عريس لقطة

يدخل العريس ووالدته إلى منزل العروس وبعد الترحيب تعتذر والدة العروس قائلة: أتمنى أن لا تؤاخذونا فقد تأخرنا عليكم لكن أنت تعرفين كان علينا أن نسأل عن الشاب قبل,

 حسب العادة "بس بلا صغرا" من الذي دلّكم على ابنتي؟ تجيب والدة العريس: أولاد الحلال ألله يجزيهم الخير, منذ زمن وأنا أبحث لابني على موظفة وتكون مثبّتة, "لحتى ألله آذن" تعرفين في هذا الوقت يجب أن يكون للزوج والزوجة مردوداً مادياً لكي يستطيعا بناء حياتهما.. وإن شاء الله يكون نصيبنا عندكم..
ترد أم العروس بفخر: سمر منذ 3سنين موظفة بعقد, الحمد لله منذ شهر فقط تم تثبيتها, بالمسابقة الأخيرة التي أقاموها في مؤسسة الأعطاب لكي يثبّتوا موظفيهم.
يسأله الأب: هل تعتمد على راتبك فقط..؟
يجيب العريس وهو يدخن ويضع رجل على رجل وأمامه موبايل ومفاتيح السيارة: لا عمو "بزعل منّك" ماذا سوف يفعل لي راتب الوظيفة؟ والله "بطالع قدّو مرتين".. بل قل خمسة..
يردف الأب: هذا يعني انك تعمل بعد الدوام؟
العريس متفاخراً: لا لا هذه التكسي التي حضرنا بها وضعت لها سائقاً ليعمل عليها
تتابع أمه: ابني ما شاء لله عليه, ألف قل هو الله أحد, "حربوق وحرِك" له مردود من وظيفته "برّاني",غير من التكسي, ومن ناحية أخرى لا يطلقون عليه سوى ملوّع قلوب العذارى "أسامي ألله عليه" كما ترون لا يدخّن إلا "وينستن", ولا يسهر إلا في أفخم المقاصف.. كل فترة يقوم بتغيير شكله, الآن "حابب لوك بوري مرقّدة" ثم, إذا لم يكن موبايله آخر صرعة لا يحمله, "شي باندا شي دمعة".. وو الآن لو لم يقفله لأجل هذه الزيارة لكنتم شاهدتم المعجبات اللواتي يتصلن به و"المسجات" التي تصله "شي بينحكى وشي ما بينحكى" يقبر قلبي "شو صايع آخر صياعة"
يرد والد العريس وهو مقطب الحاجبين: ولكن ما سمعناه غير ما تقولين!
سألت عنه في مكان عمله أكثر من واحد, يعني الأغلبية أكدوا الشيء الذي تفضلت به, وواحد قال عنه انه طيب وحباب والقط يأكل عشاءه لا بل وأنه مسكين وخدوم وكريم ومن هذا الكلام الفارغ الفاضي..
ترد الأم بعصبية: والله وليس كلامي دفاعاً عن ابني, هذا الكلام لا أساس له من الصحة.. مؤكد هذا الواحد من الذين يغارون من ابني.. ويتابع ابنها: مؤكّد هذا حسان ما في غيره, لأنني ظللت أنخر وأحفر وراءه حتى جعلتهم في الإدارة ينقلوه من عندنا في لجنة المشتريات ويضعوه في الديوان صار لا يعرف كيف يريد أن ينتقم مني, لكن لابأس "عا هامان يا فرعون" والله سأريه كيف هي طيبتي على أصولها..
تدخل العروس وتقدم القهوة بينما والدتها تعلق: نحن لا نأخذ من راتبها شيء, كله نشتري به ذهباً لها, يعني للأيام.
والدة العروس تتناول القهوة وهي تقول: ماشاء الله عليها, ونحن في عصر السرعة, تخرج كيساً وتتابع: هذه "الشوفة" بطلت موضة قطعة الذهب أو الساعة, هذا موبايل دمعة وخط ليس بطاقة.. انشاء الله ستكونين من نصيب ابني يا حق.
لكن والدة العروس تتدخّل: يعني كل شيء قسمة ونصيب, سنرى سنرى لاحقاً, علينا أن نسأل البنت وندرس الموضوع, تعرفون إنها جيزة عمر.. إن شاء الله خير, تفضّلوا تفضّلوا القهوة.
يستأذن العريس ووالدته وهي تقول: أرقام هواتفنا صارت عندكم, ونحن ننتظر الجواب لكي نأتي ونتفق على التفاصيل.
ترد والدتها إن شاء الله خير, سنتصل بعد عشرة أيام.
بعد خروجهما تقبّل الأم ابنتها وتقول لها: ألف مبروك, والله عريس لقطة, سبحان الله, لا يوجد من هو كاملاً, فيه كل المواصفات المناسبة, فقط لو كانت أمه الميتة وليس أبوه كان كاملاً مكمّلاً.

قمر صبري الجاسم (عريس لقطة)


جريدة العروبة 1/11/2006

التالي
« السابق
الأول
التالي »

تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon