نحن في المسرح أفسحوا لنا المنصة

إنهم الأهم في أي مشروع اقتصادي، عبارات تتكرر على مسامعنا عند الحديث عن الشباب ورغم كل هذا يغيب الاهتمام.
وتنحسر الرعاية وقد يكون مهرجان دمشق المسرحي مثالاً من دون حساب للتبعات، فالمتابع لمهرجان دمشق المسرحي يرى كيف شهد تجارب شبابية أذهلت جمهور المهرجان وقد انتزعت الإجماع بالإعجاب فكانت حديث المهرجان ومنها عرض (شوكولا) الذي أنجزته فرقة (نبض) المسرحية المؤلفة من مجموعة شبابية من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد نهضوا بكامل عناصر العرض بالتأليف والإخراج والتمثيل، وكان لديهم الإصرار لتقديم محاولة تكون نواة لمشروع مسرحي مهم، ورغم كل الصعوبات فقد تابعوا عملهم في العرض وأنجزوا بكثير من الحرفية وأكدت مخرجة العرض ومؤلفته الشابة رغدة الشعراني قائلة:‏
نريد لأنفسنا أن نكون.. نفرح ونكتشف.. نريد لأنفسنا معنى، معتبرة أن الانتظار وعدم المبادرة هو عجز مطلق، لذلك أتى العرض بكل تفاصيله عن مشكلات الشباب وهمومهم وكل ما يعيق حياتهم ويحولها إلى منظومات من القسريات والمستمرة مهنياً ونفسياً وشخصياً، وقد باحت كل شخصية عبر اعتراف بأسرارها ومكنوناتها ليشمل العرض حياة الشباب كرههم وحبهم وجنوحهم وكل شيء عنهم، وينطق العرض بحقائق مضيئة تؤثر على الشباب ومسيرتهم، إنهم يتحدثون عن أنفسهم.‏
عرض آخر (التشكيلة) أنجزه مجموعة من الشباب المسرحيين ما قبل التخرج، متجاوزين كل الصعوبات إن كان من مكان البروفة المسرحية، أو غياب الدعم المادي والمعنوي للفرقة، ورغم ذلك استطاعت تلك المجموعة أن تقدم عرضاً ضمن عروض المهرجان من بين مجموعة أعمال مسرحية شبابية وقد بذلوا الجهود المغنية وتجازوا معوقات كثيرة هدروا فيها وقتهم وكيانهم.‏
طاقات فنية وشبابية ومواهب ورؤيا متميزة أنجزت ووصلت رغم كل العقبات فماذا لو تم دعمها ورعايتها..? فحتى تأمين البروفات اعتمدت على جهود فردية وشخصية خاصة.‏
ألا يدعو ذلك لتساؤلات عديدة حول دور المؤسسة المسرحية والمؤسسة الثقافية ككل أليس من الأجدى رعاية الشباب المسرحيين، واحتضان مشاريعهم لاستثمار طاقاتهم المكنونة التي تخرج إلى جمهورها بخطوات ثقيلة تعوق تقدمهم وقد تشلهم عن تقديم الأفضل..!!‏

آنا عزيز الخضر- (نحن في المسرح أفسحوا لنا المنصة)

جريدة الثورة (22/11/2006)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon