولا تستطيع أن تضع قدميك في حذاء رجل آخر؟ هناك في أول الشارع  نفسه إسكافي آخر، يفهم الفلاسفة أكثر مني، أذهب إليه للقيام بعملية الإصلاح.
*- قال البغل لصاحبه: ألا تتذكر أننا حملنا تلك الحجارة التي بُني بها الجسر ومع ذلك لا يزال هناك من يقول حتى الآن أن الملك انطيوخوس هو الذي بنى الجسر.
*- قلّة منّا هم الذين يقدرون على إضافة واقع إلى واقع مختلف ويؤلّفون من ذلك حقيقة.
*- الأول: إنها آثار تنين طاف الأرض في الماضي السحيق الثاني: إنها أماكن هبطت عليها النيازك من أفلاك الكواكب القصية، المجنون: أتمّ المعرفة أن هذه ليست شيئاً سوى آثار أقدام لتائه.
*- قال الرجل للشجرة: ما أشبه الواحد منا بالآخر، إن جذوري عميقة أيضا في التراب الأحمر والتراب الأحمر يمنحك القوّة لتهبني من ثمرك، وهو الذي يعلمني أن أتقبل منك مع الامتنان
*- أنت تغش! أنت تخادع! إنك تعلّم وتعظ بأشياء لم تبدأ بتحقيقها في نفسك.
*- نحن الشيء الذي لا نهاية لصغره، ولا نهاية لكبره، نحن الطريق بين الاثنين.
*- إنكما تنتميان معاً إلى مدرسة فلسفية واحدة فأنتما تتحدثان عن شيء واحد ولكن بكلمات مختلفة، إن أحدكما يبحث عن عين الصبا والآخر عن سرّ الموت وهما في الحقيقة شيء واحد وهذا الشيء نفسه يقيم فيكما معاً.
*- الشاعر الأول: لقد انتهيت من نظم أروع قصيدة قيلت حتى الآن بالإغريقية. إنها مناجاة لزوس الأعلى.
الشاعر الثاني: لم أنظم سوى القليل، فقط ثمانية أبيات تذكاراً لصبيٍّ كان يلعب في الحديقة، واليوم وبعد ألفي سنة لا تزال الأبيات الثمانية تدور على كل لسان ويردّدها الناس بإعجاب واعتزاز، أما القصيدة الطويلة فإنها وإن تناقلتها الأجيال من بعض في المكتبات وحجرات الباحثين كان الناس يذكرونها، ولكنها لم تلقى محبتهم ولم يتلوها.

إعداد وعرض: عبد المجيد إبراهيم قاسم- (مختارات من "التائه" لجبران خليل جبران)- mejeed1973@hotmail.com 
 

خاص: "نساء سورية"

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon