مناهضة العنف ضد المرأة تحتاج الى تظاهرة وليس احتفالاً عالمياً

اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة.. عنوان عريض... لايمكن للمرء إلا أن يقف أمامه متأملاً مدهوشاً... يقرؤه ولايقتنع به... ولانبالغ اذا قلنا بأنه لايمكن للمرء ان يفكر بأن تمشي الحياة بلاعنف نهائي بشكل عام..وعنف ضد المرأة بشكل خاص...
ان العنف في أيامنا هذه هومصدر قوة... وهو سياسة الدول التي تتحكم بالعالم، فكما ان الخبز هو قوة الشعوب... فإن العنف هو الحاكم والمتحكم بهذه الشعوب والامثلة كثيرة.
واذا اردنا ان نتكلم عن العنف والظلم فإن الحياة ستصبح قاتمة لامعنى لها فكيف اذا اردنا ان نتكلم عن العنف ضد المرأة المقهورة منذ الازل... فأي تقدم في العالم ينسب الى الرجال.. واي تقصير ينسب للمرأة مهما كان صغيراً.. فالقول دائماً وراء كل رجل عظيم امرأة... بينما يقال في المقابل بجانب كل امرأة يقف رجل عظيم... وهذا اول مظهر من مظاهر العنف النفسي الذي تتعرض له المرأة، وهومظهر لايقل في اهميته عن مظهر العنف الجسدي. ‏
اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة... ولكن عنف من يا ترى هل هو العنف الذي تتعرض له من قبل الاب ام الاخ ام الزوج ام الابن؟ اعتقد بأن هذا العنف مهما كبر وتعاظم ممكن ان يكون بسيطاً ويمكن التغلب عليه.. ولكن العنف الحقيقي هو ماتتعرض له نساؤنا العربيات من قبل المحتلين الاسرائيلي والامريكي، فالقصص والحكايات الغريبة التي نقرؤها ونسمعها عما تتعرض له النساء العربيات الطاهرات من عنف وقهر تتشعر منها الابدان... وتتساءل: ألم ير هذا العالم الذي يحتفل باليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة نساءنا في سجن ابو غريب ومايتعرضن له من عذاب واغتصاب؟... ولم يسمع بالضرب والقهر الذي تعانيه المرأة في سجون الاحتلال الاسرائيلي؟.. وماذا فعل هذا العالم بالجندي الامريكي الذي قتل اسرة فتاة عراقية بأكملها ثم قام باغتصابها وقتلها دون اي احساس بالذنب او بالخوف من العالم ومن مسؤولية اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة؟... يوم يجب الا نحتفل به.. بل على العكس يجب ان نتظاهر فيه.. وننادي بإطلاق النساء من سجون المحتلين الذين يتغنون بالحرية والديمقراطية على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز... هو يوم على النساء العربيات ان يرفعن فيه احتجاجاً للامم المتحدة باسم كل نساء العالم على سياسة بوش واتباعه من الاسرائيليين والامريكيين... تلك السياسة التي انتهكت حقوق الانسان العربي وفرضت عليه حروباً.. خرج الجميع منها خاسرا... وكانت المرأة هي الخاسر الاكبر لما تعرضت له من حزن على فراق احبائها... ومن سواد لف حياتها من جراء تعرضها للذل والمهانة... ومن دموع ستحفر في وجهها تضاريس تحكي للاجيال القادمة قصص العنف الذي تعرضت له... لعل الاجيال القادمة ستحتفل باليوم العالمي لانتهاء العنف ضد البشرية كلها وليس ضد المرأة فقط. ‏

إلهام العطار – (مناهضة العنف ضد المرأة تحتاج الى تظاهرة وليس احتفالاً عالمياً)

جريدة تشرين (27/11/2006)

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon