ضمن نشاط مرصد نساء سورية في حمص, وبالتعاون مع المعهد العالي للغات والاتحاد الوطني لطلبة سورية, تم تنفيذ نشاط هو الأول من نوعه في المعهد بعنوان "نحو أمان أكثر للأسرة" متضمنا عدة محاور تخص الأسرة. منها المحور الصحي فلا يمكن للرجل والمرأة تشكيل أسرة آمنة بدون أن يتمتعا بصحة جيدة, ولأن المرأة تتحمل أعباء الحمل والولادة بحيث تتعرض لمخاطر أكثر وبالتالي تحتاج لاهتمام أكبر.
ومن أجل الوصول إلى أمان أكثر للأسرة لابد من تمكين المرأة صحيا الذي يعني حقها في حياة صحية سليمة وهو ينعكس على وضع الأسرة الصحي بكامله حيث تشكل المرأة في مجتمعنا الركيزة الأساسية في التعامل الصحي للأسرة. لذلك كله تم تخصيص محور "حول صحة المرأة والتدخين" قدمه الدكتور سمير السبعة أخصائي صدرية واهتمام بالإقلاع عن التدخين.
أوضح الدكتور أثار التدخين السلبية على النساء حيث يؤدي إلى اضطراب وألم طمثي كما أنه قد يكون السبب في سن يأس مبكر.
والهبوط التناسلي: (هبوط مهبل أو رحم) يؤهب لحدوثه السعال المزمن خاصة السعال الشديد. ولنفس السبب يحدث تبول لا إرادي (سلس بول) عند السعال الشديد. يكون الأثر للسعال الشديد عند الذكر الفتوق التي تحتاج لجراحة وقد تسبب مشاكل خطيرة.
وأيضا لترافق التدخين مع استخدام حبوب منع الحمل عامل مؤهب للإصابة بالأمراض الوعائية والقلبية.
مرورا بأضرار التدخين على الجنين, ومن ثم الطفل وصولا بتأثير التدخين السلبي على جمل المرأة.
ولأن العنف والأمان لا يلتقيان, كان لابد لنا من تسليط الضوء على العنف الأسري, الذي تعانيه منه المرأة في كافة المجتمعات ولو اختلفت النسب, ففي سورية امرأة من كل أربعة نساء هي عرضة لشكل من أشكال العنف, وهذا ما أظهرته الدراسة السورية الوحيدة حول العنف ضد المرأة والتي نفذها الاتحاد النسائي عام 2006.
العنف النفسي, اللفظي, القانوني والجسدي الذي يصل ذروته في القتل بحجة الشرف وللحديث عن العنف ضد المرأة كان الحديث للدكتور بسام المحمد من الطبابة الشرعية في حمص ونائب رئيس رابطة الطب الشرعي في سورية, حيث أوضح أن خصوصية العنف الأسري تكمن أنه يمارس في المكان الذي يفترض أن يؤمن الحماية للمرأة.
أكد الدكتور أن المسؤولية الأولى على النساء المعنفات اللواتي يكرسن هذا العنف بصمتهن بحجة العيب والتكتم على أسرار العائلة.
قدم الدكتور المحمد دراسة في مدينة إدلب حول جرائم الشرف التي اعتبرها أقسى أنواع العنف الجسدي. وأظهرت الدراسة أنه في كل شهر هناك امرأة ضحية لهذا العنف في إدلب وذلك تبعا للحالات المبلغ عنها فقط مشيرا أن النسبة الحقيقية قد تكون أكبر من ذلك.
كما نوه المحاضر إلى قصور القانون السوري فيما يخص العنف الأسري وطالب بوجود مثل هذا القانون الذي يعاقب على العنف ضد الأسرة مشيرا إلى أن هناك مقولات تبشر أن الهيئة السورية لشؤون الأسرة في طور إعداد القانون.
تتابع برنامج النشاط مع الطفل وهاج بكور في قصائد شعرية ومن ثم الطالبة صفاء عواد قدمت ورقة موجزة عن أخطار الطلاق في تفكيك الأسرة, وأهمية دور الأسرة المترابطة في زرع مفاهيم جدية في نفوس الأطفال ولهذا على الرجل والمرأة التروي في التعامل مع بعضهما ومع أطفالهما.
ومن ثم كانت فقرة مميزة مع نساء اتبعن دورة لمحو الأمية, حيث قدمت كل سيدة قصيدة شعرية فأم أنور قدمت قصيدة "أمي لمحمود درويش" وأم زياد قصيدة "ابنتي وداد في العشرين لبشارة الخوري" وأم عماد قصيدة" أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران".
كما كان لنا وقفة مع السيدة هناء وهي أم لطفل معاق تحدثت عن تعاملها مع ابنها المعاق بحيث ترعاه جدا دون أن تشعره بالشفقة التي يمكن ان يكون أثرها سلبي على نفسيته, السيدة هناء قالت أن كلمة مبروك انسب لطفلها من كلمات مثل معوق او ذوي احتياجات خاصة أو مريض هي تجد أن كلمة مبروك تعبر عن الحكمة في ولادة طفلها. كما قالت أن صلة قربى من الدرجة الأولى تربطها بزوجها وقد يكون لها السبب في ولادة طفل يحمل إعاقة.
انتهى اليوم مع نساء مميزات استطعن أن يتقدمن نحو الأفضل رغم تقدمهن بالعمر موضحين أن الوقت مناسب لنبدأ بالتعلم مهما مر على سنوات الطفولة فالمهم فقط أن نبدأ.
الشكر الكبير لجهود الدكتورة عهد حوري والأستاذ إياد خزعل للتنسيق بين مرصد نساء سورية والمعهد العالي للغات والاتحاد الوطني لطلبة سورية في حمص لإتمام هذا النشاط الذي وعدت كافة الجهات والأشخاص المشاركين بأن يكون بداية متواضعة لنشاط مستمر فيما يهدف للوصول لأسرة سورية أكثر أمانا.........
تعليقك مسؤوليتك.. كن على قدر المسؤولية EmoticonEmoticon