يمضي الرجال أوقاتهم في العمل، وفي البيت يجلسون أمام شاشة التلفزيون، أو الكمبيوتر، يشاهدون الفضائيات، ويتصفحون الانترنيت، أو يلعبون الطاولة والشطرنج مع أصدقائهم. إنهاء وسائل من المفترض أن تلون الحياة، بالرفاهية وتصبغها بنوع من السهولة والمرونة والتنوع، ولكنها تحولت إلى معاناة.. ثم إلى استغاثة تطلقها حواء على الملأ دون خجل (إننا أرامل لأزواج أحياء). فهوايات الرجال وغرامهم بها، جعلها ضرة جديدة وعصرية، تصعب منافستها، ولا تمتلك حواء العصر الحديث الأسلحة الكافية لمواجهتها. بصوت مجروح تشكو سمر الميداني تعلق زوجها بأصدقائه ولعب الطاولة والورق معهم.. تقول: أصدقاء زوجي هم ضرتي وسبب تعاستي فهم يسرقونه مني ويطاردونه بالمكالمات فإن لم يجب على هاتف المنزل بدأ جواله بالرنين دون انقطاع حتى يذهب إليهم.وقد أصبحت مشاجراتي معه بسبب هذا الموضوع وهوسه مع أصدقائه بلعب الشدة دون الالتفات لي ولاحتياجاتي، وحين لمحت له بالاختيار بيني وبينهم أفهمني (بالمحسوس) أن بناء الصداقة ليس بالأمر الهين.. ويصعب الاستغناء عن الأصدقاء مهما كانت الأسباب.
أما منى سويدان فتعترف أن التلفزيون ومحطاته الفضائية سرق منها زوجها تقول: لقد حول التلفزيون حياتي إلى تعاسة، ففي الوقت الذي أكون بحاجة إليه ليسمعني كلمة حلوة أو يسألني عن أحوال الأولاد أجده منشغلاً عني مع آلة صماء إنه في حالة حب وغرام دائم مع التلفزيون والأخبار، وعندما أريد أن أفتح معه موضوعا حيويا يسكتني بإشارة تغيظني جدا قائلا بحزم (بعدين) أي بعد أن ينتهي هذا الخبر أو المناقشة أو المناظرة السياسية، وكأنه سيدخل في امتحان بالمادة التي يشاهدها ويطالبني بأن اختار وقتا مناسبا..وهو مستمر في حالته هذه لذا لن يكون أمامنا وقت مناسب وأصبحت عندما أراه أمام التلفزيون أصاب بالجنون.
لكن الأمر مع انصاف المعطي يتعدى الغرام بجهاز التلفزيون ومحطاته وما تبثه بل يصل الى حد الاعجاب المعلن بما يقدمه من مطربات وراقصات تقول: زوجي مأخوذ بالمذيعات والمغنيات وفتيات الكليبات ولا يستحي من التعليق أمامي على حلاوتهن ورشاقتهن حتى أصبحت أكرههن، وصرت أتمنى لو كانت لدي ضرة من لحم ودم أستطيع أن أشفي غليلي منها بالطرق التقليدية لكن ما يغيظني هو أنني أتعامل مع عدو وهمي لا يمكن التعاطي معه ويسيطر على حياتي ويأخذ وقت زوجي دون أن يكون بإمكاني التصرف.
أما غصون زكريا فهي تحاول تارة بالشجار وأخرى بالتطنيش والصبر أن تتعامل مع ضرتها الشرسة المسماة الكمبيوتر فهو كما تصفه العش والغرام الأول والأخير لزوجها وهي تتخذ أساليب عديدة ولا تنفع معه إلا في حالة المرض تقول: من أهم الوسائل التي استقطب بها اهتمام زوجي وأنتزعه من ضرتي هو التمارض حينها فقط أدرك أنني أغلى من كمبيوتره العزيز وجولات الانترنت التي لا تنتهي اضافة الى حليفي الاستراتيجي وهم الأولاد الذين ينجحون أحيانا من انتزاعه من براثن ضرتنا العنيدة.
لكن الرجال يتعاملون مع عملهم وهواياتهم من منظور مختلف، إذ يرون أن لهم من المبررات ما يجعلهم يشعرون بأن هذه الأشياء حق خاص بهم وخالص لهم ولا يجب أن تتذمر الزوجات منها. يقول رفعت عيد: إن جميع الزوجات يرغبن في أن يلازمهن أزواجهن طوال اليوم لذا فإن أي وقت فراغ للرجل يعتبرنه حقا خالصا لهن لكن الحقيقة هي أن العمل وضغوط الحياة تجعل الرجل يمارس هوايات خاصة ليجدد حيويته وهذا لا يعني إهمالا للزوجة أو أن هذه الهواية أصبحت ضرتها.
ويدافع يوسف محمد عن حق الرجل في ممارسة هواياته حتى لو كانت الجلوس أمام التلفزيون أو تصفح الانترنت وغيرها يقول: الرجل كائن يحتاج للترفيه فلا يجب أن تكون هذه مدعاة للشكوى والتذمر إن الأمر يحتاج فقط الى تفهم الزوجة ووعيها، فليس هناك من داع للملل والضيق والغيرة من كل ما يشكل رفيقا للرجل، وعلى النساء أن يحمدن الله أن هوايات رجالهن تقتصر على هذه الأمور ولا تتعداها الى ضرة فعلية من لحم ودم.
لقد استحوذت وسائل الترفيه الحديثة على أوقات الرجال ودخلت كمزاحم للمرأة على وقت زوجها لكنها انتصرت في النهاية لتعترف النساء أن هذه الضرة العصرية قد تغلبت عليهن وسلمن بالأمر الواقع كي تسير سفينة الحياة.
رودية عفوف- (هوايات الرجال.. عندما تتحول إلى ضرورة عصرية!)
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon